من شرفة المنزل القديم الشرفة الواسعة المستديرة ذات السور الحجري المزخرف بالتماثيل يطل شبح فتاة/ في يدها كوب الحليب الملون ببعض قطرات الشاي/ وفي رأسها فكرة وخيالات. من المنطقي جداً أن يطل البيت على حديقة خضراء وطيور بيضاء ناصعة تعكس ضوء الشمس. وأن تكون في الحديقة بركة غير عميقة تنمو فيها اللوتسات البيضاء ذات الظلال البنفسجية والقلب الأصفر. من المنطقي جداً أن تقف الفتاة في الشرفة بشحمها ولحمها. وألاّ تتغذى أشجار الحديقة على التحلل العضوي لجثث السكان المدفونين في تربتها وتتوحش حتى تبتلع بخضرتها الجدران والسقف / والذكريات الحائرة بين التحلل في جوف الحديقة أو الانهيار تحت بلدوزرات مُلاك الأرض الجدد. من المنطقي جداً إذاً أن يقف شبح الفتاة في الشرفة برداء النوم الحريري فجراً / لتودع البيت الذي بالبراءة ذاتها سربت إليه السم في اللبن فتهاوى مترنحاً بين الحياة والموت ليسقط أخيراً على رأسها. * شاعرة مصرية.