وقف مساعدات الغذاء حكم بالإعدام يهدد ملايين المنكوبين    تصعيد إسرائيلي مميت قصف مكثف وإغلاق مدارس الأونروا    من البرازيل.. رودريغيز يستهدف مدرب الهلال للتغطية على كوارثه!    كندا ستفرض الأربعاء رسوما على السيارات الأميركية بنسبة 25%    هدف نيوم السابق.. تقارير مصرية تؤكد تعاقد الأهلي المصري مع زيزو    وزير الخارجية يصل إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية    فليك يطالب لاعبي برشلونة بأداء قوي ويحذر من قوة دورتموند    قرعة كأس آسيا لكرة السلة تضع الأخضر في المجموعة الثالثة مع الصين والأردن والهند    النقل الإسعافي يستقبل 5 آلاف بلاغ بالمدينة المنورة    حرس الحدود بعسير يضبط 4 مقيمين بنغلاديشيين لممارستهم الصيد بمنطقة محظورة    أمير منطقة تبوك يستقبل وكلاء ومنسوبي الامارة بمناسبة عيد الفطر    أمير منطقة تبوك يستقبل المشرف جامعة فهد بن سلطان وأمين المنطقة    تنبيه من السفارة السعودية لدى اليونان    الاستثمار الرياضي يناقش تطوير البنى التحتية    الشركة السعودية للكهرباء تطلق المرحلة الثانية من نظام تخزين الطاقة بالبطاريات باستثمار 6.73 مليارات وقدرة 2.5 جيجاواط    إطلاق اختبارات "نافس" في جميع المدارس الابتدائية والمتوسطة    مباحثات لتعزيز التعاون الدفاعي بين السعودية والعراق    الخبر ال 61 عالميا ضمن قائمة المدن الذكية لعام 2025    الدفاع الجوي يخرج السرية الثانية لنظام "ثاد" في قاعدة فورت بليس الأمريكية    أمير حائل يطلع على خطط وبرامج جمعية حضارات للتراث    الديوان الملكي: وفاة صاحب السمو الأمير عبدالله بن مساعد آل عبدالرحمن آل سعود    أمير المدينة يستقبل قائد أمن المنشآت    نائب أمير المنطقة الشرقية يستقبل مدير عام فرع الأحوال المدنية بالمنطقة    تعليم الطائف يطلق البرنامج التدريبي التدريس المعتمد على المعايير في مقررات العلوم    رئاسة الافتاء تصدر كتابا علمياً عن خطر جريمة الرشوة على الفرد ومقدرات الوطن    الصحة القابضة والتجمعات الصحية تختتم حملة "صم بصحة" ب40 مليار خطوة و3.7 مليون فحص خلال رمضان    تدخل جراحي عاجل يُنقذ بصر طفل أصيب بألعاب نارية في عنيزة    رئيس وزراء جُزر سليمان يستقبل الرئيس التنفيذي ل «صندوق التنمية»    أسماء الفائزين والشخصية الثقافية ل جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها ال 19    عسير في خريطة العمارة السعودية.. تعزيز لأصالة البناء وجماليات التصميم    سحب رعدية ممطرة ورياح نشطة على عدة مناطق في المملكة    الخارجية الفلسطينية ترحب بمخرجات القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفرنسية في القاهرة    الهلال الأحمر بنجران يكشف إحصائيات شهر مارس 2025    اتفاقات مع "قسد" في طريق التعافي بخطوات ثابتة.. سد تشرين والنفط تحت إدارة الدولة السورية    هل هناك رقم مقبول لعدد ضحايا حوادث المرور؟    "الحج" تحدد غرة ذي القعدة "آخر موعد".. و"الداخلية": 100 ألف ريال غرامة تأخر مغادرة الحجاج والمعتمرين    أمير جازان يشهد توقيع عدد من الاتفاقيات والشراكات المجتمعية.. تدشين حملة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للتوحد    في أسبوع الصحة العالمي.. الأمومة والطفولة تحت الحصار والإبادة.. 90 % من الحوامل والمرضعات بالقطاع يعانين سوء تغذية حاد    الهلال.. مجد تحول لأطلال    خسارة النصر.. تغربل الهلال قبل النخبة الآسيوية    نقاط التحول    الساعة    ماجد المصري: لم أتوقع نجاح "رجب الجرتلي" الشرير والحنون    في ظهوره الثاني هذا الموسم.. جماهير الاتحاد تشيد بمستوى الأسباني هيرنانديز في ديربي الغربية    6.8 مليون مسافر في ذروة العمرة عبر 4 مطارات بالمملكة    الجسر البري السعودي يُشعل المنافسة بين الشركات العالمية    لك حق تزعل    موجة تفشى الحصبة الحمراء في أمريكا    ماذا بعد العيد؟    "أكيارولي».. قرية إيطالية يشيخ سكانها دون أمراض    رجال الأمن صناع الأمان    بين النصّ الورقي و الأرشفة الرقمية.. حوار مع إبراهيم جبران    حوارات فلسفية في تطوير الذات    الموظف واختبار القدرات    الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تنظِّم لقاء معايدة    العلاقة بين وسائل التواصل والتربية السليمة    صدح بالآذان 40 عاماً .. الموت يغيب المؤذن محمد سراج ليلة العيد    "البصيلي": يستقبل المهنئين بعيد الفطر المبارك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اعتبر في حديث الى "الحياة" عودته مساهمة في رفع الظلم وتبديد الباطل ومحاولة لجمع الصف وتوحيد الكلمة في وجه الحملات الصهيونية على الدين الاسلامي . القرني : تزايد عدد الحركات والمذاهب الفكرية الاسلامية علامة مرض
نشر في الحياة يوم 04 - 02 - 2002

أكد الداعية السعودي الشيخ عايض القرني ان "كثرة الفرق والمذاهب والحركات الاسلامية التي انتشرت في العالم الاسلامي في الفترة الاخيرة دليل مرض لا بد من ايجاد العلاج له". واضاف انه "لا يجب النظر الى هذه الفرق والمذاهب والحركات بمنظور الرفض التام لها جميعاً ولا بمنظور القبول لها جميعاً".
وتناول القرني، في حديث الى "الحياة" في الرياض، اثر عودته الى العمل الدعوي والاعلامي بعد غياب طويل، بعض ما يدور في الساحة الفكرية في السعودية التي كسبت في الفترة الاخيرة المزيد من الحرية، كما تطرق الى قضية حادثة كورنيش جدة التي اثارت الرأي العام السعودي وأسبابها. وفيما يلي نص الحديث:
ما هي اسباب عودتكم وتزامنها مع الاحداث التي يمر بها العالم الاسلامي وبالتحديد بعد احداث 11 أيلول سبتمبر العام الماضي؟
- عودتي هي مساهمة في التوجيه والارشاد والدعوة، وهذا هو مجالنا تأكيداً لقوله تعالى "قد علم كل اناس مشربهم". وهي مساعدة لعلماء المسلمين في رفع الظلم وتبديد الباطل الذي يعيشه العالم الاسلامي اليوم. وهي محاولة ايضاً لجمع الصف وتوحيد الكلمة في وجه الحملات الصهيونية على الدين الاسلامي.
هل تلقيتم دعوة للعودة من احد من ولاة الأمر؟
- عودتي بإذن من ولاة الامر. فقد كان هناك تفاهم مع ولاة الأمر على ان تتكاتف الجهود في هذا الوقت لجمع الصف وتوحيد كلمة المسلمين والدعوة الى الله بالحسنى واجتناب الغلو. واول دعوة تلقيتها كانت من قناة "الجزيرة" عبر برنامج "الشريعة والحياة"، وكانت دعوة لتبيان ما إدْلهمَّ على جمهور الامة وتفسير الحال ورفع الملام عن العلماء بعد احداث 11 أيلول في اميركا، ثم تتالت بعد ذلك الدعوات من "قناة ابوظبي" وقناة "إقرأ" و"قناة الكويت" و"تلفزيون الشرق الاوسط".
شهدت السنوات الاخيرة نشوء العديد من الحركات والمذاهب الفكرية الاسلامية، كيف تنظرون الى هذه الظاهرة والى مستقبل الدعوة السلفية في هذا الخضم الهائل من الحركات والمذاهب؟
- تزايد الحركات والمذاهب الاسلامية في الفترة الاخيرة هو علامة مرض. فليست هذه الكثرة الغوغائية بعلامة صحة. والواجب ان يتوحد المسلمون فكرياً وعملياً، قال تعالى "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"، وانا أعزو تزايد هذه الحركات الى تمزق الامة وتفرقها، والى عدم وجود القيادات الشرعية القادرة على جمع الناس، بالاضافة الى ان الجهل عمّ في الأمة حتى استطاع اعداؤها النيل منها.
