استبعد الخبير النفطي والاستثماري الاميركي بول هورسنيل ان يتجاوز سعر برميل النفط حدود 30 دولاراً في حال شن هجوم اميركي على العراق. وقال "ان السعر لن يصل مطلقاً الى 50 دولاراً للبرميل". ووصف هورسنيل، رئيس وحدة ابحاث الطاقة في "جي. بي. مورغن" الحديث عن ان منطقة بحر قزوين وروسيا ستصبح المصدر الرئيسي الوحيد لتزويد الولاياتالمتحدة بالطاقة بأنه "هراء وكلام غير صحيح". لندن - "الحياة" -أكد خبير نفطي واستثماري بارز ان الحديث عن احتمال أن تصبح منطقة بحر قزوين وروسيا مصادر رئيسية للطاقة وحيدة للولايات المتحدة والغرب بحيث يمكن أن تحل محل المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى الأعضاء في "اوبك" يعتبر "بمثابة هراء وكلام غير صحيح". وقال بول هورسنيل رئيس أبحاث الطاقة في مجموعة "جي. بي مورغان" المصرفية الاستثمارية الأميركية، امام مؤتمر "الطاقة: عصر جديد ونظام مؤسسات حكومية جديدة" الذي ينظمه المعهد الملكي للشؤون الدولية شاتام هاوس في لندن والذي بدأ أعماله اليوم ويستغرق يومين، "ان منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً الخليج وتحديداً السعودية ستظل المصدر الرئيسي المزود اميركا والغرب بالطاقة في جيلنا الحالي". وركز هورسنيل في مداخلته بعنوان "أسواق النفط - هل ستصبح أكثر أو أقل استقراراً؟" على العوامل الرئيسية التي تؤدي الى تقلبات في الأسعار وكذلك عدم الاستقرار في الأسواق. وأوضح ان منطقة بحر قزوين "ستكون مفيدة جداً هي وروسيا لكنهما لن يكونا أكثر من بحر شمال آخر حيث انه سيتوافر انتاج كبير للنفط منها لكن "لن يكون بديلاً عن النفط السعودي بالذات". وشدد هورسنيل على أن هناك تحيزاً في وسائل الاعلام الغربية ضد دول الشرق الأوسط ودول الخليج. وبالذات ضد دول "اوبك" منها وبالتالي فإن الصحف الأميركية والأوروبية تحاول الآن التركيز على امكانات الطاقة الكبيرة في بحر قزوين وكذلك روسيا. ورداً على سؤال خلال المناقشات قال الخبير "من المؤكد ان حدوث أزمة في العراق ستكون من بين العوامل التي ستؤدي الى زيادة سعر النفط"، لكن هورسنيل قلل من أهمية تأثير الحديث عن احتمال توجيه ضربة عسكرية أميركية ضد العراق ما يؤدي الى زيادة هائلة في سعر برميل النفط، وأوضح "ان السعر لن يصل مطلقاً الى خمسين دولاراً للبرميل كما يتوقع البعض". ويتوقع ألا يزيد السعر في هذه الحالة على 30 دولاراً للبرميل حيث ستحرص المملكة العربية السعودية على زيادة معدلات انتاجها للعمل على عدم حدوث ارتفاع مبالغ فيه في سعر النفط لأن هذا لن يكون من مصلحة "أوبك" أو الاقتصاد الدولي. الا ان الخبير رأى ان انتهاء "برنامج النفط في مقابل الغذاء" في العراق مع حلول نهاية أيار مايو المقبل قد يؤدي الى حدوث هذا الارتفاع المتوقع في سعر النفط، "لأن احتمالات الهجوم الأميركي على العراق لن تأتي في المدى القصير. وأكد على ان السيناريو العسكري الأميركي لا يزال بعيداً ولا يؤثر حالياً بشكل مباشر في سعر النفط والتقلبات الحالية. ورأى هورسنيل ان الولاياتالمتحدة جادة في التخطيط للهجوم على العراق. وفي هذا المجال أكد هورسنيل على ان "الحديث عن ان أوبك انتهت يعتبر خطأ كبيراً، مثلما كان الأمر عندما ثار هذا الكلام في الماضي"، وأعرب عن قناعته بحيوية "أوبك" وقدرتها على البقاء والاستمرار. وركز المؤتمر من ناحية أخرى على تأثيرات أحداث 11 أيلول سبتمبر على الطاقة وآفاقها في المستقبل سواء من حيث ضرورة توافر الاستقرار السياسي في العالم، والمنظور الأمني، خصوصاً بعد "الحرب على الارهاب" التي ستستمر أميركا في شنها كما أوضح المتحدثون. أما المدير التنفيذي للاستراتيجية والتخطيط والاقتصاديات في شركة "سوناطراك" الجزائرية محمد حامل فقد كان محور حديثه عن "البيئة المتغيرة للنفط وصناعة الغاز وتأثيرات ذلك على شركات النفط الوطنية، ومن بينها "سوناطراك". وأصر المسؤول النفطي الجزائري على أهمية ادخال تغييرات أساسية على هذه الشركات الوطنية لمواجهة التحديات المقبلة. وأوضح ان النفط والغاز يمثلان 36 في المئة من اجمالي الناتج المحلي في الجزائر.