على رغم حال التأهب العام في اسرائيل، تحسبا لوقوع هجمات، نفذ فلسطيني هجوما استشهاديا امس وسط القدس الغربية تبنته "كتائب شهداء الاقصى" أسفر عن مقتل شخصين واصابة 60 آخرين، كما أدى الى الغاء اجتماع مصغر للجنة الامنية الفلسطينية - الاسرائيلية برئاسة المبعوث الاميركي الجنرال المتقاعد انتوني زيني كان مقرراً مساء امس. في غضون ذلك، واصل الجيش الاسرائيلي التوغل في بلدات في الضفة الغربية حيث اعتقل اكثر من 20 فلسطينيا، فيما توفي فلسطيني وطفلة متأثرين بجروحهما. القدسالمحتلة، غزة، نابلس - أ ف ب، رويترز - وقع هجوم استشهادي امام مقهى مطعم في شارع الملك جورج قرب مفترق طرق مع شارع يافا، اكبر شوارع القدس الغربية، وهي المنطقة التي كانت هدفا لهجمات عدة في الاشهر الاخيرة. واستنادا الى فرق الانقاذ فان اسرائيلية واسرائيلياً قتلا فيما جرح 60، اصابة سبعة منهم خطرة. وكانت الاذاعة العبرية افادت في وقت سابق ان القوات الاسرائيلية وضعت امس في حال تأهب تحسباً لوقوع هجمات ضد اسرائيليين اثر تلقيها معلومات عن خطط لتنفيذ عمليات في الاراضي الاسرائيلية وضد مستوطنين او جنود في الضفة الغربية وقطاع غزة. وعقب الهجوم الاستشهادي، اعلنت اسرائيل انها ستعيد النظر في استئناف المفاوضات من اجل وقف النار. وكانت مصادر فلسطينية اعلنت ان اجتماعا امنيا مصغرا للجنة العليا سيعقد مساء، فيما عقد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عصراً اجتماعا مع الموفد الاميركي في تل ابيب. ويشارك عادة في اجتماعات اللجنة الامنية العليا رئيس جهاز الامن العام في قطاع غزة اللواء عبد الرازق المجايدة ونظيره في الضفة الغربية الحاج اسماعيل جبر ورئيس جهاز الامن الوقائي في قطاع غزة محمد دحلان ونظيره في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب، ومن الجانب الاسرائيلي رئيس جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي شين بيت افي ديتشر ورئيس قسم التخطيط الاستراتيجي في الجيش الجنرال جيورا ايلاند. واكدت مصادر فلسطينية امس انه لم يتم التوصل الى اتفاق خلال اجتماع اللجنة الامنية العليا الذي اختتم فجر امس، لكنها اشارت الى استمرار الاتصالات. وقال مسؤول انه "خلال الاجتماع الذي عقد برعاية زيني ليل الاربعاء - الخميس تمت مناقشات جادة في ما يتعلق بالقضايا الامنية لكنه لم يتم التوصل الى اتفاق". وقال وزير الحكم المحلي الفلسطيني الدكتور صائب عريقات ان الجانب الفلسطيني يبذل قصارى جهده مع زيني لبدء تطبيق خطة "تينيت" للتوصل الى وقف النار. واضاف: "نطلب من اسرائيل أن تفهم أننا لن نقبل بأي خروق أو تعديلات أو اضافات على خطة تينيت" التي تدعو الى انسحاب اسرائيل الى المواقع التي كانت تحتلها قبل الانتفاضة وتدعو الفلسطينيين الى اعتقال الناشطين ومصادرة أسلحتهم قبل ان يتحرك الجانبان تدريجا من حال الهدنة الى محادثات سلام كاملة في اطار خطة صاغها السناتور الاميركي السابق جورج ميتشل. وزاد عريقات: "انها طريق صعبة لكننا سنستمر في دفع أكبر