بحث وزير خارجية المانيا يوشكا فيشر قبل ظهر امس في برلين الوضع المتأزم في الشرق الأوسط مع وزير الاعلام والثقافة الفلسطيني ياسر عبدربه ووزير العدل الاسرائيلي السابق يوسي بيلين أحد مهندسي اتفاق اوسلو. وجاء الاجتماع الذي لم يعلن عنه مسبقاً في اطار تحضير الوزير فيشر لجولة جديدة له في الشرق الأوسط سيقوم بها أواسط الشهر الجاري وتشمل مصر واسرائيل وسلطة الحكم الذاتي الفلسطيني. وشارك في الاجتماع عن الجانب الاسرائيلي يوسي سريد رئيس حزب "ميريتس" المعارض، وعن الجانب الفلسطيني مدير مركز القدس لوسائل الاعلام والاتصالات غسان الخطيب. وكما كان متوقعاً، لم يصدر عن اجتماع فيشر مع اعضاء الوفدين أي بيان رسمي، الا انه علم انه اطلع منهم على دقائق الوضع في المنطقة، كما أطلعهم على أهداف الجولة التي سيقوم بها قريباً الى المنطقة في محاولة منه لإعادة الجانبين الى طاولة المفاوضات. وعلم ايضاً ان فيشر كشف ان المستشار الالماني غيرهارد شرودر اتفق مع الرئيس المصري حسني مبارك على اطلاق جهود مشتركة لانقاذ عملية السلام، وانه سيبحث هذا الأمر لدى زيارته مصر، ووضعهم في صورة المحادثات التي اجراها شرودر مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك ليل أول من أمس في برلين للخروج من أفق السلام المسدود في المنطقة. وقدم الوفدان الاسرائيلي والفلسطيني الى المانيا بدعوة من مؤسسة "فريدريش ايبرت" القريبة من الحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم. وقال مسؤول باسم المؤسسة ان عبدربه وبيلين "ينتميان داخل الأرض المقدسة الى مجموعة نادرة من السياسيين الذين لا يجدون بديلاً من المفاوضات على رغم التصعيد المستمر". من جهة اخرى، جددت وزيرة التعاون الاقتصادي والانماء الالمانية هايديماري فيتشوريك تسويل انتقاداتها لسياسة التدمير التي تقوم بها الحكومة الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية بحق المشاريع التي يمولها الاتحاد الأوروبي. وقالت ان هذا النهج غير مفهوم أبداً على اعتبار ان كل المشاريع بحثت مع الحكومة الاسرائيلية وتم الاتفاق عليها. وأضافت الوزيرة رداً على سؤال امس في البرلمان: "ان الناس في فلسطين بحاجة ايضاً الى أفق سياسي واقتصادي". وشددت الوزيرة الالمانية على ان بلادها والاتحاد الأوروبي سيواصلان التعاون الانمائي في المناطق الفلسطينية لتشجيع التطور السلمي في المنطقة.