أجمل ما في كرة القدم فرجتها. وأروع لحظاتها خارج الملاعب، أجواء الفرح بالانتصارات والانجازات. لم يتوج الملعب التونسي بكأس الكؤوس العربية حتى الآن، لكنه عاد بعد عثرة الدور الأول ليضرب بقوة ويطيح بأهم منافس له الهلال السعودي، حامل اللقب2-1 ، ويتأهل للنهائي الذي يلتقي فيه اليوم مع الهلال السوداني الذي فاز على الجيش السوري 9-8. لقد عاشت ضاحية باردو ليلة اول من امس اجواء احتفالية صاخبة لم تعرفها محلياً منذ 13 عاماً حين توج فريقها الملعب التونسي بطلاً للنسخة الاولى في كأس الأندية العربية البطلة. واستعاد أحباء "البقلاوة" بالتالي فرحة افتقدوها طوال اربعة عقود كاملة خلت من اي انجاز في البطولة المحلية، وصدحت زغاريد النسوة في الشرفات، ووزعت الحلويات مجاناً في مقهى "الحاج"، المقر غير الرسمي لأحباء الأحمر والأخضر. والأهم عودة منبهات السيارات لتقطع سكون الليل التونسي الذي استمر طويلاً، ليس لانه توجد بين "الزعيم" و"البقلاوة" عداوة أو ثأر قديمين، بل لان التوانسة يحتاجون اليوم لهذا الانتصار من اجل استعادة ثقتهم المفقودة بكرتهم بعد الخيبات القارية والعربية الكثيرة للمنتخب والأندية. لقد عالج هذا الانتصار حالة الكآبة التي يمر بها التوانسة لاعبين ومدربين والاعلاميين الذين سئموا نقل أجواء الخيبات والهزائم. فبرأت تونس من جرحها بحسب مقولة المدرب الجديد لفريق الملعب ومدير الادارة الفنية للمنتخب يوسف الزواوي. من جهة اخرى، تابع المباراة جمهور غفير فاق تلك التي شاهدت مباريات البطولة كلها حتى الآن، وهي تميزت برفعها الرايات الوطنية بدلاً من ألوان الاندية، وايضاً ب"البرد" القارس والرطوبة الشديدة اللذين انهكا لاعبي الهلال وافشل تحركاتهم، علماً ان الحظ جانبهم في اهدار البرازيلي ادميلسون ركلة جزاء، في حين صدت العارضة كرة اخرى له. واستفاد الملعب التونسي من الحضور البدني الجيد للاعبيه الناشئين، والذين لا يتجاوز سنهم ال21، وجسد اذذاك النفس "الماراتوني" للبطولة. واعتبر اسلوب لعب فريق الملعب جيداً لجهة الضغط القوي على منافسه، وتقليص مساحات التحرك أمام لاعبيه، ما افسح في المجال امام خط هجومه لهز شباك الحارس محمد الدعيع في مناسبتين، وللمرة الاولى في البطولة، عبر عدلان الباغولي، الذي استفاد من تمريرة محمد السليطي في الدقيقة 29 واسامة السلامي 55، في حين رد الهلال بهدف وحيد عبر ادميلسون 80. بالانتقال الى معطيات المباراة النهائية، فتمثل اعادة للقاء الافتتاحي بينهما في البطولة، والذي اسفر عن التعادل 1-1. ويتوقع المراقبون ان تكون المنافسة متكافئة بينهما، علماً ان مصادر صحافية وصفت الهلال السوداني بانه جدير ببلوغ النهائي بعد مشوار متميز وغير منتظر برر نوبة البكاء الجماعي التي انتابت لاعبيه بعد تأهلهم الصعب على حساب الجيش السوري عبر ركلات الجزاء الترجيحية 9-8، علماً ان الوقتين الاصلي والاضافي في المباراة انتهيا بالتعادل السلبي. وتجرى المباراة النهائية عى ملعب الشاذلي زويتن بعدما كانت مقررة في المدينة الرياضية في رادس. ويبدو ان تعلق التوانسة بالحظ والقدر السعيد دفعهم الى اتخاذ هذا الاجراء الذي تناسب ايضاً مع متطلبات ضمان الحضور الغفير للجمهور الذي يتطلع الى تجديد العهد مع الانتصارات. الخاسر الاكبر وهكذا دفع الهلال السعودي فاتورة عدم جدية لاعبيه حين اقصي من الدور نصف النهائي بعدما رشحه الكثيرون للاحتفاظ باللقب استناداً الى إمكانات لاعبيه البارزين الكثيرين من أمثال محمد الدعيع ونواف التمياط وسامي الجابر. وبرهن المدرب الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا انه لم يتمكن من فرض اسلوبه على أداء الفريق، الذي ظهر لاعبوه بمستوى باهت. وعزا رئيس اعضاء شرف الهلال الأمير هذلول بن عبدالعزيز خسارة فريقه الى عدم اكتمال صفوفه نظراً لانضمام العناصر الدولية الى معسكر المنتخب الاعدادي الحالي في ايطاليا، وقال: "اتعجب من مواقف الاتحاد مع الهلال في هذا الاطار، علماً انه شارك باسم الوطن". واعتبر الادارة الهلالية مسؤولة عن الخروج المخيب ايضاً، وطالبها بتدارك الوضع الخطير عبر ابعاد الجهاز الاداري المكلف بقيادة الفريق، وعلى رأسه فهد المصيبيح الذي اثبت فشله في قيادة "الزعيم". واستغرب الأمير هذلول اختيار الثلاثي الدولي المحدد من قبل لجنة شؤون المنتخبات، ووصفه بغير الجيد، "وكان من الاجدر انضمام عبدالله الجمعان واحمد الدوخي بدلاً من نواف التمياط وسامي الجابر، الذي عابته الانانية".
