وافق المجلس الوزاري الذي رأسه العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس في مدينة الداخلة، في عمق الصحراء الغربية على الساحل الأطلسي، على القوانين التي تُنظم الانتخابات الاشتراعية المقررة في خريف العام الجاري. وقالت مصادر رسمية إن هذه القوانين ستعرض على البرلمان المغربي في دورة طارئة قد تنعقد في الأيام المقبلة. لكن أهمية إقرار هذه القوانين تكمن في اختيار العاهل المغربي رئاسة مجلس وزاري في مدينة الداخلة التي تعتبر بمثابة عاصمة منطقة وادي الذهب، أي ما كان يُعرف ب"تيريس الغربية" التي تدخل في إطار خيار "التقسيم" الوارد في اقتراحات المبعوث الدولي جيمس بيكر. وترى أوساط مراقبة أن عقد اجتماع الحكومة في الداخلة برئاسة العاهل المغربي يُعتبر رداً حاسماً ويؤكد رفض الرباط فكرة التقسيم، ويُعلن مشاركة سكان الاقليم الصحراوي في الانتخابات الاشتراعية المقبلة. وكان لافتاً أن الجماهير الغفيرة لسكان المنطقة خصصوا الملك محمد السادس باستقبال حاشد رفعت فيه الأعلام المغربية واللافتات التي تضمنت شعارات ضد التقسيم. وردد صحراويون في "ساحة الحسن الثاني" التي استضافت الاستقبال الرسمي للعاهل المغربي، شعارات ضد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، منها"لا دخل له في قضية الصحراء وليتركها لأهلها يقررون مصيرهم". وهذه المرة الأولى التي ترفع فيها شعارات من هذا النوع في زيارة بهذا المستوى. وقال صحراويون تحدثوا إلى "الحياة" أمس إن سكان وادي الذهب يرفضون فكرة التقسيم ويحمّلون السلطات الجزائرية مسؤولية الابقاء على "احتجاز" الصحراويين في تندوف جنوب غربي الجزائر. وقال أحدهم: "لا نريد حلاً رابعاً، ولكننا نريد حلاً خامساً يقضي بالعودة الطوعية للرعايا من تندوف"، في إشارة إلى المخيمات التي تشرف عليها "بوليساريو" في الجزائر. "زيارة مدنية" وارتدت زيارة العاهل المغربي إلى الداخلة أمس طابعاً سلمياً. إذ كان يرتدي بذلة عصرية في لون رمال الصحراء وخلا محيطه من أي قائد عسكري، بمن في ذلك الجنرال حسني بن سليمان قائد الدرك الملكي الذي كان يرتدي لباساً مدنياً، لكن ضباطاً وفدوا إلى مقر المحافظة حيث عقد مجلس الحكومة، وفي مقدمهم الجنرال عبدالعزيز بناني قائد المنطقة العسكرية الجنوبية. ومن المقرر أن يزور العاهل المغربي اليوم مدينة العيون شمال الصحراء. وسيوجه من هناك خطاباً إلى الشعب المغربي قد يعرض فيه الموقف من تطورات قضية الصحراء ومشروع انشاء وكالة لانعاش المحافظاتالجنوبية للمغرب.