ومع ذلك يجب الا ننظر الى هذه الجماعات نظرة عامة، كأن نقول انها كلها فاسدة مفسدة او نقول انها كلها جماعات صالحة مصلحة، بل يجب النظر الى كل على حدة، ونرجعه الى الكتاب والسنة، فإن كان ما هم عليه موافقاً لما فيهما فنعم ذلك، وان كان مخالفاً لما فيهما رد عليهم والله يحكم بيننا وبينهم بالعدل.
أما سؤالكم عن مستقبل الدعوة السلفية، فقد تكفل الله بحفظها لأنها تعود الى الكتاب والسنة في كل امرها، فلا نخاف عليها ان شاء الله، وهي الدعوة التي يجب ان تسود كما سادت في كل عصور التاريخ الاسلامي. فقد قامت عليها دولة الخلافة ثم الدولة الاموية فالعباسية حتى اليوم، ولا سبيل لبقاء من يخالفها، بل انهم غثاء كغثاء السيل. فنحن ندعو الى مثل ما كان عليه رسولنا صلى الله عليه وسلم واصحابه الكرام.
كيف تنظرون الى الساحة الفكرية في السعودية التي شهدت فى الفترة الاخيرة المزيد من الحرية، مما ينبئ، ربما، بمواجهة بين علماء الدين ودعاة التجديد من فئات المجتمع الثقافي؟
- لا بأس في المناقشة الفكرية التي فيها صلاح البلاد والعباد اذا اجتنبت ثلاثة امور هي:
1 - القرآن والسنّة والثوابت المقطوع بها والمجمع عليها في ديننا الحنيف، فلن نسمح لاحد تحت اي ذريعة بمناقشتها او محاولة مسها او التطاول عليها.
2 - الوحدة الوطنية التي نسعى الى تأكيدها وترسيخها كي لا تتمزق البلاد. ولنذكر اننا كنا قبائل متناحرة متقاتلة فجمعنا الله سبحانه تحت راية التوحيد.
3 - انّ لنا في اعناقنا بيعة للامام وولاية شرعية يجب ان تراعى.
اما ما عدا ذلك فيسعنا مناقشته والاختلاف فيه، وفي التاريخ الاسلامي اختلف الصحابة في مسائل فرعية كثيرة وعذر بعضهم بعضاً، بل ان المسائل محل الخلاف اكثر من المسائل المقطوع بها. وتعلمون مثلاً قضية مشاركة العلماء في القنوات الفضائية محل خلاف واجتهاد، فالواجب ان يعذر العالم اخاه العالم في اجتهاده، سواء رأى المشاركة او لم يرَ ذلك.
في احتفالات العيد الماضي على كورنيش مدينة جدة حصلت بعض الحوادث التي شغلت الرأي العام في البلاد ونوقشت على اعلى المستويات، ما هي في نظركم اسباب تلك الحوادث وكيف ترون السبيل الى معالجتها؟
- أحداث كورنيش جدة يجب ان لا تمر إلا بقراءة متروية للحدث ومطالعة لاسبابه ومسبباته. ومن اسباب ما حدث من وجهة نظري:
1 - ضعف الوازع الديني لدى بعض الشباب. فمن رُبِّي على الاسلام وعلى تقوى الله لا تصدر منه مثل تلك الافعال. وعلاج هذه المسألة بالعودة الى الطريق القويم ومراقبة الله فيما يفعلون، وأبطال هذا الميدان هم الدعاة والمصلحون.
2 - البطالة والفراغ، وقد حذر العلماء منهما وقالوا انهما مصيدة الذنوب والخطايا، وعلاجهما ان يتم التنبيه لهذا الامر، وان تتضافر الجهود لخلق فرص عمل لهؤلاء الشباب تقيهم العوز والفراغ.
3 - ضعف الرقابة سواء في البيت او في المدرسة، وضعف التوجيه الاعلامي. وعلاج هذه النقطة أن يزيد الوالدان الرقابة على اولادهم فهم امانة في اعناقهم، وان تعود المدرسة للقيام بدورها المهم في تنشئة الشباب الصالح. كذلك ينبغي على وسائل الاعلام ان تتقي الله فيما تبثه وان تكثف برامج التوعية التي فيها صلاح الشباب في الدنيا والآخرة.
