لعل أصعب لحظات مراهقتي رسوبي في امتحانات الشهادة الثانوية البكالوريا بسبب اصابتي بمرض اعاقني عن الدراسة فترة التحضير للامتحانات. وبعد ظهور النتائج وعلمي انني لم أنجح، على رغم جهدي الكبير لأحصل على علامة النجاح، أحسست ان الدنيا بدأت تدور من حولي وان قواي خارت ولم تعد قدماي تحملاني. نعم، شعرت انني الانسانة الأكثر فشلاً وتعاسة والأقل حظاً في الكون. وان السبل كلها سدت أمامي. لم أعد أعلم ماذا أفعل. كيف سأواجه الناس وأصدقائي وأهلي. لم تعد لدي الجرأة للخروج من منزلي أو حتى غرفتي، وأصبحت الأفكار السود تنتابني الى درجة انني فكرت في الانتحار وتناولت عقاراً، ولكن تم انقاذي في الوقت المناسب. ندمت على فعلتي هذه وأحسست بالسخف بعدها. حاول أهلي مساندتي واخراجي من قوقعتي بكل الوسائل، تارة بتذكيري بقدراتي وذكائي، وبضرب أمثلة كثيرة عن أشخاص فشلوا في بداية حياتهم ثم تحولوا الى نجاحات باهرة. وتكللت محاولات أهلي بالنجاح أخيراً بعدما صممت في قرارة نفسي ان اثبت لهم ولمن حولي انني لست فاشلة، وان الظروف التي ألمت بي هي التي سببت رسوبي. وأنني قادرة على لم شتات ذاتي والنجاح. وبذلت في سبيل ذلك جهداً وتصميماً وارادة لم أشعر بها من قبل. وبالفعل. حصلت على ما أردت. فدرست من جديد ونجحت بتفوق وانتسبت الى الجامعة وتخرجت فيها بامتياز. وبدأت الى جانب دراستي في تطوير قدراتي وموهبتي في الكتابة. وكان فشلي يومها هو الحافز الدائم لي لأثبت نجاحي ومقدرتي. دمشق - لين بيطار