بدايتها كانت مع فن الإستعراض، عندما قدمها المنتج التلفزيوني رؤوف كوكة في منوعة رمضانية... إنها النجمة التونسية ريم الرياحي التي تتمتع بمواصفات فنية وجمالية عدة، ساعدتها على احتلال موقع متميز في المشهد الفني التونسي. فالفنانة الشابة التي كانت، بالأمس القريب، تظهر دقائق معدودة في هذا الاستعراض أو ذاك، هي اليوم نجمة بكل المقاييس. وأصبحت مطلوبة من المخرجين لتقمص أدوار مهمة في مسلسلات درامية تونسية، ولتقف بندية وجدارة أمام كبار الممثلين التونسيين. أصبحت ريم الرياحي بفضل تلقائيتها وجهاً مألوفاً في الأعمال الدرامية، وكانت لها هذه السنة مشاركة متميزة في المسلسل الاجتماعي الذي شدّ إهتمام المتفرجين وحمل عنوان "إضحك للدنيا"، من اخراج عميد المخرجين التونسيين عبد الرزاق الحمامي... مع النجمة الصاعدة كان لنا هذا الحوار. لا بد من سؤال عن بداياتك... - بدايتي كانت مع فن الإستعراض، حيث قدمني المنتج رؤوف كوكة في منوعة إستعراضية خلال شهر رمضان. كانت فرصة لإظهار مواهبي، في هذا الفن الذي يتطلب مواصفات فنية وجمالية عدة. وقد أسند إليّ المنتج رؤوف كوكة دور البطولة في هذا الرنامج الإستعراضي على امتداد 15 حلقة وكانت إطلالتي خفيفة على المشاهدين لأنني كنت أمثل وأغني وأرقص في الوقت نفسه. بعد ذلك أصبحت مشهورة؟ - الأعمال الرمضانية فرصة للنجاح طبعاً، بسبب العدد الذي تطاله من المتفرجين. لكن هذا النجاح فتح لك المشاركة في أعمال أخرى مثل الإعلانات... - أعتقد أن الفنان لا يجب أن يكون أسير أدوار معينة، أو نوعية معينة من الأعمال، مثل الفن الاستعراضي الذي يتطلب مواصفات فنية وجمالية وجسمانية ليست دائما متوافرة. ولذلك اعتبرت أن نجاحي في الأعمال الاستعراض بداية ولوج عالم الفن من بابه الكبير. وهكذا توافرت لي الفرصة للمشاركة في العديد من الأعمال الدرامية التونسية. أتحدث عن مشاركتك في الأفلام الإعلانية... - لا أعتبر مشاركة الفنان في الأفلام الإعلانية عيباً أو تقليل من قيمة الفنان، فهي تخدم مصالح اقتصادية واعلاميّة وطنيّة عدّة. كما أن الإعلانات تشكل موردا ماديا مهما للفنان. وأنا شاركت في أفلام إعلانية محدودة، بعد عروض كثيرة تلقيّتها لمشاريع لا تحصى. ومتى بدأت مسيرتك تأخذ منحىً احترافياً؟ - بعد مشاركات محدودة في أعمال درامية تونسية، دعاني المخرج المنصف الكاتب للمشاركة في مسلسل "غالية"، وأسند لي دور البطولة في هذا العمل إلى جانب نخبة من كبار الممثلين التونسيين مثل صالح الجدي وزكية بن عياد وفريال قراجة وغيرهم. وأنا إعتبر أن مشاركتي في هذا العمل كانت فرصة العمر بالنسبة إلي، لكي أفجر كامل مواهبي الفنية. وأحمد الله أن المسلسل نجح، وشد إهتمام الناس، نظرا إلى بعده الاجتماعي، وأيضاً إلى صدق أداء الممثلين. قبل مسلسل "غالية"، هل كانت لك مشاركات أخرى تعتزين بها؟ - بالتأكيد. أعتبر أن كل مشاركة لي في عمل درامي إضافة أعتز بها في رصيدي الفني. وقبل "غالية" كانت لي مشاركة أعتز بها كثيرا في مسلسل "ويبقى الحب". فقد جاء في وقت كنت في حاجة إلى اثبات حضوري وجدارتي كفنانة كاملة، لا كمجرّد فنانة إستعراضية... ثم جاء بعد ذلك دور البطولة في مسلسل "غالية"، وأنا مدينة بالكثير إلى الفنان المنصف الكاتب الذي منحني تلك الفرصة الذهبية. ماذا عن تجربتك في مسلسل "إضحك للدنيا"؟ - مشاركتي في مسلسل "إضحك للدنيا" مع المخرج عبد الرزاق الحمامي، أعتبرها مشاركة مهمّة لأنها قدّمت لي فرصة المشاركة في عمل حظي بنسبة مشاهدة كبيرة من قبل الجمهور التونسي، وجمع أبرز النجوم في تونس مثل السيدة منى نور الدين والفنانة القدير نعيمة الجاني، والفنانة زهيرة بن عمار والفنان الكبير كمال التواتي. بعد هذا النجاح الوطني، هل فكّرت بضرورة الإنتشار على مستوى عربي؟ - أنا مقتنعة جداً بزهميّة الإنتشار على المستوى العربي. وفي زمن تراجع السينما، يبقى التلفزيون أهم أداة لنشر الفن على مستوى واسع. وقد قمت في هذا السياق بإتصالات مع المخرجين وشاركت في أعمال عربية إلى جانب وجوه فنية عربية كبيرة. وأحمد الله أنني لم جد صعوبة في إقناع هؤلاء المخرجين بمواهبي وقدراتي الفنية. أخذت مكانتي الفنية في هذه الأعمال الى جانب كبار الممثلين. يقال إنه لا بد من بعض التنازلات، كي يحقق الفنان المبتدئ إنتشاره العربي ؟ - أولا أنا لست مبتدئة، بل فنانة معروفة في بلدي، وقمت بأدوار البطولة في أعمال تونسية بارزة. كما انني أرفض التنازلات مهما كان نوعها. وأرفض أن أتسول أي دور مع أي مخرج كان. لأن المخرجين اقتنعوا بقدراتي الفنية فدعوني للمشاركة في هذه الأعمال. لماذا لا يزال الفنان التونسي غير معروف بكثرة في الشرق العربي؟ - أنا لا أعتقد أن الفنان التونسي غير معروف في الشرق، خصوصاً بعد انتشار الفضائيات التي تتنافس في ما بينها على تقديم أعمال جديدة. وقد برز فنانون تونسيون من خلال المشاركة في أعمال عربية مهمّة بثّتها التلفزات العربية. ويبقى على الفنان أن يبذل جهداً خاصاً للتعريف بنفسه، وبطاقته الفنية. كما أن الصحافة تلعب دوراً كبيراً للتعريف بالفنان على نطاق واسع. وأنا بالمناسبة أشكر جريدة "الحياة" على هذه الفرصة التي أتاحتها لي للوصول إلى القراء العرب. هل ظلمتك الصحافة الفنية في تونس؟ - بالعكس. أنا أعتبر أن الصحافة الفنية في بلدي ساعدتني كثيراً، وقربتني من الجمهو. وأنا مدينة فعلاً بإنتشاري إلى الصحافة الفنية والتلفزيون التونسي. -