تتنوع مداخيل لاعب كرة القدم خصوصاً في اوروبا، حتى أصبح الراتب الاسبوعي او الشهري وسيلة للتوفير لأن المصاريف اليومية تتكفل بها مكافآت الفوز بالمباريات والالقاب ونسبة بدل الانتقال وولاء البقاء، عدا الاعلانات التجارية وعقود الترويج والرعاية التي تكفي لسد الحاجيات الحياتية. وفي حال نجم مانشستر يونايتد ومنتخب انكلترا ديفيد بيكهام فان التفاوض على "حق استغلال اسمه ومظهره" يبقى نقطة خلاف كبيرة بينه وبين ناديه وتمنعه من تمديد عقده. فعلى سبيل المثال عندما يبيع مانشستر فانلة تحمل اسم بيكهام ورقمه فانه يريد نصف الربح، فيما يرى اداريو "اولد ترافورد" ان هذه الامور التجارية تخص النادي وحده ما دام اللاعب يتقاضى راتبه ومكافآته المتعلقة بنتائج الفريق على ارض الملعب، فالخلاف لا يزال شاسعاً بين الطرفين، والنادي عرض 90 الف جنيه كراتب اسبوعي، فيما يصر بيكهام على 120 الف جنيه في حال التنازل عن "حق استغلال صورته واسمه"، او قبول عرض النادي بالاضافة الى نصف مدخول حقوق استغلاله. وبما ان بيكهام لا يزال يعمل بحسب شروط العقد القديم، فان النادي طالبه بأخذ اذن رسمي قبل ان "يقص شعره او يغير تسريحته"، لانه تسبب بخسارة كبيرة في المنتوجات التي تحمل صوره، فهي تصبح قديمة كلما ابتدع تسريحة جديدة. وهو ظهر بأشكال مختلفة منها في ما لا يقل عن ست مناسبات خلال سنة واحدة. وتضمر نهائيات كأس العالم المقبلة كنزاً ثميناً لبيكهام، وكل ما عليه عمله هو المشاركة من دون مواقف محرجة تعكر صورته كالتي خاضها قبل اربع سنين في فرنسا وطرد من المباراة امام الارجنتين في الدور الثاني و"سوّد" سمعته لفترة طويلة. ويوضح مدير الاعمال التجارية لبيكهام جون هولمز بقوله: "اذا قدم بيكهام عرضاً مشرفاًَ في النهائيات يعزز فيه سمعته فانه سيجني الملايين من الجنيهات جراء تهافت شركات من الطراز الثقيل تبحث على مروج لمنتوجاتها من طراز نجم كبير مثل بيكهام". يذكر ان لبيكهام عقوداً تجارية مع "اديداس" للتجهيزات الرياضية، و"بيبسي" للمشروبات الغازية، و"بوليس" الايطالية للنظارات، و"رايج" لالعاب الكومبيوتر، و"بريلكريم" لتجميل الشعر، تدر عليه اكثر من 3 ملايين جنيه سنوياً. ويؤكد رئيس قسم الاعلانات في "اديداس" نك كرافز ارتفاع اسهم بيكهام بين الشركات الكبرى التي تبحث عن اكبر الاسماء، واوضح ميزة بيكهام عن غيره من اللاعبين بقوله: "الفرق بين بيكهام وراؤول وزين الدين زيدان ان الاول يستطيع تسويق اسمه ومظهره وصورته خارج نطاق كرة القدم وداخل بريطانيا وخارجها... فمعجبوه ليسوا من محبي اللعبة فقط وهم من الجنسين كما لا ننسى ان زوجته هي احدى عضوات فرقة سبايس غيرلز الشهيرة وهذا ما يجعله يتصدر قائمة المطلوبين للشركات الكبرى". وربما بيكهام ليس الوحيد الذي تفوق مداخيل "استغلال مظهره وصورته" ما يجنيه من لعبته، فالروسية آنا كورنيكوفا لا تزال عذراء من البطولات الا انها في مصاف الاكثر دخلاً بين نجمات سيدات كرة المضرب. والوصف "حق استغلال المظهر والصورة" اشتهر بين نجوم السينما والازياء ولم يظهر في عالم كرة القدم الا حديثاً، وتحديداً في انكلترا عام 1995 عندما ضم ارسنال النجم الهولندي دينس بيرغكامب من انتر ميلان الايطالي، وبسبب وجود سقف محدد لأجور اللاعبين لم يستطع النادي اللندني تعديه فاقترح نسبة عالية للنجم الهولندي من بيع المنتوجات التي تحمل اسمه وصوره عوضاً عن الفارق في الراتب.