أجرى قائد القيادة المركزية الأميركية للعمليات الخاصة الجنرال البرت كالاند محادثات في صنعاء أمس مع عدد من المسؤولين في الحكومة ورئاسة أركان القوات المسلحة ووزارة الدفاع، لم تكشف تفاصيلها. لكن مصادر مطلعة في صنعاء قالت ل"الحياة" إن الجنرال كالاند، الذي وصل إلى اليمن أول من أمس، سيناقش مجالات التعاون العسكري ونتائج التحقيقات المشتركة في الهجوم على المدمرة الأميركية "كول" في عدن العام الماضي، بالإضافة إلى الجهود الثنائية لمكافحة الإرهاب. وتوقعت مصادر مطلعة أن يثير الجنرال كالاند مسألة منح السفن الحربية الأميركية تسهيلات في اليمن، مؤكدة أنه سيبحث في تقديم دعم للقوات الخاصة اليمنية، التي تعد مكافحة الإرهاب من مهماتها. وذكرت المصادر أن الجنرال الأميركي سيلتقي الرئيس علي عبدالله صالح، الذي انتقد قبل يومين الغارات على أفغانستان وتزايد عدد الضحايا المدنيين. ولفتت إلى أن واشنطن ترغب في تعزيز التعاون العسكري مع اليمن وتطوير برنامج التنسيق الأمني، خصوصاً ما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب، وملاحقة العناصر المشتبه في تورطها بأعمال إرهابية، وتنتمي إلى تيارات إسلامية متشددة، أو لها علاقة بتنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه أسامة بن لادن. وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدة أبدت استعدادها لمساعدة الحكومة اليمنية في مكافحة الإرهاب. ولم تؤكد المصادر هل طلب المسؤول العسكري الأميركي من الحكومة تسهيلات من أي نوع للقوات الأميركية في حملتها على أفغانستان، لكنها أشارت إلى احتمال بحث مثل هذه المسائل في إطار التعاون الذي يأمل به الجانبان، لافتة إلى توجهات الحكومة اليمنية بعدم السماح بوجود أي قوات أجنبية على أراضيها. وتوقعت أن يناقش الجنرال كالاند مع المسؤولين اليمنيين منح السفن الحربية الأميركية امتيازات جديدة تمكنها من التوقف مجدداً في الموانئ اليمنية، خصوصاً مرفأ عدن للتزود بالوقود في شكل منتظم، كما كانت الحال قبل الهجوم على "كول" العام الماضي. وأكدت المصادر أن الجنرال كالاند سيبحث في دعم بلاده القوات الخاصة اليمنية لرفع كفاءتها في مكافحة الإرهاب. وكانت هذه القوات احتفلت قبل بضعة أسابيع بتخريج أول دفعة منذ شكلت عام 1999 بقيادة العقيد أحمد، النجل الأكبر للرئيس علي صالح، وتتركز مهماتها في مكافحة الجرائم المنظمة، والتصدي للعمليات الإرهابية. وتتزامن زيارة كالاند صنعاء مع بيان أصدرته جمعية العلماء اليمنيين أمس، انتقد "احتكار" أميركا التحقيق في الاعتداءات التي شهدتها واشنطن ونيويورك، و"احتكار قرار الحرب وتنفيذه". واستنكر البيان ما يحدث في أفغانستان "ضد المواطنين المستضعفين"، وطالب العرب والمسلمين بالتبرع للاجئين الأفغان.