أجرى نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني أمس محادثات في صلالة مع السلطان قابوس بن سعيد، وكان حصل على تأييد صنعاء لجهود واشنطن في مكافحة الارهاب. وأعلن الرئيس علي عبدالله صالح انه ناقش مع تشيني التعاون الثنائي في هذا المجال واتفقا على ان "المعركة ضد الارهاب تكتسب أهمية بالغة وينبغي ان تستمر". وقال تشيني بعد لقاء مع الرئيس علي صالح استمر ساعتين تخللهما لقاء منفرد لنصف ساعة: "طورنا علاقات وثيقة مع اليمن، وبحثنا في مجموعة واسعة من القضايا بينها النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني والحرب على الإرهاب، وموضوع العراق". واضاف ان اليمن كان "محطة مهمة" في جولته على المنطقة، لكنه رفض الرد على سؤال هل اتفق مع علي صالح على تمركز المدربين العسكريين الاميركيين في اليمن. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن الرئيس اليمني قوله إن الجانبين ناقشا "العديد من القضايا الثنائية ومنها التعاون في مجال مكافحة الارهاب وقضية الصراع العربي - الاسرائيلي وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب ابادة على يد الحكومة الاسرائيلية، والوضع في العراق وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية" راجع ص2. وصرح مستشار للرئيس اليمني إلى الصحافيين بأن المحادثات شملت تعهداً أميركياً بارسال مستشارين عسكريين الى اليمن قريباً، موضحاً أن هناك تأييداً شعبياً لتمركز المدربين العسكريين الأميركيين طالما انهم لن يشاركوا في العمليات العسكرية. وزاد ان "الناس تدرك أهمية" المساعدة الاميركية، "ولكن في ما يتعلق بالحرب الفعلية هناك معارضة واسعة. لا يريدون ان تأتي أميركا وتتولى القتال، إذ يعتبرونه أمراً داخلياً ويريدون تنفيذه بأنفسهم". معروف أن اليمن شهد هجوماً استهدف المدمرة الأميركية "كول" في تشرين الأول اكتوبر 2000، وأدى إلى مقتل 17 بحاراً أميركياً، وتخشى واشنطن أن يتوجه مقاتلو "القاعدة" الذين يفرون من أفغانستان إلى جبال اليمن الوعرة. ونقلت وكالة "اسوشيتد برس" عن مسؤولين يمنيين امس ان فريقاً يضم اربعة ضباط اميركيين، احدهم من اصل يمني، تحقق من الاجراءات الامنية في ميناء عدن، تمهيداً لاستئناف استخدام الاسطول الاميركي المرفأ. ويتوقع وصول عشرة ضباط آخرين الى عدن اليوم. إلى ذلك، ذكر مستشار الرئيس اليمني ان علي صالح "أبلغ تشيني معارضة صنعاء أي عمل عسكري أميركي ضد العراق خشية ان يؤدي ذلك الى تقويض الاستقرار الاقليمي". ونقلت الوكالة اليمنية عن علي صالح قوله إن بلاده ستواصل بذل جهودها مع "الأشقاء في العراق" من أجل "القبول بعودة المفتشين الدوليين في اطار قرارات الشرعية الدولية التي يؤكد العراق التزامه بها، وبما يضمن أمنه واستقراره وعدم التدخل في شؤونه". وذكرت مصادر ديبلوماسية أن علي صالح قد يرسل موفداً إلى بغداد. وفي صلالة قالت مصادر عُمانية إن السلطان قابوس بحث مع نائب الرئيس الاميركي الوضع في الشرق الأوسط وسبل الخروج من دائرة العنف والسيناريوات المطروحة في شأن العراق والحرب على الارهاب. وأشارت إلى أن قابوس أكد "الثوابت العُمانية في اطار الرؤية الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي الداعمة للمبادرة السعودية في الشرق الأوسط والرافضة لضرب العراق وتوسيع الحرب الى دول اخرى".