مع زحف العولمة على العالم الاسلامي شهدت بعض القضايا والاحكام الشرعية التي كانت حكراً على علماء الدين ومجالس الافتاء دعوة لمناقشة هذه القضايا فكرياً بعيداً عن الاحكام الشرعية الخاصة بها، مثل قضية تعدد الزوجات وقضايا المرأة عموماً، كيف تنظرون الى ذلك؟
- قال تعالى "فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون". طلب الله من الناس العودة الى اهل العلم والاختصاص في كل مجال من مجالات الحياة، فنحن لا نسمح للمهندس بأن يعمل طبيباً ولا للطبيب بأن يعمل مهندساً. فكل يعمل في مجاله. فمجال الفتيا واصدار الاحكام الشرعية هو حكر على علماء الدين العارفين بأصول دينهم وبالحلال والحرام. فيجب الرجوع لهم في امور الفقه، وعدم ترك اصدار الاحكام الشرعية للعامة والدهماء او من لم يكن تخصصه شرعياً. فقضية مثل تعدد الزوجات مسألة لا خلاف فيها أحلّها الاسلام وعمل بها السلف الصالح، وهي خير كبير لو عمل بها على الوجه الصحيح، قال تعالى "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع" ففي هذه الآية دعوة واضحة الى جواز تعدد الزوجات. لذا من قال بغير ذلك فقد كفر بالقرآن وخرج من الملة.
في عدد من اللقاءات رد الشيخ يوسف القرضاوي تشتت آراء علماء الدين في العالم الاسلامي الى انه لا يوجد عند المسلمين من يقوم مقام البابا، ما رأيكم في ان يكون هناك عالم يعتبر مرجعاً على غرار المراجع في المدارس الشيعية؟
- لا يوجد في الدين الاسلامي عموماً "بابا". فنحن عندنا ميثاق من الله بعدم تعليق استمرار الدين الاسلامي بأحد. قال تعالى "وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم". فلم يعلق الله استمرار دينه بمحمد، وهو صفوة البشرية. فالمعنى انه لا نتعلق بالاشخاص ولا نضفي عليهم صبغة القداسة والعظمة. اما المرجعية فلا تكون في شخص واحد لعدة اسباب:
1 - ان الشخص قد يهم وقد يخطئ، ولا أحد معصوم من الخطأ.
2 - يُخشى اذا وضع أحد في تلك المكانة ان يُرفع فوق منزلته ويُقدَّس كما حصل في جميع عصور البشرية.
3 - اننا في عصر لا يؤمن الا بالمؤسسات، مثل هيئة كبار العلماء في السعودية، او الازهر، ولا مكان لقرارات فردية.
ولكن لا مانع من انشاء هيئة لكبار العلماء في العالم الاسلامي تجمع الفتيا وتوحد آراء علماء المسلمين. ففي حادثة مثل حادثة الحرب في افغانستان كان يمكن لهذه الهيئة ان توحد كلمة المسلمين بشأن تلك الحرب وان ترفع الحرج عن بعض الدول. وقد ناقشت هذا الموضوع مع الشيخ يوسف القرضاوي عند زيارتي الاخيرة لقطر، وأخبرني أنه يبحث في هذا الامر مع عدد من علماء الامة.
كانت لكم العديد من المجادلات والمناظرات الفكرية مع عدد من الادباء والمفكرين في السعودية والعالم العربي، هل من سبيل الى عودة تلك المناظرات؟
- نحن ندعو دائماً الى الحق والى ما نزل به الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ولا مانع لدينا من ان تختلف وجهات النظر ونتجادل مع غيرنا، ولكن في حدود ما يسمح به الشرع والنظام وان يكون مبتعداً عن التجريح الشخصي، وان لا يكون فيه خطر على المصلحة العامة.
