تُقبل مصر حالياً على تجربة جديدة لإزالة العوائق من امام الدخول في عصر الانترنت. والمعلوم أن عدد مستخدميها، مصرياً وعربياً، ضعيف جداً مقارنة مع الدول المتقدمة. وتحاول "نوادي التكنولوجيا" دعم انتشار الشبكات الرقمية في المجتمع. وربما فتح ذلك باباً جديداً امام الافادة من العنصر البشري المدرب. وهكذا يأمل البعض بضرب عصفورين بحجر النوادي: جذب الناس الى الانترنت والحفاظ على كوادر المعلوماتية في مصر بدل الهجرة الى الخارج. وتشبه "نوادي التكنولوجيا" مقاهي الانترنت، وجديدها هو العمل على تقريب المسافة بين غير القادرين وعالم التكنولوجيا الرقمية. وتقدم دورات تدريبية متخصصة في مقابل جنيه واحد فقط للمتدرب في الساعة. الفقر والتكنولوجيا! والتقت "الحياة" د.اكرام فتحي عبد الجواد مستشار وزارة الاتصالات والمسؤول الأول عن المشروع الذي أكد ان النوادي انشئت خصيصاً للطبقات الفقيرة حتى تلبي رغباتها في دخول دنيا الانترنت وتكنولوجيا المعلومات. وتأتي هذه التجربة في اطار خطة قومية تهدف الى تنمية العنصر البشري أكاديمياً وتكنولوجيا. وقال ان التجربة تعد الأولى في التجارب العملية التي تركز الى التوظيف في تنمية الكوادر البشرية. واشار الى مشاريع مشابهة اخرى، من بينها "المدارس الذكية" التي ينتظر ان تستوعب 4 ملايين نسمة في غضون العامين المقبلين. وهناك مشروع لتدريب 40 ألف طالب في الجامعة سنوياً على تقنيات الكومبيوتر المختلفة. ويأمل المشروع أيضاً بتخريج مبرمجين في مجال الاتصالات بواسطة التدريب في الشركات المتخصصة. وفي شكل عام، تخطط الحكومة لتنمية مهارات نحو 10 في المئة من السكان خلال السنوات العشر المقبلة. وأوضح ان نوادي التكنولوجيا بدأت بانشاء 300 ناد في مراكز الشباب وقصور الثقافة والمدارس والجمعيات الاهلية والمجمعات الاعلامية والنقابات والجامعات، واستوعبت نحو 90 ألف شخص ما بين أطفال وشباب وفتيات وسيدات ورجال وكبار السن. وسعوا كلهم الى محو أميتهم في الانترنت. وسيتضاعف عدد النوادي مع نهاية العام الجاري الى 600 ناد. ومن المتوقع ان تتضاعف الاعداد كل عامين الى أن تغطي كل أرجاء مصر. وتذكر هذه الصورة بماضي جهود محو الأمية، حين ابتكرت وسائل لا تحصى من اجل جذب الناس الى تعلم القراءة والكتابة. وشمل ذلك دور الثقافة الجماهيرية ونوادي الاقاليم وما الى ذلك. تفاؤل المتدربين وآمالهم ويحتوي كل ناد على ما بين 15 و20 جهاز كومبيوتر وخط انترنت وطابعات وشبكة. ولوحظ ان القطاع الخاص أظهر اهتماماً بالغاً بهذه النوادي. وشارك رجال الاعمال الحكومة في المشروع، سعياً منهم الى امور عدة، منها البحث عن كوادر مدربة ومؤهلة للعمل في شركاتهم. واستطلعت "الحياة" آراء عدد من المتدربين في تلك الأندية. ووصف سيد مصطفى موظف التجربة بانها "واحدة من التجارب الحقيقية في البلاد وفوائدها عدة، خصوصاً لجهة التعرف الى التقنيات المتطورة والدخول الى عالم الكومبيوتر والانترنت". ويرى ايهاب نصار وهو مشرف في أحد مراكز الشباب، ان الدورات التدريبية تسهم في تأهيل الشباب للحصول على وظائف. ويؤكد محمد أمين ليسانس آداب ان المحاضرات التي تدرس في الاندية تتضمن التدريب العملي اللازم لتغطية مواضيع المهارات الاساسية ومبادئ تكنولوجيا المعلومات واساسيات البرمجة التي تؤهل للمرحلة الثانية والمتخصصة في نظام قواعد البيانات. وقال خالد بسطة صيدلي انه التحق بنوادي التكنولوجيا لاكتساب المهارات الكومبيوترية باتقان وتعلم اللغة الفرنسية جيداً.