اتهم المشتبه بهم في حادث خطف الصحافي الأميركي المغدور دانيال بيرل، الشرطة الباكستانية بإرغامهم على التوقيع على أوراق بيض تمهيداً لتلفيق اعترافاتهم، فيما افيد ان الادارة الاميركية تعتزم تكليف القضاء الاميركي توجيه اتهامات اليهم، وسط تقارير عن ان واشنطن كانت طالبت بتسليمها زعيمهم الشيخ عمر بتهمة خطف بريطانيين وأميركي في الهند. اتهم المشتبه بهم في قضية خطف الصحافي الأميركي دانيال بيرل، الشرطة الباكستانية بإرغامهم على التوقيع على أوراق بيض. ونفى المحققون هذه التهمة، فيما دعا القاضي في الجلسة المقفلة التي مثل امامها المتهمون امس، الى عدم انتزاع اي اعتراف او توقيع من دون محض ارادة المشتبه بهم. وكانت محاكمة المشتبه في تورطهم بخطف الصحافي الأميركي الذي قتله مجهولون لاحقاً، جرت في كراتشي امس، وسط اجراءات امنية مشددة. وأحضر المتهمون في سيارات مصفحة، وهو ما ذكّر بأجواء محاكمة رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف التي حظيت بتغطية اعلامية دولية كبيرة. وطالب المحققون بتمديد فترة احتجاز المتهمين لأسبوعين وذلك من اجل استكمال التحقيقات، وهو ما وافق عليه القاضي، على ان يمثل المتهمون مرة ثانية في الثاني عشر من الشهر المقبل. غير ان المراقبين الحقوقيين يرون ان المحاكمة طرحت أسئلة عدة اهمها تعريف وعقوبة جريمة ارسال تهديدات عبر الإنترنت والتي لم يتم تعريفها دولياً حتى الآن. ومعلوم ان المعتقلين متهمون بإرسال صورة بيرل وهو مقيد عبر الانترنت مع رسالة تهدد بقتله اذا لم يفرج عن المعتقلين الباكستانيين لدى القوات الاميركية. كما برزت عقدة ثانية هي احتمال مطالبة اميركا تسليمها المتهمين على اساس ان الجريمة طاولت أحد رعاياها، او تتقدم بريطانيا بطلب تسليمها "زعيم الخاطفين" الشيخ عمر باعتباره يحمل الجنسية البريطانية. وكانت نيودلهي طالبت اسلام آباد بتسليمها الشيخ عمر ضمن قائمة تضم عشرين مطلوباً باكستانياً وكشميرياً، متهمين بأعمال قتل في الهند أو في كشمير الخاضعة للسيادة الهندية. كما أعلن عدد من كبار المسؤولين الاميركيين اول من امس ان الولاياتالمتحدة كانت تريد تسليمها الشيخ عمر قبل اسبوعين على الاقل من خطف الصحافي الاميركي في باكستان، وذلك بتهمة تورطه عام 1994 بخطف ثلاثة بريطانيين وأميركي في الهند. كذلك ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" التي كان بيرل يعمل مراسلاً لها في باكستان ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش تعتزم تشكيل هيئة محلفين فيديرالية واسعة لتقوم بتوجيه اتهامات في قضية خطف بيرل وخطفه. ويرتبط مثل هذا الطلب، بحسب رأي واشنطن، بما سيقرره القضاء الباكستاني، كما اضافت الصحيفة التي اشارت من جهة اخرى الى عدم وجود معاهدة لتبادل تسليم المتهمين بين الولاياتالمتحدةوباكستان. على صعيد آخر، رفضت ارملة الصحافي الأميركي الحامل في شهورها الأخيرة الإدلاء بأي تصريحات صحافية حول المحاكمة أو حول محاولات السلطات الباكستانية العثور على جثة زوجها، اضافة الى البحث عن مشتبهين آخرين ومن بينهم شاب عربي، الأمر الذي نفى محامي الدفاع ان يكون قد طرح داخل المحكمة. ولم تستغرق جلسة المحاكمة اكثر من ربع ساعة، لكن يتوقع الكثير من المراقبين ان تكون محاكمة ماراثونية، وربما يستغلها المتهمون في الترويج لأفكارهم ومبادئهم خصوصاً بعدما نقل عن الشيخ عمر ان ثمة مخطط اوسع لضرب المصالح الأميركية في باكستان والقنصلية الأميركية في كراتشي. وتخشى الأوساط المالية في كراتشي العاصمة الاقتصادية لباكستان من امكان تراجع الاستثمارات الأجنبية في البلاد، خصوصاً أن طريقة قتل الصحافي الأميركي بقطع الرأس أرسلت اشارات قوية الى الأجانب المقيمين في باكستان. وعلى رأس هذه الإشارات ان اي اجنبي قد يكون مهدداً بالقتل وبالطريقة ذاتها. وكان رئيس غرفة التجارة الباكستانية في كراتشي توقع تراجع الاستثمارات الأجنبية في غضون الأشهر المقبلة، خصوصاً وقد ترافق ذلك مع مخاوف امنية باكستانية من ان تتعرض المصالح الأجنبية وخصوصاً الأميركية لهجمات ارهابية محتملة.