من هو شارون وما هو تاريخه الدموي الطويل في حق ابناء الشعب العربي؟ هل انتخب تأييداً لبرنامج سلام شامل وكامل قدّمه في حملته الانتخابية ام كانت آخر دعاياته الانتخابية اقتحام المسجد الأقصى المبارك بشكل استفزازي ومثير لمشاعر ملايين المسلمين في جميع انحاء العالم، وكان هذا الاقتحام شرارة انطلاقة انتفاضة الأقصى؟ وأين هؤلاء المثقفون السلاميون داخل الشارع الإسرائيلي مما يحدث الآن من مجازر في حق ابناء الشعب الفلسطيني؟ أم سؤالي هذا يعتبر "تجاهلاً لعناصر نبيلة داخل إسرائيل تسعى هي الأخرى من اجل السلام والشجاعة"؟ وبهذا التجاهل، في رأي كاتبنا، علي سالم، أكون مسجلاً على قائمة المثقفين الذين يتهمهم في معرض حديثه: "ببحثهم عن معارك وهمية تبعدهم عن الالتزام بأداء واجبهم، انهم يؤجلون الصراع السلامي مع إسرائيل لأبعد مدى ممكن لكي يظلوا خارج دائرة التنافس". ويواصل كاتبنا ايضاً كيل الاتهامات ليشير الى أن "السلام داهم هؤلاء الناس منذ عشرين عاماً ويجب عليهم ان يؤمنوا به...". هل في إمكان كاتبنا ان يتفضل علينا، مشكوراً، بإفادتنا وتنويرنا بالإنجازات العظيمة والشجاعة التي حققها هؤلاء المثقفون السلاميون، والعناصر النبيلة داخل إسرائيل من اجل السلام الحقيقي العادل والشامل والكامل، في زمن تقصير وإهمال المثقفين العرب وتضييعهم لفرص السلام؟ اي سلام هذا الذي داهمنا منذ عشرين عاماً يا حضرة الكاتب ونحن نغط في سبات عميق ونضيّع هذه الفرص الذهبية؟ فهل نحن الذين خرقنا كافة الاتفاقات وضربنا بها عرض الحائط؟ هل تتكرّم علينا وتقدّم لنا دليلاً واحداً على اننا ضيّعنا فرصة واحدة للسلام العادل؟ وأخيراً وليس آخراً، في الوقت الذي تعرض مشاهد ومناظر وفصول مسرحيتك "كاتب في شهر العسل" تظل إسرائيل تعرض الكثير من المشاهد والمناظر والفصول الدموية والإجرامية والقمعية الحقيقية والواقعية وليس التمثيلية، إلا اللهم، التمثيل بالجثث، في حق اطفال ونساء وشيوخ فلسطين. فهلاّ تفضلت وشاهدت احد هذه المناظر؟ فربما يساعدك ذلك، من دون الاستعانة بخيال أو تصور ذهني، على تأليف مسرحية جديدة بعنوان "طفل فلسطيني في بحر الدم" بعد "كاتب في شهر العسل"... الرياض - زياد مشهور مبسلط كاتب وشاعر فلسطيني