من الظواهر الجديرة بالتأمل ان يستخدم العلم في الرياضة بطريقة مريبة تماماً عبر ما يسمى "المنشطات". ومن أشهر شعارات الرياضة "الاقوى، الاسرع، الاعلى" الذي يعمل بعض مستغلي العلم على افساده كلياً. فمع المنشطات، يصبح الاقوى هو من ينجح في مؤامرة التواطؤ على روح المنافسة الرياضية. ولعل المنشطات هي من مساحات التناقض بين العلم والقيم الانسانية، ولربما عكس الدأب على استخدام المنشطات اعلاءً لشأن المصالح على كل ما عداها. بدأت المنشطات تحضر بقوة في المنافسات العالمية. الكل يسعى الى تطويق عنقه بميدالية. ولاجل هذا الهدف قد يرتكب كل ما من شأنه أن يغتال فرحة جمهوره بعد الانتصار عندما تعلن النتائج، ويقال ان انتصاره كان مغشوشاً، اذ استعان بمواد محظورة لتسجيل انتصار زائف. لكن العلم تطور كثيراً وبات يرصد كل خروج عن القانون. وعلى رغم التحذير الشديد من المنشطات وعواقبها الا ان البعض ما زال يمارس الخطأ ذاته. حاورت "الحياة" الدكتور عبدالله الجوهر عن هذا الموضوع، وهو يشغل منصب الامين العام للجنة الوقاية من المنشطات في المملكة العربية السعودية. وفي الوقت نفسه هو طبيب المنتخبين الاولمبي والشبابي لكرة القدم. ويحوز البورد السعودي في الجراحة، درجة الزمالة الاميركية في ابحاث الطب الرياضي. ما هي المنشطات ومتى بدأ الاهتمام بها؟ - المنشط DOP كلمة تعود الى مشروب منبه كان يستعمل في القرن الثامن عشر ميلادي في احتفالات بعض القبائل في جنوب افريقيا، وظهرت هذه الكلمة للمرة الأولى في قاموس اللغة الانكليزية عام 1889، وكانت تعني المواد المخدرة التي تعطى لتهدئة الخيول، واتسع معنى هذه الكلمة لاحقاً ليشمل المواد التي تؤخذ بقصد رفع مستوى الاداء الرياضي. وتعرّف اللجنة الاولمبية الدولية المنشطات على انها "مجموعة المواد والطرق المحظورة رياضياً والمصنفة وفقاً للقائمة المنصوص عليها في اللائحة الطبية للجنة الاولمبية الدولية، وكذلك التعديلات التي تدخلها هذه اللجنة عليها وتعممها رسمياً على اللجان الاولمبية الوطنية". ما هي انواعها وهل فيها ما يفيد الانسان والرياضي؟ - المنشطات حظرت في الرياضة لمضارها الصحية، فهي تشعر متعاطيها بتحسين مستوى ادائه البدني لكنها تضر بصحته على المدى القريب والبعيد. وتشمل هذه القائمة ثلاث فئات رئيسة هي: اولا: فئة المواد الممنوعة. وهذه المواد يحظر تعاطيها في الرياضة بشكل قطعي، وتشتمل على: المنبهات والمخدرات والعوامل الابتنائيةAnabolics والادوية المدرة للبول والهرمونات البناءة Anabolic Hormones وما شابهها. ثانياً: فئة الطرق والاساليب الدوائية او الفيزيائية او الكيماوية المحظورة. وهي اما ان تستعمل لتحسين مستوى الاداء الرياضي، كنقل الدم او بعض مكوناته، او للتلاعب بعينة فحص البول من طريق مواد دوائية او كيماوية او فيزيائية لاخفاء ما قد يكون تعاطاه الرياضي من مواد منشطة اخرى. ثالثاً: فئة المواد الخاضعة لبعض القيود، وهذه الفئة تحظر في بعض الرياضات، ويسمح بتعاطيها في البعض الآخر. وتشتمل هذه الفئة على الكحول والماريجوانا والتخدير الموضعي والستيروئيدات القشرية، ومثبطات البيتا. لماذا يكلف انشاء معمل الكشف عن المنشطات الكثير من المال؟ - تخضع معامل الكشف على المنشطات الى الكثير من المواصفات والشروط الصارمة قبل الاعتراف بها دولياً. وانشاء مختبر من دون حصوله على الاعتراف الدولي هدر للمال والجهد. ولا يكفي وجود المختبر وحده للقضاء على ظاهرة المنشطات. فمن الضروري وضع برنامج وطني للرقابة على المنشطات بشكل قانوني يشمل جميع الرياضات. ما هو الجديد في عالم المنشطات وهل هناك منشطات في البيئة الطبيعية؟ - الجديد هو انه سيعتمد قريباً سحب عينات من دم الرياضيين اضافة الى عينات البول، اذ ان هناك بعض المواد المحظورة يصعب اكتشافها حالياً في عينة البول. وجربت هذه الطريقة في "اولمبياد سيدني". وربما اعتمدت في بطولة كأس العالم لكرة القدم هذا العام. اما في ما يتعلق بالمنشطات الطبيعية فالتغذية الجيدة والفيتامينات والبرنامج التدريبي المتدرج الملائم، اضافة الى التحضير الذهني والبدني للرياضيين، هي خير منشط. هل هناك اتحاد عربي للكشف عن المنشطات في الدورات العربية؟ - هناك لجنة للرقابة على المنشطات في الاتحاد تتولى عملية الرقابة على المنشطات في الدورات والبطولات العربية.