انحسرت سريعاً الزوبعة التي أثارها الشيخ الدكتور ابراهيم الخضيري أول من أمس حين طالب بإقامة الحد الشرعي القاضي بقتل المطربة التونسية ذكرى بعدما نقل عنها تشبيهها معاناتها بمعاناة الرسول عليه الصلاة والسلام. الفنانة نفت من الكويت, في اتصال مع "الحياة" ان تكون قصدت شيئاً مما استند اليه قاضي المحكمة الكبرى في الرياض. وتساءلت: "هل أنا مجنونة حتى أقول مثل هذا الكلام؟". فيما اعتبر مفتي مصر الشيخ نصر فريد واصل انها بريئة ما دام انها نفت ولم تقصد. ولكن ماذا جرى في الدوحة؟ عقدت المغنية، قبل ساعات من الحفلة التي أقامتها في العاصمة القطرية، مؤتمراً صحافياً في فندق "شيراتون" حيث شن عليها صحافيون خليجيون هجوماً حاداً كونها تغني باللهجة الخليجية، فحاولت الدفاع عن نفسها متحدثة عن المشقة التي يعيشها كل فنان لاثبات ذاته... واستطردت: "حتى الرسول صلى الله عليه وسلم تعذب وتعب". وهنا تصدى لها أحد الصحافيين: "انك تشبهين نفسك بالرسول". فاعترضت: "لن أعلق على ما تقوله لأنه غير صحيح". ثم غادر الصحافي القاعة فتمسك به زملاؤه... فتابع المؤتمر الصحافي حتى نهايته. لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد، اذ نقل الصحافي المذكور الحادثة الى القاضي السعودي الذي اجاز تكفير ذكرى، مصدراً حكمه عليها. وعندما بلغها الأمر وهي في الكويت استغربت. وبدت أمس للذين تحدثوا معها أو شاهدوها في حال نفسية سيئة. وقالت ل"الحياة": "أشعر بالأسى مما حدث، لأنه جعلني في موقع الدفاع عن ديني، ولم أكن أتصور أن أقف أبداً هذا الموقف الصعب، يقولون في الجرائد ان عليّ ان أتوب. أتوب من ماذا؟ فالانسان يتوب في كل لحظة ولكن يتوب لأنه أخطأ. غفر الله لمن هاجمني ووضعني في هذا الموقف السيئ، لكنني على ثقة بأن الناس ستعرف أنها مجرد فرقعة صحافية ولن أدافع عن ديني لأنه في قلبي، والله عز وجل يعلم كل شيء ويعلم ما في الصدور". وسألت "الحياة" مفتي مصر رأيه في القضية فقال: "بصرف النظر عن ملابسات القضية وأطرافها وتفاصيلها التي قد أعلم بعضها وأجهل بعضها، فإنني أقرر ان هناك قواعد عامة في الاسلام، فمن الخطأ التسرع بالحكم على إنسان بالردة، ما لم يعلن ذلك صراحة". وأضاف: "ان الأنبياء والرسل هم أكثر الناس ابتلاء ومشقة في أداء رسالتهم، فإذا قال انسان ان الرسول قد تعب وتحمل المشاق وأنا كذلك تعبت وأتحمل المشاق فإن وجه المقارنة هنا هو التعب والمشاق وليس التشبه بشخص الرسول نفسه ورسالته كما قد يسيء بعضهم فهم القضية. ومع هذا فإنه يجب مناقشة من أسيء فهم كلامه ومعرفة ما يقصده. وطالما نفت أو نفى الانسان عن نفسه تشبّه نفسه بالرسول فهو بريء ولا يجوز تحريف كلامه او مقصوده امتثالاً لقول الرسول: انما الأعمال بالنيات".