سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مجزرة اسرائيلية جديدة في رام الله وشارون يهدد بتكبيد الفلسطينيين "خسائر فادحة جداً" . استشهاد 21 فلسطينياً وجرح عشرات آخرين في اعتداءات اسرائيلية في الضفة والقطاع
استشهد 21 فلسطينياً امس من بينهم خمسة اطفال وسيدتان واصيب العشرات بجروح ما بين خطيرة ومتوسطة في هجوم عسكري اسرائيلي على تجمعات سكنية فلسطينية سجل اعنفها في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين الذي ما زال عصياً على قوات الاحتلال الاسرائيلي. واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان جيشه سيقتحم مزيداً من المخيمات الفلسطينية في الايام المقبلة وانه سيستمر في حربه على الفلسطينيين الذين قال انه يجب ايقاع خسائر فادحة في صفوفهم، فيما وجهت السلطة الفلسطينية نداء الى المجتمع الدولي لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني "لوقف شلال الدم". تحول محيط مخيم الامعري للاجئين الفلسطينيين القريب من مدينة البيرة الى ساحة لجريمة احتلالية جديدة بشعة راح ضحيتها بشرى ابو كويك واطفالها الثلاثة محمد 10 اعوام وعزيزة 16 عاماً وبراء 14 عاماً الذين قتلوا داخل سيارة كانت تقلهم، وقتل في سيارة ثانية بالقرب منهم الطفلة شيماء 4 اعوام وابن عمها عرفات المصري 16 عاماً بعدما اطلقت دبابة اسرائيلية تتمركز على سفح مستوطنة "بساغوت" المطلة قذيفة باتجاه السيارة الاولى. وترددت انباء مفادها ان القذيفة استهدفت والد الضحايا حسين ابو كويك وهو احد القادة السياسيين ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس وأحد المبعدين السابقين الى مرج الزهور في جنوبلبنان في اوائل التسعينات. غير ان قريبين من عائلة ابو كويك اكدوا ان الاخير لا يستخدم السيارة التي تقودها زوجته التي اعتادت على احضار اطفالها من مدارسهم في الوقت نفسه كل يوم. وشهد مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين اعنف اشتباكات مسلحة بين المقاتلين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي العسكرية الجوية والارضية سقط خلالها حتى عصر امس ستة شهداء من بينهم احد قادة كتائب شهداء الاقصى الذراع العسكرية لحركة "فتح" امجد الفاخوري 26 عاماً. وقال شهود عيان ل"الحياة" ان الفاخوري اصيب برصاصات عدة من العيار الثقيل في قدميه ما ادى الى سقوطه على الارض اعقبها رصاصة في الصدر ظل ينزف بعدها حتى الموت بعدما منع الجنود الاسرائيليين سيارات الاسعاف من انقاذه. أما شهداء مخيم جنين الآخرين فهم السيدة سميرة الزبيدي 55 عاماً التي قتلت داخل منزلها، ونعيم الصباغ 35 عاماً وقتل ايضاً داخل منزله والمقاتل عصام ابو بكر. واحترق جسد مدير مركز الطوارئ في الهلال الاحمر الفلسطيني خليل سلمان واصيب اربعة من افراد طاقمه الطبي بعدما اطلقت قذيفة باتجاه سيارة الاسعاف التي كانوا بداخلها فور دخولهم المخيم لتقديم المساعدة للجرحى بتنسيق مع الارتباط العسكري الاسرائيلي. وابلغ عن شهيد سادس لم تعرف هويته بعد. وتعرض المخيم الذي يضم 13 الف نسمة الى قصف من المروحيات والدبابات الاسرائيلية منذ الساعة الرابعة فجراً وتواصل القصف حتى ساعات المساء وطاول عدداً كبيراً من منازل المواطنين ما ادى الى وقوع عدد كبير من الجرحى تمكنت الاطقم الطبية من اخلاء 30 منهم ووصفت جروح خمسة منهم بأنها خطيرة جداً. وبالقرب من قرية اماتين شمال الضفة الغربية، قتل الطالب ايمن غانم 19 عاماً على حاجز عسكري اسرائيلي اثناء توجهه الى مدرسته. وفي قلقيلية قتل خالد صويلح احد عناصر الاستخبارات الفلسطينية خلال محاولة توغل اسرائيلية للمدينة .