تحول انهيار البنايات في مصر مسلسلا شبه يومي. اذ انهارت امس بنايتان الأولى في مدينة المنصورة التابعة لمحافظة الدقهلية ما ادى الى مقتل 6 أشخاص وجرح ثلاثة آخرين، والثانية في محافظة المنوفية مما ادى إلى مقتل سيدة وجرح اربعة من ابنائها. وجاء ذلك بعد يومين فقط من انهيار بناية أخرى في محافظة دمياط في الدلتا حيث لقي 22 شخصاً بينهم اربع فتيات كن يستعدن لحفلة عرسهن تحت انقاضها. وبدا ان حادثي امس سيعجلان في فتح ملف الاسكان ومحاولة علاج اوضاع المساكن المتهالكة بعدما صار أمره واجباً، خصوصاً أن الردود على كارثة قطار الصعيد، الاسبوع الماضي، تركز على ضرورة وضع حلول مباشرة للاهمال والتسيب والفساد في بعض الاجهزة الحكومية. وكان سكان شارع الحسينية في المنصورة استيقظوا على صوت انفجار ضخم. وتبين أن مبنى من اربع طبقات في شارع عصمت، المتفرع من شارع الحسينية، انهار. واتضح أن قراراً صدر من الادارة الهندسية في المحافظة العام 1977 بإزالة البناية وهدمها، لكن القرار لم ينفذ وأن المحافظة انذرت السكان العام 1990 بضرورة اخلاء البناية الا ان احداً لم يستجب الإنذار. وبعد دوي الانفجار، لم يتمكن جميع سكان المبنى من الهروب. فقضى ستة منهم، من اسرة واحدة، تحت الانقاض التي يقوم رجال الانقاذ برفعها بحثا عن ناجين. واصدر محافظ الدقهلية قراراً بصرف ثلاثة آلاف جنيه لأسرة كل متوفٍ وخمسمئة جنيه لأسرة كل مصاب بالإضافة الى مبالغ أخرى سيتم تحديدها فيما بعد من المحافظة وهذه المبالغ المنصرفة من الشؤون الاجتماعية. وأمرت نيابة المنصورة تشكيل لجنة هندسية لمعرفة اسباب انهيار العقار وعدم قيام اصحابه بتنفيذ القرارات التي وصلتهم من الحي. وتكرر الأمر بعد الظهر في بلدة كفر شيخ الواقعة في مدينة قويسنا التابعة لمحافظة المنوفية، اذ انهار منزل مكون من طبقتين على سكانه، مما اسفر عن مقتل سيدة واصابة أربعة من ابنائها بجروح. وتولت النيابة التحقيق، وبدأت اجهزة الدفاع المدني في رفع الانقاض. وأكد مسؤولو الاسكان في المحافظة ان المنزل اقيم من دون ترخيص. ورصدت "الحياة" خلال اقل من اربع سنوات نماذج من المسلسل الدامي لانهيار البنايات، ففي يوم 18/8/1998 قتل مهندس وعامل في انهيار مصنع برتي بدار بسبب سقوط المصنع الذي يقع في منطقة جسر السويس شرق القاهرة فوقهما. وفي يوم 19/2/1997 تصدعت عمارة شارع رمسيس وسط العاصمة مما أثار حالة من القلق لسكانها من العاملين في البنك المركزي الذي يوجد اسفلها، تم ابلاغ مخفر الازبكية بوجود تشققات وتصدعات بالعقار 6 شارع رمسيس وتم اخلاؤها من السكان تمهيداً لانتداب لجنة هندسية لفحصها لمعرفة سبب تصدعها. وفي يوم 24/10/1999 قتل ثلاثة تلاميذ وجرح ستة عشر آخرون في انهيار سور مدرسة الزمالك الابتدائية المشتركة في منطقة الزمالك غرب القاهرة. وتبين ان السور لا يستند الى أعمدة مما ادى الى انهياره فوق التلاميذ. وادى انهيار مبنى الشركة الدولية للبلاستيك في مدينة 6 اكتوبر على العاملين فيه يوم 20 حزيران يونيو 1999 الى مقتل عشرة وإصابة احد عشر. وكان ستة اشخاص قتلوا وجرح عشرة آخرين يوم 12 كانون الثاني من العام نفسه في انهيار عقار مكون من ستة طوابق على سكانه في منطقة أرض اللواء في الجيزة. وفي يوم 3/2/2000 انهار عقاران متجاوران بشارع محيي الدين خلف بكرموز في الاسكندرية مما ادى الى مصرع سيدة واصابة خمسة. وتبين ان العقارين كانا قد صدر قرار إخلاهما منذ خمس سنوات لكن السكان لم يمتثلوا اليه. وانهار منزل مكون من أربعة طوابق في منطقة الازاريطة في الاسكندرية في 26 كانون الاول العام 1999 مما ادى الى مصرع 9 أشخاص. وتبين أن السبب يعود الى بناء طبقة اضافية من دون ترخيص. وفي العام نفسه قتلت سيدة وأصيب ثلاثة آخرين في انهيار منزل من طبقتين في منطقة الخليفة في القاهرة يعود بناؤه الى اكثر من مئة عام. وفي يوم 28/10/2000 قتل ثلاثة اشخاص وجرح شخصان بعدما انهار فوقهم منزل في شارع الصالحي في منطقة محرم بك في الاسكندرية. وقبلها بأسابيع لقي ستة اشخاص مقتلهم وجرح عشرون آخرين في انهيار مبني آخر في المدينة نفسها. وبعد أقل من شهر على حادث لقي ستة عشر شخصاً مقتلهم وأصيب خمسة عشر في حادث انهيار منزل في حي السيدة زينب في القاهرة. وفي شباط فبراير من العام الثاني قتل خمسة اشخاص إثر انهيار منزل قديم في سوق قرية سنتريس في المنوفية. وفي 16/12/2000 ، لقي ثمانية اشخاص من عائلة واحدة مقتلهم عندما انهار منزلهم اثناء نومهم في الجيزة . وفي اليوم الأول من شهر آيار مايو عام 2001 لقي عامل بناء مقتله وأصيب ثلاثة وعشرون آخرين في انهيار مصنع في مدينة العاشر من رمضان في الشرقية. وبعدها بأيام قتلت سيدة وأصيب ابنها وسيدة اخرى بانهيار منزل من اربعة طوابق في منطقة العسال في شبرا. وفي 26/7/2001 قتل شخصان وأصيب خمسة في انهيار عمارة في حي المناخ في بورسعيد. وفي 22/7/2001 لقي شخص مقتله وأصيبت زوجته وطالب ثانوي في منطقة بولاق أبو العلا بانهيار منزلهم. وفي 15/9/2001 لقي خفير وطفلة مقتلهما وأصيب ثلاثة آخرين في انهيار بناية. وفي 9/8/2001 تمكنت قوات الامن من انقاذ 500 شخص، في انهيار ثلاثة منازل في روض. وفي يوم 18/1/2002 تسببت الامطار التي هطلت على الاسكندرية في انهيار طابق منزل فوق أسرة من ستة افراد في منطقة مينا البصل مما ادى الى مقتلهم. وفي 17/10/2001 لقيت سيدتان مقتلهما واصيبت ثالثة في مدينة اوسيم في شمال الجيزة اثر انهيار منزلهن ليلاً. وفي 7/10/2001 انقذت العناية الالهية عشر أسر في مدينة اسوان من موت محقق انهارت العمارة التي يقطنون فيها في شارع المطار عقب خروج السكان بدقائق.