أجرى رئيس الاستخبارات المركزية الأميركية سي. آي. ايه. جورج تينيت محادثات وصفت في غاية "الأهمية" مع مسؤولين باكستانيين، في مقدمهم الرئيس برويز مشرف وقادة الأجهزة الأمنية، بينهم رئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال احسان الحق، في اسلام آباد أمس. وتركزت المحادثات على مطاردة الولاياتالمتحدة لزعيم شبكة "القاعدة" أسامة بن لادن وقادة حركة "طالبان" الأفغانية التي شارفت على دخول شهرها الثالث، من دون أن تلوح في الأفق بوادر على وضع نهاية لاعتقال المطلوب الرقم واحد أميركياً. وعلمت "الحياة" أن تينيت طالب الباكستانيين بمزيد من الدعم الأمني والعملاني، في عملية مطاردة تنظيم "القاعدة" وقادة "طالبان" والتي ستشمل مشاركة أفراد من الأجهزة الأمنية الباكستانية في عملية المطاردة، نظراً الى القواسم العرقية والاتنية واللغوية المشتركة بين الباكستانيين والأفغان، مما يسهل مهمة الأميركيين. وطلب تينيت تقديم تفاصيل عن انتماءات الضباط في الجيش الباكستاني، تحسباً من حصول انقلاب إسلامي معاد للمصالح الأميركية وسط المؤسسة العسكرية التي ترى بعض المصادر الغربية أن بعضها غير راض على التعاون مع واشنطن. وترافقت زيارة تينيت مع نشر واشنطن قوات في جلال آباد، شرق أفغانستان، قرب الحدود الباكستانية والحديث الأميركي المتزايد عن وجود قوات "الأفغان العرب" وبن لادن في منطقة تورا بورا قرب الحدود الباكستانية. وجاءت مطالب تينيت بعد موافقة باكستان على نصب أجهزة مراقبة في مطار كراتشي، وربطها مباشرة مع واشنطن اضافة إلى نشر أجهزة مراقبة في أكثر من 18 نقطة عبور. وعبرت الولاياتالمتحدة غير مرة في الفترة الأخيرة عن مخاوفها من أن يتمكن قادة تنظيم "القاعدة" من الفرار من الدول المجاورة، ولذا عرضت مساعدة 73 مليون دولار أميركي مع خمسة مروحيات أميركية من أجل مراقبة الحدود وتسييجها للحؤول دون عبور أو تسلل المطلوبين من داخل أفغانستان. وتعتقد المصادر الأميركية بان بعض المطلوبين العرب والأفغان ربما عبروا فعلاً إلى مناطق القبائل الباكستانية. وكان وزير الخارجية الباكستاني عبد الستار تحدث للمرة الاولى عن قبض السلطات الباكستانية على بعض العرب الذين عبروا الحدود إلى باكستان، لكنه رفض أن يتهمهم بالعلاقة مع تنظيم "القاعدة" إلاّ بعد استجوابهم واستكمال التحقيقات معهم.