وفي مخيم بلاطة اعلن عن استشهاد احمد الحشاس 19 عاماً متأثراً بجروح اصيب بها اثناء اقتحام المخيم قبل ايام. وطاول القصف الاسرائيلي مدينة الخليل وقرية طمون القريبة من جنين. وافاد مصدر امني فلسطيني انه عثر امس على جثتي شابين فلسطينيين قتلا برصاص الجنود الاسرائيليين احدهما من الجناح العسكري ل"حركة الجهاد الاسلامي" والآخر من "القوة 17" في منطقة غور الاردن وهي منطقة تخضع للسيطرة الامنية الاسرائيلية الكاملة. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ابلغ الصحافيين في كواليس الكنيست الاسرائيلية امس انه ينوي تكبيد الفلسطينيين خسائر فادحة. ونقل عن شارون قوله ان "الفلسطينيين يجب ان يتكبدوا خسائر فادحة جداً" لأنهم "اذا لم يشعروا بالهزيمة، فلن يكون بالامكان العودة الى المفاوضات". وقال شارون: "يجب ان نكبدهم الكثير من الخسائر". وكان الوزير الاسرائيلي افيغدور ليبرمان هدد بقصف الاسواق التجارية والمؤسسات المدنية الفلسطينية. وابقى شارون تفاصيل خططه العسكرية ضد الفلسطينيين طي الكتمان وحصرها في شخصه ووزير دفاعه بنيامين بن اليعيزر ووزير خارجيته شمعون بيريز. والتقت حركتا "فتح" و"حماس" والسلطة الفلسطينية على التعهد بالرد على الهجمات الاسرائيلية. وقال الامين العام لمجلس الوزراء احمد عبدالرحمن "ان المقاومة الفلسطينية سترد على جرائم شارون" وان "العدوان سيُرَد بالمقاومة". ودعا الوزير نبيل عمرو الى توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني مشيراً الى ان "حكومة شارون اتخذت قراراً بمواصلة المذابح ضد الفلسطينيين". قطاع غزة قتلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين قنصاً بدم بارد في أحدث عملية اقتحام وتوغل في مخيم رفح للاجئين فجر أمس. وكانت ثماني دبابات وجرافة ضخمة اقتحمت عند الساعة الواحدة من فجر أمس بلوك "جيه" في المخيم المحاذي للشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر، وتوغلت فيه مسافة 150 متراً، وهدمت ثلاثة منازل كلياً، ودمرت موقعاً لقوات الأمن الوطني بالقرب من الشريط الحدودي. وقال شهود ان قوات الاحتلال الراجلة توغلت داخل أزقة المخيم بمساندة الدبابات واعتلت سطحي منزلين في المخيم أثناء العملية العسكرية التي استغرقت أربع ساعات. وأضاف الشهود ان قوات الاحتلال والجنود المتمركزين في الدبابات استخدموا القنص وسيلة لقتل مواطنين ابرياء اثناء فرارهم من منازلهم الواقعة في المخيم. والشهداء الثلاثة هم ابراهيم علي برهوم 43 عاماً وأحمد يوسف الصوفي 24 عاماً والشاب صابر فخري ابو لبدة 28 عاماً أحد أفراد قوات الأمن الوطني الذي اصيب بعيار ناري في قلبه. ونقل أقارب الشهيد برهوم عن ابنه الصغير الذي كان يسير الى جانب والده في أزقة المخيم أثناء مغادرتهم منزلهم خشية هدمه أو اقتحامه، ان جنود الاحتلال اطلقوا النار على برهوم من رشاش من العيار الثقيل، فأصابته رصاصة في رأسه، ما أدى الى سقوط اجزاء من دماغه على الأرض. وأشاروا الى ان طفله الذي كان يدفع كرسياً متحركاً يعود لشقيقته المعوقة واصل الهرب من المنطقة على رغم مقتل والده، الأمر الذي اصابه بصدمة عصبية لدى وصوله الى أحد منازل أقاربه.