أدى هجوم وسط القدس الغربية تبنته "كتائب شهداء الاقصى"، الجناح العسكري لحركة "فتح"، الى الغاء اجتماع أمني مصغر كان مقرراً ان يعقده المبعوث الاميركي الجنرال المتقاعد انتوني زيني مع الفلسطينيين والاسرائيليين مساء أمس، وألقى الهجوم ظلاله على امكان سماح اسرائيل للرئيس ياسر عرفات بمغادرة رام الله للمشاركة في قمة بيروت. راجع ص3 وفيما قررت وزارة الخارجية الاميركية ادراج "كتائب الاقصى" على قائمة "التنظيمات الارهابية"، سارع عرفات الى ادانة الهجوم ضد المدنيين الاسرائيليين وتعهد ملاحقة المسؤولين عنه واتخاذ اجراءات فورية لوضع حد لمثل هذه الاعمال، وتلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الاميركي كولن باول كشف مسؤول اميركي ان "مضمونه هو نفسه الذي نردده باستمرار: على عرفات السيطرة على العنف". وكان الرئيس الاميركي جورج بوش أعرب، قبل الهجوم، عن خيبته من "أداء عرفات لخفض العنف ضد أصدقائنا الاسرائيليين". ورهن امكان عقد لقاء بين نائبه ديك تشيني وعرفات ببذل الأخير "جهداً تاماً للتهدئة والقبول بتطبيق خطة ميتشل". وكان لافتاً اقرار بوش باستحالة مطالبة عرفات بجهد "مئة في المئة" لمحاربة الارهاب عندما قال: "نتوقع منه عرفات ان يكبح اولئك الذين يمارس تأثيراً عليهم". وأضاف: "واضح انه لن يكون له تأثير على كل انتحاري، ادرك ذلك، لكن نتوقع منه ان يكون جاداً وحازماً في لجم الذين يريدون ان يعرقلوا اي تقدم في اتجاه السلام". اما تشيني فاعرب عن استعداده للعودة فوراً الى الشرق الاوسط للقاء عرفات اذا ما وفى بوعوده في اعلان وقف النار. وقال مصدر اسرائيلي ان رئيس الوزراء ارييل شارون الذي كان مقرراً ان يلتقي مساء امس مع زيني للبحث في جهود وقف النار، سيلتقي لاحقاً وزراء حكومته للبحث في هجوم القدس. وأضاف الناطق باسم الحكومة ارييه ميكيل لوكالة "فرانس برس": انه "الهجوم الانتحاري الثاني بعد هجوم ام الفحم اول من امس خلال يومين وعلينا ان نعيد تقويم الوضع"، فيما اعتبر وزير المواصلات العمالي افراييم سنيه في تصريح للتلفزيون الاسرائيلي ان المهاجم اراد احباط مهمة زيني. واعلنت "كتائب الاقصى" ان محمد حشايكة 22 سنة المتحدر من طلوزة شمال نابلس نفذ الهجوم انتقاماً لمقتل فلسطينيين برصاص الجيش الاسرائيلي. وأعاد الهجوم خلط الاوراق لجهة السماح لعرفات بحضور قمة بيروت وضمان عودته، فقبل الهجوم ابلغت مصادر اسرائيلية صحيفة "هآرتس" ان اعلان وقف النار سيكون مطلع الاسبوع المقبل، وان الهجمات الكبيرة وحدها تحول دون مغادرة عرفاترام الله. وقال نائب رئيس الحكومة وزير المال سلفان شالوم ان مسألة السماح لعرفات بالمغادرة مشروطة بالتطورات الميدانية، على رغم ان وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز توقع ان تفي اسرائيل بالتزامها امام تشيني بالسماح لعرفات بمغادرة رام الله. وكان الرئيس حسني مبارك حذر من مخاطر عدم السماح لعرفات بالعودة، مشدداً في تصريحات للتلفزيون المصري على أن ذلك "سيزيد من اشتعال الموقف في المنطقة". وعلمت "الحياة" أن المشاورات المكثفة بين الرياض والقاهرة وعمان ودمشق والجامعة العربية خلال الايام الخمسة الماضية اسفرت عن صوغ "بيان نهائي" للمبادرة السعودية سيعرض على قمة بيروت. وقالت مصادر مطلعة ان "المسودة المصاغة شاملة ومرتكزة على الثوابت العربية" من انهاء الاحتلال الاسرائيلي، واعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، الى حل مشكلة اللاجئين، كما انها تنص على اقامة السلام الشامل مقابل الانسحاب الشامل.