أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بعد لقائه الرئيس حسني مبارك في شرم الشيخ أمس، ادانة السعودية ومصر "سفك الدماء الفلسطينية البريئة في الأراضي المحتلة"، مشدداً على أهمية التوصل الى موقف مشترك في القمة العربية المرتقبة في بيروت. وأعلن ان الدول العربية تؤكد نيتها "ايجاد السلام الدائم والشامل" واذا جنحت اسرائيل الى السلام "فنحن جانحون اليه" راجع ص5. وفيما أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان الدول العربية ستعرض خلال قمة بيروت "آخر فرصة للسلام" مع اسرائيل، شكك الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي آفي بازنر في جدوى المبادرة السعودية اذا تخلت عن "تطبيع كامل" مع الدولة العبرية. وفي القاهرة، اتفق وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعاتهم التي استمرت يومين على أهمية المبادرة التي طرحها ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، على رغم الرد الاسرائيلي السلبي عليها. ودارت مشاورات مكثفة بين الوزراء اسفرت عن أمرين: ان المبادرة لم تتبلور بعد، بل هي مجموعة أفكار مرتكزة الى الثوابت العربية، والأمر الثاني ان بلورة هذه الافكار وصوغها في "مبادرة" هما شأن مؤسسة القمة. أما فضاء هذه الافكار فقد اجمع عليه الوزراء العرب باستثناء ليبيا، وقال وزير الخارجية السوري فاروق الشرع عقب ختام الاجتماعات: "كنا في دمشق متحفظين عن المبادرة ثم أصبحنا مؤيدين لها بعدما عرفنا حقيقتها"، مشيراً الى ان مضمونها هو "انسحاب شامل مقابل سلام شامل" و"بناء على الشرعية الدولية". وأكد ان سورية ستشارك في شكل أساسي في صوغ المبادرة لدى عرضها على القمة. واضاف ان دمشق "مع الاجماع العربي ولن تتحفظ عن أي مبادرة ستخرج عن القمة حول الصراع العربي - الاسرائيلي"، واعداً بالعمل لإنجاح قمة بيروت. أما وزير الخارجية الأردني مروان المعشر فوصف المبادرة السعودية بأنها "ايجابية جداً وضعت الأمور في اطارها الصحيح، وأضافت بعداً سياسياً مهماً للقضية الفلسطينية". قرارات المجلس الوزاري وتميزت القرارات الصادرة عن اجتماع الوزراء العرب بالتوصية بزيادة الدعم المخصص للسلطة الفلسطينية ليصل الى 55 مليون دولار شهرياً خلال الشهور الستة المقبلة، كما أقر مشروع اعادة الهيكلة الذي قدمه الأمين العام للجامعة. وعقب ختام الاجتماعات عقد موسى ورئيس الدورة وزير الشؤون الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح السالم ووزير الخارجية اللبناني محمود حمود مؤتمراً صحافياً، أعلن فيه السالم ان الكويت "ليست متعطشة للدم والدمار في العراق"، وان العراقوالكويت هما أكبر دولتين عربيتين بينهما صلة قرابة ودم. ورأى ان "من دمر العلاقة بين الكويت والشعب العراقي هو حكومة العراق التي لا تريد أي تحسن في العلاقة"، مشيراً الى ان بلاده باركت تحرك الأمين العام لمعالجة هذا الملف. وزاد ان المبادرة السعودية "تصنع الفرصة الأخيرة لاسرائيل، لأن العرب بهذه المبادرة يقولون كلمتهم الأخيرة، وقمة بيروت الفرصة الأخيرة أمام شارون ليعود الى الحق". وقال حمود ان "العرب اعطوا اسرائيل اكثر من فرصة للاتجاه في السلام، والسلام ما زال خيارنا"، معرباً عن أمله بحضور الرئيس ياسر عرفات القمة. وأكد موسى ان مشاورات مكثفة تناولت المبادرة السعودية، موضحاً ان أفكار الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ستناقش في اجتماع خاص يعقد عقب القمة العربية.