جهد ممكن مع الجنرال زيني آملين أن يبدأ بتنفيذ تينيت في أسرع وقت ممكن". في المقابل، اعلنت الوزيرة الليكودية من دون حقيبة تسيبي ليفني ان المفاوضات الجارية حاليا للتوصل الى وقف النار تهدف الى اختبار موقف الرئيس ياسر عرفات. وصرحت للاذاعة الاسرائيلية بأن "المسألة بالنسبة الينا بمثابة اختبار، وعلى عرفات ان يبرهن هل يرغب في الانتقال الى فترة هدوء قد تقود الطرفين الى موقف بناء اكثر". واضافت: "يمكن تسوية الامور اذا اراد عرفات، وسنرى ماذا يريد في الايام المقبلة". توغل واعتقالات وكانت الاجتماعات الامنية تواصلت على رغم توغل دبابات اسرائيلية في اراضي السلطة الفلسطينية واعتقال اكثر من 20 فلسطينيا. وفي هذا الصدد، اوضح مسؤول في اجهزة الامن الفلسطينية ان دبابات اسرائيلية توغلت صباح امس في ثلاث بلدات شمال الضفة وان الجيش اعتقل اكثر من 20 فلسطينيا. ففي قرية اليامون قرب جنين اعتقل 20 فلسطينيا خلال توغل للدبابات. كذلك اعتقلت وحدة اخرى من الجيش احد عناصر "القوة - 17" المكلفة الامن الشخصي للرئيس ياسر عرفات في قرية طمون قرب نابلس، فيما توغلت وحدة اسرائيلية في بلدة سيلة الحارثية قرب جنين حيث اعتقلت فلسطينيين اثنين، علما ان هذه القرى تقع في المنطقة "أ" الخاضعة كليا لسيطرة السلطة الفلسطينية. واكد ناطق عسكري في بيان هذه العمليات قائلا انه تم "توقيف عشرات الفلسطينيين الذين يشتبه في قيامهم بانشطة ارهابية"، مضيفا ان القوات الاسرائيلية انسحبت من البلدات الثلاث بعد انتهاء مهمتها. من جهة اخرى، اكد مصدر طبي فلسطيني وشهود امس العثور على جثة ممدوح محسن 31 عاما الذي توفي متأثرا بجروح اصيب بها الثلثاء قرب دير البلح وسط قطاع غزة برصاص الجيش الاسرائيلي الذي تركه ينزف. وقال المدير العام لقسم الطوارئ في مستشفى الشفاء في غزة الطبيب معاوية حسنين ان الشهيد من سكان دير البلح و"قتله الجيش بدم بارد حيث تركه ينزف في المكان نفسه الذي اصيب فيه حتى استشهد". واوضح مدير مستشفى شهداء الاقصى الطبيب احمد رباح ان "الجيش منع فجر الثلثاء سيارة الاسعاف الفلسطيني من الوصول الى مكان الشهيد محسن الذي كان جريحا في المنطقة". وذكر اياد احد اقارب الشهيد ان "ممدوح كان اصيب الثلثاء برصاصات اطلقها الجيش لدى اقترابه من موقع عسكري اسرائيلي قرب مجمع مستوطنات غوش قطيف جنوب قطاع غزة". واضاف ان عائلته كانت تعتقد ان الجيش اعتقله بعد اصابته، مضيفا ان ما حدث "عملية اغتيال. الجيش ترك الشهيد محسن ينزف وهو مصاب في المكان حتى عثر عليه صباح الخميس وابلغنا المعنيين في الجانب الفلسطيني الذين نسقوا مع الجانب الاسرائيلي لاحضار الجثة". كذلك اكد مسؤول طبي فلسطيني ان الطفلة ريهام حسام ابو طه 4 سنوات توفيت سريريا بعد اصابتها برصاص الجيش اثناء عملية توغل لعشرات الامتار في رفح جنوب قطاع غزة. وكانت الطفلة توفيت سريريا بسبب اصابتها برصاصة من النوع الثقيل في الراس اثناء اطلاق النار بكثافة من الجيش على منازل المواطنين خلال عملية توغل في حي البرازيل في رفح.