جمعت اميركا العالم حولها في حربها الجديدة على ما تسميه بالارهاب، كيف ترون هذه الحرب؟
- اميركا ظالمة في ثوب مظلوم، فقد أتتها الضربة، التي لا نؤيدها ولا نقرها طبعاً، واستغلتها في شنّ هذه الحرب الجديدة المخططة سابقاً. ولو نظرنا الى كل العالم، وليس فقط الى العالم الاسلامي، لوجدنا الكل فرح بهذه الضربة، في كوريا واليابان والمكسيك، لأن العالم سئم تعدي اميركا وغطرستها. فلعل صنّاع القرار في اميركا أخذوا درساً من هذه الضربات. اما ما يتعلق بحربها الجديدة ضد الارهاب فنحن لا نقرها، وعلى اميركا بدلاً من خوض هذه الحرب ان تحاول تغيير اساليبها العدائية مع العالم وبالذات العالم الاسلامي الذي رفعت في وجهه 72 فيتو لمصلحة اسرائيل.
شن العديد من الصحف الغربية حملات اعلامية على السعودية وعلى الدين الاسلامي، هل ترون انها بوادر لما يسمى بصراع الحضارات؟ وكيف ترى ان على المسلمين التحرك لمواجهة هذه الحملات؟
- لا علاقة لهذه الحملات التي تشنها الصحف الغربية على الدين الاسلامي وعلى السعودية بما يسمى صراع الحضارات. فهذه الحملات تعبير واضح وصريح عن مقدار الحقد الذي يحمله الصهاينة على الاسلام والمسلمين. فهي حملة يهودية يقودها كتّاب يهود وتنشر في مؤسسات يهودية. ونحن نحمد الله على هذه الحملات التي بيّنت اننا عند سوء ظن اليهود بنا، والاهم من متابعتها العمل على التصدي لها. ولن يتأتى ذلك الا بالعمل الجماعي للمسلمين كل في مجاله، ونبذ الفرقة والتشرذم اللذين يستغلهما اليهود في هذه الهجمات. ويحتاج ذلك الى إعلام قوي له مصداقية، وان يهب المسلمون هبة رجل واحد، وان يتجنبوا استفزاز بعضهم بعضاً في هذه الفترة الحرجة.
لكن، ألسنا سبباً في جزء من هذه الحملات؟
- هذا صحيح. فالضعيف يُعلّق فشله دائماً على الآخر. فلو تناطحت عنزتان اتهمنا اميركا بأنها وراء ذلك، مما جعلنا نسلّم بالمؤامرة ونقعد دون حراك. علينا ان نبدأ بأنفسنا، نصلح مؤسساتنا السياسية ونأخذ ما عند الآخر من الحسن المقبول، وان نقيم العدل كما أقاموه، فيجب ان لا نبخسهم حقهم. الغرب قدَّر الحرية والعدل مما جعل الكثير من ابناء المسلمين ينشد الهجرة للغرب بحثاً عن الحرية والعدل لأنه لم يجدهما في بلاده.
الحرب التي يشنها شارون على الفلسطينيين جعلت بعضهم يؤمن بأنه لن ينشأ سلام مع اسرائيل، ما رأيكم في ذلك؟
- اسرائيل غدة سرطانية في جسد العالم الاسلامي لن يصلح إلا باقتلاعها من جذورها. وهؤلاء شعب لا يتفاوض، أوهموا البعض بأنهم دعاة سلام مما دعا بعض الدول العربية الى تصديق ذلك. وأذكر ان بعض هذه الدول دعا الى شطب كل آية في القرآن لا تدعو الى السلام مع اليهود، اي يريدون شطب 240 آية. لكن تكشَّف للعالم انهم قتلة وسفاحون يخرجون سفاحاً ليأتي سفاح آخر. والبعض ما زال يصدق ألاعيبهم ودعوتهم الى السلام. فليعلم العالم انه لن ينشأ سلام مع اليهود، وان لا سبيل لإخراجهم من ارض فلسطين إلا بالقوة كما دخلوها.
وضع التصنيف الاخير للمنظمات الارهابية حركتي المقاومة الاسلامية "حماس" و"الجهاد الاسلامي" كحركتين ارهابيتين، كيف تنظرون الى هذا التصنيف الذي تبنته بعض الدول العربية؟
- هذا ظلم صارخ يُجمع العقلاء على انه مخالف للعقل والنقل، لأن اكبر ارهابي في العالم هو شارون صاحب المذابح الشهيرة الذي يحاكم في بلجيكا على احداها. اما هؤلاء الفلسطينيون فمستضعفون أُخرجوا من ديارهم وظلموا وقهروا، فهم يدافعون عن انفسهم. وهذا مقبول عند كل العقلاء وفي كل الشرائع، فكيف نتهمهم بأنهم ارهابيون؟ هذا كلام لا يقبله عاقل.
