عشية وصول نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الى اسرائيل اليوم، جدد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون رفضه اجراء مفاوضات سياسية مع الفلسطينيين قبل وقف تام لاطلاق النار، كما أعلن وزير خارجيته شمعون بيريز استعداداً مشروطاً للانسحاب من الاراضي الفلسطينية، فيما توتر الوضع الامني مجدداً بعد هجومين استشهاديين في القدس وتل ابيب وارتفاع عدد الشهداء الى سبعة فلسطينيين. راجع ص 4 في هذه الاجواء، واصل المبعوث الاميركي الجنرال المتقاعد انتوني زيني جولاته المكوكية بين الرئيس ياسر عرفات الذي التقاه في رام الله مساء امس، وبين شارون الذي التقاه في مزرعته في النقب مساء اول من امس، في مسعى للتوصل الى اتفاق لوقف النار وتطبيق "خطة تينيت". وكان ناطق باسم رئاسة الوزراء الاسرائيلية اعلن ان لقاء امنياً ثلاثياً يشرف عليه زيني ويحضره شارون ويدعى اليه عرفات سيعقد الاحد، الا ان رئاسة الحكومة عادت واكدت ان "اي قرار لم يتخذ لعقد اللقاء". وفيما اعتبر الناطق باسم السفارة الاميركية في اسرائيل بول باتن ان "من السابق لاوانه" الحديث عن مثل هذا اللقاء، تمسكت السلطة الفلسطينية برفض عقد اي "اجتماعات سياسية او امنية" قبل "الانسحاب الكامل وغير المشروط" للجيش الاسرائيلي من اراضيها، وقال نبيل ابو ردينة مستشار عرفات ان هذا الموقف تم "بالتفاهم مع الجانب الاميركي". من جانبه، قال شارون لوزراء حكومته خلال الاجتماع الاسبوعي ان اسرائيل مستعدة للتفاوض في شأن وقف النار، إلا أنه تمسك مجدداً بعدم استئناف محادثات السلام إلا اذا توقفت الهجمات الفلسطينية تماماً. وتعهد الرد على اي هجمات خلال المفاوضات على وقف النار، كما قال ان وقف سياسة الاغتيالات "لا يشمل من نعتبرهم قنابل موقوتة". وكرر موقفه الرافض الانسحاب الى حدود الرابع من حزيران، وتفضيله اتفاقات مرحلية طويلة الأمد، في اشارة الى رفضه المبادرة السعودية. ويأتي تشدد شارون بعد تدهور امني بدأ ليل السبت - الاحد بمقتل فلسطينيين من "كتائب عز الدين القسام" ثم احد كوادر "كتائب شهداء الاقصى" صباح امس ووفاة طفلة متأثرة بجروحها، تبعه هجوم استشهادي في كفر سابا قرب تل ابيب قتلت خلاله اسرائيلية وجرح 15 شخصاً، اعقبه هجوم استشهادي آخر في حي "التلة الفرنسية" في القدسالشرقية، فيما قتل فلسطيني سابع في انفجار عبوة ناسفة قالت الشرطة الاسرائيلية أنه كان يصنعها فيما قالت مصادر فلسطينية أنها كانت مزروعة وداس عليها. وتواصلت امس المشاورات العربية - العربية، اذ توجه امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث امس الى الرياض لوضع المسؤولين السعوديين في صورة سير مهمة زيني. وقال ممثل فلسطين لدى السعودية مصطفى الشيخ ديب لوكالة "فرانس برس" ان الزيارة تهدف الى الاطلاع على نتائج محادثات تشيني اول من امس في الرياض، اضافة الى التشاور في شأن المبادرة السعودية.