من السذاجة بمكان أن تقبل بتبريرات شارون الزائفة وادعاءات حكومته الكاذبة بأن قرار تدمير مباني الاذاعة والتلفزيون الفلسطينية جاء لكونهما مصدراً للتحريض على العنف والارهاب لتقوم دبابات الاحتلال معززة بطائرات "اف 16" بتدمير هذه المباني بطريقة تدل على مدى وحشية وعنصرية وعنجهية سلطات الاحتلال. ليس المقصود بهذا الاجراء هو تدمير مباني تحتوي على استوديوات ومكاتب وأجهزة وبالتالي القضاء على بؤرة التحريض على حد زعم الحكومة الاسرائىلية، فالأمر ابعد من ذلك ولا يمكن فصله عن الاجراءات الاسرائىلية التدميرية للمطار الدولي في غزة، محاصرة الرئىس الفلسطيني في مقره بمدينة رام الله من الجهات الأربع وعلى بعد امتار عدة، تدمير الكثير من المقار الأمنية الفلسطينية في الكثير من المدن... ليأتي بعدها تدمير مباني الاذاعة والتلفزيون التي تدرك اسرائىل انه يمكن معاودة البث وبأسرع وقت من خلال محطات محلية اخرى، وهذا ما حدث فعلاً. المسألة في جوهرها تتعلق بنية اسرائىل المبيتة والخبيثة بالقضاء على كل رموز الاستقلال والحرية والسيادة للشعب الفلسطيني التي تتمثل على سبيل المثال لا الحصر بوجود مطار دولي، هيئة اذاعة وتلفزيون، مؤسسات وطنية... الخ. وهذا الأمر بحد ذاته يعكس احلام شارون القديمة بالقضاء على الشعب الفلسطيني بالوسائل كافة التي لا تعرف الخطوط الحمر في عقليته. ومن هنا، فإنه لا يتردد لحظة في إسكات صوت فلسطين من طريق القضاء على كل ما يعتبر رمزاً من رموز الاستقلال للشعب الفلسطيني... فصوت فلسطين، اذن، هو كل ما يرمز للحرية والسيادة والاستقلال لشعب فلسطين ولا ينحصر باذاعة وتلفزيون فقط. الرياض - زياد مشهور مبسلط شاعر فلسطيني