سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دول اتحاد المغرب العربي الخمس تعرب عن "تمسكها بتسريع وتيرة الاتحاد". فتح ملف الصحراء الغربية مجدداً قد يؤدي إلى تأجيل المشاريع الإقليمية في شمال افريقيا
يتخوف متتبعون للوضع في المغرب العربي ان تتجه المشاريع الاقليمية الى التعثر مجدداً في منطقة شمال افريقيا بعد بروز أزمة جديدة في العلاقات بين الجزائر والمغرب حول ملف الصحراء الذي عاد الى واجهة الاحداث في الاممالمتحدة، إثر صدور تقرير الامين العام كوفي انان. وكانت دول اتحاد المغرب العربي الخمس أعربت الاسبوع الماضي لمناسبة الذكرى ال13 لولادة الاتحاد في مراكش عام 1989عن "تمسكها بتسريع وتيرة الاتحاد المغاربي" واعتباره "مشروعاً حضارياً للأجيال المقبلة وخياراً لا مناص منه في مواجهة التكتلات الاقليمية الدولية خصوصاً الاتحاد الاوروبي". ويضم الاتحاد كلا من المغرب والجزائروتونس وليبيا وموريتانيا. وكانت دول الاتحاد قبل الأزمة الأخيرة منذ اسبوع، تخطط لإعادة إحياء مشاريع اقتصادية اقليمية كانت توقفت منتصف التسعينات وتلاقي حالياً دعماً تمويلياً من البنك الاوروبي للاستثمار. وتشمل هذه المشاريع طريق الاوتوستراد على البحر الابيض المتوسط الذي سيربط طنجةبتونس عبر الجزائر العاصمة على طول 2000 كيلومتر، وآخر سيربط مدينتي الداخلة في أقصى جنوب المغرب بنواديبو في موريتانيا وصولاً الى سان لوي في شمال السنغال، ومشروع قطار المغرب العربي للسكك الحديد الذي يتعثر منذ عشرين عاماً، ومشروعاً في مجال تعبئة الغاز واستخدام انبوب غاز المغرب العربي - أوروبا لإنشاء وحدات مشتركة لانتاج الطاقة الحرارية، فضلاً عن التعاون الاقتصادي في مجالات الاتصالات والزراعة والبيئة والاسمنت والصناعات التحويلية والسياحة الحدودية، وغيرها من المشاريع التي تستهدف تهيئة المنطقة لفضاء تجاري متوسطي حر سنة 2010 يحظى بدعم الاتحاد الاوروبي. وتحدثت المصادر عن وجود نحو 60 مشروعاً اقتصادياً مشتركاً يجري التخطيط لإنجازها في شمال افريقيا تدعمها دول الاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون الخليجي التي أعربت صناديق التنمية فيها عن استعدادها لاقراض المنطقة بهدف تنفيذ بعض هذه المشاريع، خصوصاً ما يتعلق منها بالبنى التحتية. وقال وزير خارجية المغرب محمد بنعيسى اول من امس في تصريحات صحافية ان الاتحاد الاوروبي يدعو دول الاتحاد المغاربي الى التكتل وتنفيذ مشاريعها الاقتصادية المشتركة بهدف توفير الفضاء للتعاون الاقتصادي والتجاري بين ضفتي البحر الابيض المتوسط، يكون مدخلاً لإحياء مبادرة برشلونة عام 1994 التي تهدف الى انشاء منطقة حرة في كل البحر الابيض المتوسط قبل حلول سنة 2012، موعد تطبيق الاتفاقات كافة. ويعتقد الوزير المغربي ان مشروع الاتحاد المغاربي بات مطلباً محلياً واقليمياً ودولياً تتمسك به دول الاتحاد الاوروبي وتلح على نجاحه كونه يساهم في تنمية المنطقة ويعزز الاستقرار الاقليمي. ويتهم المغرب الجزائر بخرقها البند الخامس لميثاق الاتحاد المغاربي لأنها تفكر في طريقة توصلها الى المحيط الاطلسي على حساب المغرب، ما يعطل مجمل مشروع الاتحاد. وقال الامين العام الجديد لاتحاد المغرب العربي الحبيب بولعراس تونسي الذي تسلم منصبه في الرباط اول من امس: "ان دول الاتحاد قادرة على تجاوز صعوباتها اما بإزالتها او مواصلة الطريق من دون الاكثرت بها"، وان الاتحاد المغاربي "مصر على تحقيق أهدافه بالاعتماد على مؤسسات الاتحاد والمجتمع المدني وتغليب منطق المصالح الكبرى على الاهداف الضيقة". من جهتها، قالت السفيرة الاميركية في الرباط مارغريت تاتوايلر ان واشنطن تدعم اتحاد المغرب العربي وتتمسك ب"مبادرة ايزنشتات" التجارية التي كانت أطلقتها ادارة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون في عام 1997، وان الادارة تعمل بشكل ثنائي مع دول المنطقة في هذا الاتجاه، على اعتبار ان الولاياتالمتحدة تعتبر الشريك التجاري الثاني للمنطقة بعد الاتحاد الاوروبي بنحو 9 بلايين دولار من المبادلات سنوياً. على الصعيد الاوروبي، باتت باريس تدعم امكان إلحاق ليبيا باتفاقات الشراكة مع الاتحاد الأوروبي التي انضمت اليها الجزائر نهاية العام الماضي، على غرار تونس والمغرب ومصر المرتبطة باتفاقات الشراكة مع الاتحاد. وتدعم فرنسا موقف طرابلس الغرب في توسيع اتفاقيات الشراكة تمهيداً لاقامة منطقة تجارية حرة على طول الضفة الجنوبية للبحر المتوسط. وقد دُعيت ليبيا وموريتانيا للمشاركة في الصيغة الجديدة ل "مبادرة برشلونة" الاورو - متوسطية التي ستستضيفها اسبانيا بعد أيام. وكان الاتحاد الاوروبي رصد نحو عشرة بلايين يورو لتمويل مشروع الفضاء الاورومتوسطي، منها 5 بلايين يورو قيمة الدعم المالي لبرنامج "ميدا 2" ونحو خمسة بلايين يورو لقروض امتيازية من البنك الاوروبي للاستثمار، حصة الدول المغاربية منها نحو بليون يورو سنوياً. وتشكل هذه القروض احدى أدوات التمويل الرئيسية لانجاز مشاريع اقليمية تنطلق قطرياً في المرحلة الاولى، على ان تتوسع لاحقاً الى بقية دول الاتحاد. ولا يخفي الاتحاد الاوروبي مخاوفه من ان يؤدي الخلاف الجديد بين المغرب والجزائر الى تعطيل البناء المغاربي مرة اخرى كما حدث في التسعينات، وكان الى جانب تعثر مسلسل السلام في الشرق الاوسط، أحد الأسباب الرئيسية التي حالت دون بروز فضاء اورومتوسطي الذي انطلق في مدريد عام 1992.