حسم النصر "دربي" الرياض أمام غريمه التقليدي الهلال بفوزه عليه 3-2 في المرحلة ال21 من مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم. وإذا كانت الموقعة انتهت ميدانياً بفوز نصراوي مستحق، فإن تبعاتها ستظل محور أحاديث أنصار الطرفين والصحافة، ويتمنى الهلاليون ان تنقشع الغيمة السوداء عن فريقهم قبل نهائيات كأس الكؤوس الآسيوية التي سيخوضها أواخر الأسبوع الجاري في الدوحة. انتزع النصر فوزاً مستحقاً من غريمه الدائم الهلال وتغلب عليه بثلاثة أهداف سجلها البوليفي خوليو سيزار في الدقيقة الأولى والعاجي فاضل كيتا 45 و71. في مقابل هدفين لحسين علي 30 و52 من ركلة جزاء. في اطار المرحلة ال21 من كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم. وشهدت المباراة أحداثاً دراماتيكية تمثلت في طرد مدافع النصر ناصر الحلوي 63 ولاعب وسط الهلال البرازيلي توليو 75. ولحق النصر بالاتحاد حامل اللقب والهلال الى الصدارة بعدما رفع رصيده الى 43 نقطة بفارق الأهداف خلفهما، علماً انها الخسارة الأولى للهلال هذا الموسم. واطمأن النصراويون على فريقهم للمواسم المقبلة بفضل التشكيلة الشابة التي تألقت في المباراة وفي مقدم عناصرها الظهير الأيسر منصور الثقفي وخالد السلامة وبديله ماجد الدوسري. واعترف الهلاليون بجدارة منافسهم في الفوز، وأكد قائدهم يوسف الثنيان انه كان يوم النصر "وهو يستحق الفوز، ونحن وقعنا في أخطاء غير مبررة البتة". وألقى مدرب "الزعيم" الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا باللائمة على عناصره "ما رأيته ميدانياً مخالف تماماً لما يقدمونه في التدريب، ولاعبو النصر اشعلوا الملعب حيوية ونشاطاً". وتفوق مدرب النصر الأرجنتيني هايبكر على نظيره ماتورانا، عندما أشرك شباناً حرثوا الملعب طولاً وعرضاً بخلاف لاعبي الهلال "العواجيز" الذين اكتفوا بالفرجة على ابداعات نظرائهم النصراويين، وقدم شباب النصر واحدة من أجمل لقاءات الموسم بقيادة "الموسيقار" خوليو سيزار الذي سجل الهدف الأول وصنع الهدفين الثاني والثالث، مؤكداً أنه أفضل اللاعبين الأجانب في الدوري. والغريب ان ماتورانا لم يوكل لأحد من لاعبيه بمراقبة البوليفي الماهر الذي قدم لمحات راقية. وفي الوقت الذي أبدع فيه النصراويون ظهر الهلال في شكل "مهلهل" خصوصاً خط دفاعه الذي لم ينجح في وقف خطورة المهاجم الوحيد كيتا الذي تغلب عليهم وسجل هدفين، كما زاد الطين بلة الحارس حسن العتيبي الذي لم يقدم ما يشفع له بالبقاء بين الخشبات الهلالية، ما جعل أحد أنصار الهلال يقول: "تمنيت لو ان فريقي يلعب من غير حارس" وافتقد الهلال الى صانع الألعاب على رغم وجود الثنيان الذي خرج مع مطلع الشوط الثاني، واستنجد المدرب بلاعبي وسط عُرفوا بأنهم ميالون للنزعة الدفاعية. وهم حسين المسعري وتركي القحطاني وتوليو. ووصف نائب رئيس النصر الأمير ممدوح بن عبدالرحمن النتيجة بأنها غير منصفة "نجا الهلاليون من خسارة كادت ان تكون تاريخية. أضاع لاعبونا فرصاً حقيقية، كما ان حكم المباراة ساعد الهلاليين بالخروج بثلاثة أهداف فقط". والحق ان الصواب حالف الأمير ممدوح، إذ ان لاعبي النصر فرطوا بفوز كبير وأضاعوا أهدافاً محققة أبرزها كرتا خوليو والحقباني. واختلف الفريقان في كل شيء ما عدا مهاجمة مسؤوليهم حكم المباراة معجب الدوسري الذي احتسب ركلة جزاء للهلال عندما لامست الكرة يد مدافع النصر ناصر الحلوي ومنحه بطاقة صفراء قبل ان يطرده اثر ضربة لمحمد الشلهوب، ويؤكد النصراويون ان ركلة الجزاء غير صحيحة، ووافقهم الخبير التحكيمي ناجي الجويني الذي قال ان الكرة هي التي بحثت عن يد اللاعب وليس اللاعب هو الذي بحث عنها، كما ان الهلاليين يرون ان الدوسري فشل في قيادة المباراة، وأشهر عدداً من البطاقات في وجه لاعبيهم، ولم يفعل الشيء ذاته مع النصر.