تخطّت المطربة التونسية ذكرى أزمة المؤتمر الصحافي في الدوحة في شباط فبراير الماضي وما تبعه من أخذ وردّ وصل الى اقامة الحد عليها بعدما نسب البعض اليها كلاماً لم تقله. وهي تتمنّى، بعدما توضّحت الأمور، أن تقف عند هذا الحد، لتنطلق في مسيرتها الفنية التي بدأتها في سن مبكرة برعاية أب كان من ثوار بلاده ضد الاستعمار وأم صارمة حنون وبيئة وفّرت لها فرص النجاح في طريق الفن الأصيل. صارت ذكرى مع مرور الأيام حديث الاعلام العربي لجرأتها وصراحتها ما سبّب لها مشكلات معظمها مفتعل من بعض الصحافيين أصحاب النفوس المريضة كما تقول. وفي آخر "حرب فنية" أو إعلامية كانت اجازة الحد الشرعي عليها من أحد رجال الدين بعد كلامها في مؤتمر صحافي في الدوحة خلال مشاركتها في مهرجانها الغنائي الى جانب عدد كبير من الفنانين العرب ونشر الخبر في الصحف العربية ومنها "الحياة" في 8 و9 شباط فبراير الماضي ما أصاب ذكرى بحال شلل في تفكيرها احتاجت الى وقت لتخرج منها. بعد تبرئتها من محاولة تجريمها وتأويل كلامها وتحميله ما لا يحتمل، أوضحت ذكرى ل"الحياة" ما جرى خلال المؤتمر الصحافي بقولها: "هل هناك مسلم عاقل يصل به الحد الى تشبيه نفسه بالرسول عليه الصلاة والسلام. والذي حصل قلته أكثر من مرة. كان هناك مؤتمر صحافي لكل المطربين المشاركين في مهرجان الأغنية في قطر، وكان المؤتمر عادياً جداً الى ان أعلنت أنني سأغني باللهجة الخليجية. وبدأ بعض الصحافيين الهجوم عليّ عبر اسئلتهم لأنني اخترت اللهجة الخليجية. وعند سؤالي عن معاناتي كفنانة قلت "أنني من بلد في شمال أفريقيا ليس غنياً اقتصادياً وبالتالي ليس هناك دعم للفنون إعلامياً ولا شركات إنتاج ما يضطر الفنان الى الهجرة، فجاء السؤال التالي: لماذا الهجرة؟ فقلت ان اسباب الهجرة معروفة وهي في سبيل الانتشار العربي اذ نجد اناساً يتبنوننا، والرسول عليه الصلاة والسلام قال أن في السفر فوائد عدة... وأنا لم أتكلم عن رسالة الرسول بل عن الهجرة كمبدأ وكل واحد له وجهة نظر. وبدأ الهجوم علي لاعتقاد الصحافي الذي طرح السؤال انني شبهت نفسي بالرسول، ولكنني لم أرد عليه، وبعد انتهاء المؤتمر لحق بي الصحافي ليعترض على عدم ردّي عليه، فجاوبته بصراحة "هل هناك انسان عاقل يشبه نفسه بالرسول عليه الصلاة والسلام". وأوضحت ان سؤاله لم يكن له داع. وكبرت الكرة كالبالون وانفجر بوجه ذكرى لتصعق بالخبر الذي نشر من ان الشيخ ابراهيم الخضيري القاضي في المحكمة الكبرى في الرياض أجاز إقامة الحد الشرعي الذي يقضي بتنفيذ عقوبة القتل عليها بعدما نقل اليه تصريح ذكرى غير واضح. وقالت ذكرى ان الذي نقل الكلام الى الشيخ الخضيري حرّف فيه، ولحسن الحظ كان هناك كثر من الصحافيين الذين شهدوا الواقعة وأكدوا كلامها. لا تحب ذكرى العودة كثيراً الى قصة المؤتمر الصحافي، ولدى سؤالها عن علاقات الفنانين العرب ببعضهم بعضاً تقول: أحس بأن المطربين مشتتون، وليس هناك توافق بينهم ولا اتفاق ويجب ان نتحرر من كلمة المطرب المصري أو المطرب اللبناني أو التونسي أو الخليجي. المطرب هو مطرب لكل العرب، والمطرب هو الشخص الوحيد الذي يتفق عليه كل الوطن العربي. فعندما يأتي المطرب الى أي بلد عربي يحتفل به الجميع. فنحن عرب أولاً وأخيراً. وأوضحن ذكرى سبب وقف بث أغانيها لفترة في تونس بقولها: "عندما قلت في تونس أنني مطربة عربية منعت أغانيّ هناك في موقف غريب، ولا أقول ان الدولة التونسية تبنّت هذا المنع، فأنا اذا تكلمت بلهجة مصرية أو ليبية أو تونسية أو أي لهجة عربية أخرى، فهذا من حبّي لعروبتي. وعندما سألوني: أنت تونسية؟ قلت لهم: أنا عربية من تونس. فهل هذا خطأ؟ وتعتبر ذكرى أنها ولدت لتغني وأن أهم شيء في حياتها هو الفن. ان الفن شيئ جميل ونبيل، وهي مقتنعة بأنها تحاول الوصول بأغانيها قدر الإمكان الى مشكلات الناس لتعبّر عن وجهة نظرهم. وعن الدويتو تقول ذكرى أنها غنّت "دويتو" مع المطربة انغام عند اندلاع الانتفاضة في فلسطين، وكانت غنّت في السابق "دويتو" مع الفنان أبو بكر سالم، وايضاً مع المطرب ايهاب توفيق. وعما نشر في بعض الصحف عن "دويتو" مع المطرب محمد عبده قالت أنه كان هناك اقتراح من الأمير فيصل بن تركي والملحن صلاح الهملان ولم يرَ النور. وذكرى التي غنّت بأكثر من لهجة عربية تحضر نفسها حالياً للبدء بدراسة بعض الأغاني باللهجة اللبنانية، وقد اجتمعت لذلك مع عدد من الشعراء والملحنين اللبنانيين لاختيار ما يناسبها.