اما اذا رأى أهل الحل والعقد في الدول العربية ان الوقت الحالي ليس مناسباً للمقاومة، فهذا خير، لأنه ليست هناك مقارنة بين القوة العسكرية الاسرائيلية والفلسطينيين العزل. فقد اصبح عند اسرائيل، نظراً لتفوقها العسكري، الاسرائيلي بعشرة فلسطينيين. فالمؤمن كيِّس فطن، واذا رأى قادة "حماس" و"الجهاد" ان ليس لهم على القوة الاسرائيلية فلا بأس بالهدنة.
كثرت الدعوات في العالم الاسلامي الى رفع السلاح والجهاد في هذه الفترة، فهل ترى ان الوقت مناسب لهذه الدعوات، ام اننا بحاجة للتعقل وبناء المستقبل؟
- كل بلد له ظروفه الخاصة به، فوجوب الجهاد في بلد لا يستلزم الجهاد الفعلي في البلاد الاخرى.
فلو قلنا ان على جميع المسلمين الجهاد فمن سيقودهم وما هي امكاناتهم مقارنة بإمكانات عدوهم وقبل ذلك هل أذِنَ أهل الحل والعقد بذلك؟
لكن الجهاد في بعض البلاد الاسلامية، كفلسطين وافغانستان والشيشان وكشمير، أمر واجب، وقد وجب على المسلمين مساندتهم بالمال والسلاح والدعاء. اما التعميم والطلب من شباب الامة الخروج للجهاد وهم لا يعلمون ما تقتضيه مصلحة بلادهم ولا يعرفون مع من سيتقاتلون ولم يعدوا العدة التي تردع عدوهم فهذه حماقة، فالله سبحانه يقول "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم". فقد وجب على ابناء المسلمين ان يتنبهوا لعواقب الامور وان لا تأخذهم الحماسة ليقعوا في اخطاء تؤذيهم وتؤذي بلدانهم، ووجب عليهم قبل فعل اي شيء من امور دينهم ودنياهم ان يعودوا لولاة الامر وللعلماء المحققين.
كنتم أحد أهم المؤثرين فكرياً في جيل من الشباب السعودي والعربي عن طريق "الشريط" الاسلامي، اين ترى مستقبل الدعوة عن طريق الشريط مع هذه الثورة في عالم الاتصال الجماهيري؟ وهل تغيرت استراتيجيتكم الدعوية بتغير الوسائل والمتلقين؟
- نقول ان لكل حال لبوسها. ففي عصر سطوة الشريط كنا نعطي الشريط حقه، لكن الآن ومع انفتاح الفضاء نرى ان الدعوة عن طريق هذه القنوات أجدى وأنفع مع الابقاء على الدعوة عن طريق الشريط والمنبر والحلقات والمخيمات الصيفية وغير ذلك من اساليب نشر الدعوة. اما استراتيجيتنا الآن فهي الشمولية والعالمية في الدعوة. ففي السابق كنت انظر من خلال دعوتي الى المحلية السعودية، اما الآن فعندما أتحدث أتخيل كل العالم باختلاف اديانهم ومذاهبهم واعراقهم تراني، ما يجعل خطابنا الآن عالمياً نسعى من خلاله الى الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ونعظم الجوامع ونحترم الفروق.
سمعنا ان هناك قناة فضائية اسلامية للدعوة السلفية ستبث من السعودية، ما مدى صحة هذا الكلام؟
- هذا الكلام صحيح، لكنها ستبث قريباً من دبي. واغتنم هذه الفرصة لأشكر جميع من ساهم في اخراج هذه القناة وأدعو الله ان تكلل هذه الجهود بالنجاح. كذلك فأنا اعمل مع عدد من العلماء وطلبة العلم ورجال الاعمال لإنشاء قناة تبث من السعودية للغرض نفسه وربما ترى النور قريباً، وأتمنى ان تبعد كلتا القناتين عن محاولة التشهير والتجريح والخلافات المذهبية، وان تعرضا الحق كما عرضه القرآن والسنة وتحاولا جذب المشاهدين للحق والسراط المستقيم. كما اتمنى، وانتم تعلمون ان هناك قناة اخرى هي قناة "إقرأ" أتمنى ان تتضافر جهودها مع هاتين القناتين لنخرج قناة قوية لا هزيلة، وان لا تكون الكثرة على حساب القوة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.