بدا ان الولاياتالمتحدة عادت الى اجواء الاستنفار الذي شهدته في اعقاب هجمات 11 ايلول سبتمبر، اذ اعلنت إدارة الرئيس جورج بوش عزمها على استجواب آلاف من المقيمين على الأراضي الأميركية، على أمل "ضمان تعاون الوافدين للحيلولة دون هجمات ارهابية"، كما قال وزير العدل جون اشكروفت. ترافق ذلك مع حملات دهم طاولت منازل ومتاجر لملاحقة مصادر تمويل "الارهابيين"، فيما اعتقل استاذ في جامعة فلوريدا وشاب عربي في ديترويت، ووجهت الى عربي آخر معتقل في فيرجينيا لتجاوزات مالية، تهمة التآمر مع منفذي الهجمات على نيويوركوواشنطن راجع ص 7. وافادت تقارير ان الحملات التي يتعرض لها المسلمون والعرب في الولاياتالمتحدة، دفعت كثيرين منهم الى تغيير اسمائهم للتخلص من وصمهم ب"الارهاب". وقالت ساندرا نيكولز وهي محامية مختصة في شؤون الهجرة في نيويورك، ان موكليها الذين يخشون الترحيل منذ هجمات 11 ايلول، يحصلون على أسماء جديدة. في الوقت ذاته، أُعلنت قواعد المحاكمات العسكرية التي سيخضع لها المعتقلون بتهمة الارهاب، خصوصاً الأسرى في غوانتانامو. ومن اهم مميزات تلك المحاكمات انها ستكون علنية وتقلص قدرات الاستئناف فيها. الى ذلك، افاد تقرير نشرته صحيفة "يو اس ايه توداي" ان الادارة الاميركية تسعى الى نشر قوات في اندونيسيا على غرار التعاون مع الفيليبين، لتعقب اعضاء في تنظيم "القاعدة" تعتقد واشنطن ان اندونيسيا تشكل الملاذ الاكثر أماناً لهم. لكن مسؤولاً في البنتاغون قال أن الخطة تواجه مقاومة من الرئيسة الاندونيسية ميغاواتي سوكارنوبوتري "لضعف قبضتها على السلطة، ولخشيتها من ان يؤجج الوجود العسكري الاميركي مشاعر المتشددين" المسلمين. وقال وزير العدل الاميركي ان المقيمين الثلاثة آلاف المطلوب استجوابهم "متحدرون من دول فيها وجود لتنظيم القاعدة، يضافون الى خمسة آلاف آخرين مطلوبين للتحقيق منذ التاسع من تشرين الثاني نوفمبر الماضي". واضاف في مؤتمر صحافي: "نريد ضمان تعاون الاشخاص الذين يزورون بلادنا لنحول دون هجمات ارهابية" جديدة. وفي اطار عمليات الدهم والاعتقال، وجه مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي الى طالب من ايلينوي يدعى علي سالم المري 36 سنة تهمة الارتباط بمنفذي هجمات 11 ايلول، بناء على بحث في سجلات هاتفه. وافادت مستندات سلمت الى محكمة ان المري استخدم بطاقات هاتف ليتصل ثلاث مرات برقم في الامارات استخدمه منفذو الهجمات قبل 11 ايلول. وأوضحت ان محمد عطا المشتبه في مشاركته في هذه الهجمات ارسل طرداً بالبريد السريع من الولاياتالمتحدة الى الامارات وترك رقم الهاتف ذاته كصلة وصل للمتلقي. كذلك استخدم مصدر مجهول الرقم ذاته لتحويل اموال الى رمزي بن الشيبه، المتهم بمشاركة زكريا الموسوي في التخطيط للهجمات. ودهم رجال الشرطة وضباط فيديراليون 15 مكاناً في ولايتي فرجينيا وجورجيا، في اطار حملة واسعة لقطع التمويل عن "الارهابيين"، تستهدف منظمات وافراداً وجماعات يشتبه في تمويلها الارهاب. وفي ديترويت، اعتقل العربي سهيل سرور، بتهمة اقامة علاقة مع احد منفذي الهجمات في واشنطنونيويورك.