تناناريف - رويترز، أ ف ب - تحدى آلاف المحتجين حال الطوارئ المفروضة في مدغشقر لليوم الرابع على التوالي وخرجوا الى شوارع العاصمة أمس وسط غموض يحيط في شأن من يتولى زمام الامور في البلاد. وفيما عين المعارض مارك رافالومانانا الذي نصب نفسه رئيساً لمدغشقر الجمعة الماضي رئيساً للوزراء، تمكن رئيس الوزراء الملغاشي تانتيلي اندرياناريفو من مغادرة منزله في العاصمة بعدما حاصره انصار رافالومانانا. وفي غياب أي تحرك للقوات المسلحة حتى الآن، توقف ارسال محطات الاذاعة والتلفزيون في مدغشقر مساء أول من امس ما زاد من حال البلبلة في الجزيرة التي يقطنها 15 مليون نسمة. وقال العاملون في هيئة الاذاعة والتلفزيون الحكومية ان وزير الاعلام فريدو بتسيميفيرا امر بوقف البرامج بعدما اعلن المحررون رغبتهم في تغطية المواجهة بين رافالومانانا والحكومة بامانة واتخاذ موقف محايد في تحرير الاخبار وبث صور رافالومانانا باعتباره الرئيس الجديد للجمهورية. وأحاط المتظاهرون بمنزل رافالومانانا على امل احباط اي محاولة لاعتقاله بمقتضى قوانين الطوارئ. كما احاط نحو 100 متظاهر آخرين بمنزل رئيس الوزراء تانتيلي اندرياناريفو لمنعه من مغادرة مقر اقامته في غرب العاصمة. لكن اندرياناريفو تمكن أمس من الفرار عبر حقول الرز المحيطة بمنزله. وبعد هربه تعرض 12 عسكرياً كانوا يسهرون على حمايته لمهاجمة سكان الجوار. وأكدت مستشارة رئيس الوزراء للاعلام رينا راكوتومانغا "ان اندرياناريفو لم يقدم استقالته"، نافية انباء بثتها اذاعة خاصة قريبة من رافالومانانا افادت ان رئيس الوزراء وعد بتقديم استقالته. من جهة أخرى، اعلن رافالومانانا في مؤتمر صحافي أمس في مقر بلدية العاصمة تعيين جاك سيلا "رئيساً للوزراء"، مشيراً الى انه "سيشكل الحكومة في اسرع وقت ممكن". وقال سيلا ان "اولوية حكومتي النهوض الوطني واعادة الآلة الادارية الى سكتها في اقرب وقت". ونصب رافالومانانا نفسه "رئيساً" للبلاد الاسبوع الماضي بعد اصراره على ان الحكومة تلاعبت في نتائج الانتخابات التي جرت في 16 كانون الاول ديسمبر الماضي. وقال مسؤولون حكوميون ان نتائج الانتخابات لم تظهر فوز اي من رافالومانانا او الرئيس ديدييه راتسيراكا بغالبية الاصوات واعلنت اجراء جولة ثانية في 24 آذار مارس المقبل لتحديد الفائز. لكن رافالومانانا اعتبر ان فرزاً عادلاً للاصوات من شأنه اثبات فوزه بالفعل، واتهم راتسيراكا بتزوير الانتخابات لضمان استمراره في السلطة التي تولاها منذ نحو 20 عاماً.