رجحت مصادر فلسطينية واسرائيلية متطابقة امكان اعلان الطرفين وقف النار خلال الساعات القليلة المقبلة، على رغم عملية "سرايا القدس" الجناح العسكري لمنظمة الجهاد الاسلامي قرب مدينة أم الفحم امس والتي قتل فيها سبعة اسرائيليين، بينهم أربعة جنود، فيما شدد الجانب الفلسطيني على ضرورة وجود مراقبين دوليين لضمان التنفيذ الدقيق ل"خطة تينيت" الأمنية. واتهم الفلسطينيون اسرائيل بالسعي الى اعادة التفاوض على مكونات الخطة التي سبق للطرفين ان أعلنا موافقتهما عليها بحذافيرها. واعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات غير جدير بمقابلة نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني خلال زيارته المقبلة للشرق الأوسط. أعلنت "سرايا القدس" الجناح العسكري للجهاد الاسلامي مسؤوليتها عن الهجوم على احدى الحافلات الاسرائيلية على طريق العفولة - الناصرة. وأشارت في بيان لها ان رأفت أبو دياك من جنين نفذها "رداً على جرائم شارون في المخيمات وعلى اغتيالات بعض كوادرها العسكريين". وقتل في الهجوم سبعة اسرائيليين بينهم أربعة جنود، اثنان برتبة رقيب وفلسطينيان من عرب 1948، واصيب 29 وصفت جروح اثنين منهم بأنها بالغة الخطورة. وقالت مصادر اسرائيلية ان من بين الجرحى عرباً بمن فيهم قريبة نائب وزير الخارجية نواف مصالحة. واستمع المجلس الوزاري الاسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية الى تفاصيل العملية وكيفية نجاح الفلسطيني في الصعود الى الحافلة من دون ان يشك فيه سائقها. وللمرة الأولى منذ توليه سدة الحكم، امتنع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عن التوعد بشن هجمات للرد على عملية أم الفحم، واكتفى بالتلميح مجدداً الى منع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من مغادرة مناطق الحكم الذاتي لحضور قمة بيروت الاسبوع المقبل. وفي المقابل، دانت السلطة الفلسطينية العملية بشدة، واشار بيان صدر عنها الى ان "العمليات التي تستهدف مدنيين داخل اسرائيل لن يقبل بها المجتمع الدولي الذي يقف الى جانب الفلسطينيين على رغم مواصلة الاغتيالات والقتل والاعتداءات والحصار على الشعب الفلسطيني". وشهد مقر الرئيس الفلسطيني في رام الله سلسلة اجتماعات تمهيداً لاجتماع اللجنة الثلاثية الأمنية العليا مساء بحضور المبعوث الاميركي الجنرال انتوني زيني، والتي من المتوقع ان يعلن في نهايتها الجانبان عن "وقف النار" هو الرابع من نوعه منذ حزيران يونيو 2000، وعقد زيني لقاءين منفصلين مع مسؤولين سياسيين وعسكريين استمرت ثلاث ساعات، خصص القسم الأكبر منها لمناقشة "الورقة الفلسطينية" المتعلقة بآليات تنفيذ عناصر خطة تينيت الأمنية. ووصف رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الاجتماع بأنه "صريح" ولمح الى امكان الاعلان عن وقف النار خلال الساعات المقبلة. وشدد كبير المفاوضين الفلسطينيين على ضرورة توفير مراقبين دوليين في الميدان لرصد التنفيذ مؤكداً رفض الفلسطينيين سياسة "الانتقائية والتجزئة" التي يحاول الجانب الاسرائيلي فرضها على الخطة الأمنية. وأعلن وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر ان المفاوضات "يجب ان تتواصل، بل ويتم تسريعها للتوصل الى وقف النار" على رغم وقوع العملية التفجيرية، مشيراً الى ان وقف النار سيعلن قريباً. ولاقت الفكرة الأخيرة صدى في تصريحات بيريز الذي اضاف ان وقف النار "سيكون جزئياً". وفي معرض تعليقه على قرار البيت الأبيض الاميركي ارسال تشيني الى المنطقة للقاء الرئيس الفلسطيني، قال في كلمة ألقاها في المنتدى الاعلامي لوزارة الخارجية ان هذه الزيارة "ستكون اكثر مما يستحق عرفات"، مضيفاً انها ستعتبر مكافأة له. وطالب السلطة باعتقالات في صفوف المقاومة و"بقطع دابر الارهاب". وكعادته، القى شارون والناطقون باسمه مسؤولية العملية التفجيرية على عرفات واتهمه بأنه "لم يفعل شيئاً لوقف الارهاب ولا يزال ينتهج اسلوب الارهاب". وفي رده على سؤال بعد انفضاض اجتماع المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر عن السماح لعرفات بمغادرة رام الله، قال ان الجواب يكمن في ما قال سابقاً بأن "اسرائيل ستتخذ اجراءات رداً على عدم تحرك عرفات ضد الارهاب". وعلى صعيد آخر، كشف تقرير لوحدة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية ان عمليات الجيش الأخيرة "لم تحقق أهدافها". واكد التقرير ان هذه العمليات "صعدت حدة العمليات التفجيرية ومنعت السلطة الفلسطينية من العمل ضد الارهاب، واساءت الى اسرائيل وفشلت في الوصول الى قادة الارهابيين الذين انتقلوا الى أماكن اخرى وواصلوا العمل بقوة".