قالت الاممالمتحدة امس ان الزلزال الذي ضرب منطقة نهرين الشمالية اودى بحياة 800 - 1000 شخص. وقام رئيس الحكومة الموقتة حميد كارزاي بزيارة تفقدية للمناطق المنكوبة، داعياً الى تنكيس العلم الافغاني حداداً على الضحايا. وفي غضون ذلك، بدأت المنظمات الدولية وبعض الحكومات ارسال مساعدات اغاثية عاجلة. كابول، نيويورك، موسكو، طهران، طوكيو - أ ف ب، رويترز، أ ب - قدّر ممثل الاممالمتحدة في كابول نيغال فيشر أمس عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب افغانستان بما بين 800 والف قتيل دُفن منهم 600 حتى الآن. ويتناقض تقديره مع حصيلة قدّمها مسؤول في وزارة الداخلية الافغانية أشار الى ان حصيلة الزلزال الذي ضرب شمال البلاد الاثنين الماضي، وصلت الى ثلاثة آلاف قتيل. وقال سكرتير وزير الداخلية الافغاني يونس قانوني: "لا يمكننا ان نحدد الحصيلة الدقيقة للقتلى لكنها بالتأكيد اكثر من ألفين او ثلاثة آلاف". وكانت هزات ارتدادية لا تزال تضرب صباح امس منطقة نهرين المنكوبة. وأضاف المسؤول: "الوضع مأسوي ومرعب، هناك الكثير من الضحايا. كان هناك 21 الف منزل في منطقة نهرين، لكن 99 في المئة منها دمر كلياً". كارزاي وفي غضون ذلك، وصل رئيس الحكومة الموقتة حميد كارزاي - الذي تلقى اتصال تعزية من الرئيس جورج بوش - في مروحية الى مدينة نهرين امس، وقال: "اننا نرسل مواد غذائية وأغطية وأدوية. وأدعو الاسرة الدولية الى ارسال المزيد من المساعدات الى هذه المنطقة والى البلدات الاخرى التي دمرت". وقام كارزاي بجولة تفقدية في المنطقة، وقدر عدد المشردين بعشرين ألفا. ثم تحدث الى مئات المنكوبين، وأوضح انه سيتم تنكيس العلم الافغاني حداداً على الضحايا الذين سقطوا. وحيا كارزاي السكان المتضررين "الذين لم يطالبوا بالكثير"، بحسب ما قال للصحافيين. وبحث رئيس الحكومة سير عمليات الاغاثة مع المسؤولين المحليين وممثلي الاممالمتحدة والمنظمات الانسانية الاجنبية وقوة ايساف الدولية لحفظ الامن. وأشارت ممثلة الاممالمتحدة في المنطقة الى ان الالغام المزروعة خلال سنوات الحرب تعوق عمليات الاغاثة، اضافة الى وعورة الطريق. وقالت فرحانة فاروقي المنسقة الاقليمية لشمال افغانستان ان "عملية الاغاثة معقدة للغاية. فثمة قطاعات عدة لا يمكن دخولها لأنها ملغمة بكثافة". ووصف الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اول من امس الزلزال بأنه "مأساة كبيرة ألمت ببلد عانى الكثير". وناشد انان بعثة الاممالمتحدة في كابول "بذل كل ما في وسعها لتقديم المساعدة للحكومة الموقتة لمساعدتها على مواجهة هذه المأساة". وسارعت وكالات اغاثة تابعة للامم المتحدة الى ارسال امدادات طارئة الى منطقة نهرين. وذكر مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ان ملابس شتوية وأغطية وخياماً وأكياساً للجثث، كانت ضمن اشياء ارسلت الى المنطقة بعد الزلازل . وقال المكتب في تقرير اولي عن الوضع: "ما زاد من صعوبة المهمة ان الأنقاض الناتجة من الزلزال سدت طريقين من ثلاث طرق تخدم المنطقة بحيث لم يبق مفتوحاً للمرور سوى الطريق الممتدة من كيلاغاي". وأضاف مكتب الاممالمتحدة ان وكالة التعاون الفني والتنمية وزعت 500 خيمة و1000 بطانية. وقال الناطق باسم الاممالمتحدة في كابول مانويل دو الميدا اي سيلفا انه تم ارسال "14 الف غطاء و21 الف خيمة بواسطة وكالات الاممالمتحدة او منظمات غير حكومية". وفي واشنطن، اعلنت وزارة الخارجية ان عاملين اميركيين في المجال الانساني بدأوا التنسيق مع المنظمات الانسانية لتقديم المساعدة لافغانستان إثر الزلزال. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر: "هناك اشخاص يعملون حالياً في هذه المنطقة، ولدينا مساعدات تصل الى المنطقة، كما اننا نقوم بتقييم ما ينقصنا". وأوضح باوتشر ان ثماني منظمات اميركية تمولها الوكالة الاميركية للتنمية الدولية تعمل حالياً بالتعاون مع منظمات اخرى في المنطقة التي ضربها الزلزال. وأعلنت الناطقة باسم البنتاغون فيكتوريا كلارك اول من امس ان الولاياتالمتحدة اجرت "اتصالات مع الحكومة الانتقالية في افغانستان لتحديد حاجاتها". وقدمت المملكة العربية السعودية ايضاً مساعدات عاجلة لضحايا الزلزال، فباشر فريق جمعية الهلال الاحمر السعودي العامل فى كابول تنظيم عمليات المساعدات التي بلغت قيمتها عشرة ملايين دولار. وقال سفير المملكة لدى باكستان علي عواض عسيري انه يتابع عملية ارسال 12 شاحنة يحمل كل منها 20 طناً من المواد الغذائية والملبوسات والبطانيات0 وأكد السفير السعودي حرص المملكة على تقديم كل مساعدة "لتخفيف معاناة اخواننا الافغان فى المناطق التي ضربها الزلزال"0 إلى ذلك اعلن مصدر في وزارة الاحوال الطارئة الروسية ان روسيا ارسلت امس 21 طناً من المساعدات الانسانية الى ضحايا الزلزال في افغانستان. وقال المصدر ان طائرة تابعة لهذه الوزارة اقلعت من موسكو متوجهة الى كابول حيث سيتم نقل المساعدات الى المناطق التي ضربها الزلزال. كذلك عبرت طهران عن "تضامنها" مع "حكومة افغانستان وشعبها" وأبدت استعدادها لارسال مساعدة انسانية. ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان وزير الخارجية الايراني كمال خرازي اتصل هاتفياً برئيس الحكومة الافغانية مساء اول من امس، وقال له: "نحن متضامنون مع حكومتك ومع الشعب الافغاني". وقررت اليابان من جهتها ارسال مساعدة مالية قدرها 50 مليون ين، اي ما يعادل 378 الف دولار الى افغانستان. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية اليابانية انه سيتم ارسال فرق انقاذ حكومية وغير حكومية الى منطقة الزلزال.