تحتضن تونس بدءاً من غد الى 10 آذار مارس المقبل فاعليات بطولة الأمير فيصل بن فهد العربية الثانية عشرة للأندية أبطال الكؤوس لكرة القدم، ويسعى الملعب التونسي الى التتويج بكأسها في عشائها الأخير اذ انها تقام هذه المرة في نسختها الاخيرة، بعد ان كان رفع درعها الأول عام 1989. وقد استثمرت رئاسة نادي "محلة باردو" ملايين الدولارات لحسن تنظيم هذا العرس العربي واستضافة اكثر من 350 مشاركاً من رياضيين وإداريين وإعلاميين، فضلاً عن مليون دولار لضم لاعبين محترفين في بداية الموسم في سعي محموم من اجل اعادة البسمة لأحباء "البقلاوة" التي غابت عن التتويجات المحلية منذ الاستقلال، واستعداد لمزاحمة كوكبة من المتنافسين ابرزها الهلال السعودي والجيش السوري في موسم تونسي طبعه الخيبات عربياً وقارياً، أندية ومنتخب. وفي الحقيقة لا شيء مضمونًا مسبقاً في هذه البطولة سوى الاستقبال الحسن والتقاليد العريقة التونسية في التنظيم، وكذلك النقل التلفزيوني المباشر والمجاني لكل الأقطار العربية، ولا مجال فيها للانسحابات او اعمال العنف والفوضى في بلد كل شيء فيه محسوب بالتدقيق وشعاره "ابتسم فأنت في تونس". ويتصدر الهلال السعودي فرق المجموعة الثانية التي تضم اليه الجيش السوري والشعب الإماراتي والسويحلي الليبي، في حين تضم المجموعة الاولى الملعب التونسي والرفاع الشرقي البحريني والسالمية الكويتي والأقصى الفلسطيني. ولا احد يعرف تحديداً لماذا أسقط الاتحاد العربي اقتراحه السابق الذي اعلنه في شباط فبراير 2001 في دمشق بأن يكون شعار البطولة "من اجل شهداء الأقصى، تكريماً لنضالات الشعب الفلسطيني وشهدائه الأبرار". وإذا كانت اللجنة المنظمة برئاسة القاضي محمد بنور وبالتشاور مع السلطات التونسية اختارت ملعب الشاذلي زويتن لمباريات البطولة، وهو الملعب الأعرق والأقدم في العاصمة التونسية، فإن الحفاوة التونسية خصصت افضل فنادق الضاحية المالية وأرقاها لإقامة الضيوف في سعي من اجل التعريف والترويج السياحي لبلد عانى الويلات منذ احداث 11 ايلول سبتمبر. ويجاهد من اجل تنويع قاعدته السياحية التي تدر عليه 2 بليون دولار في السنة. ويبدو ان الإعلام الرياضي سيكون اكثر حظاً في هذه الدورة الأخيرة، فإضافة الى النقل التلفزيوني المباشر والاقامة الإعلامية الفاخرة في فندق الخامسة بضاحية قمرت الساحرة، خصص الاتحاد العربي جوائز قيمتها10 آلاف دولار لأفضل مقال صحافي وأجمل صورة، كما ستشهد تونس على هامش البطولة تنظيم دورة تدريبية بالمعلقين الرياضيين العرب في مجال الإذاعة والتلفزيون وموضوعها "الإعلام الرياضي يبني ولا يهدم" ستجمع نخبة من الخبراء والعاملين في مجال الإعلام الرياضي، في سعي من اجل تمديد المسافة ما بين الإثارة كجزء من الوظيفة الإعلامية والسمو بها عن دواعي الشحن المحملة بمعاني التباغض والكراهية وقوة العنف والفوضى. وكشف الامين العام للاتحاد العربي عثمان السعد عن ان هناك مفاجأة كبيرة يعدها الامير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد العربي متمثلة في رفع قيمة الجائزة الاولى للفريق البطل بعد دمج بطولتي الدوري والكأس من 00 2 الى 250 الف دولار، وايضاً سترفع جوائز المركزين الثاني والثالث. وحول اسباب دمج البطولتين، قال السعد ان البطولة الجديدة وليدة فكر الامير سلطان بن فهد الذي كان ولا يزال حريصاً كل الحرص على الشعار الذي رفعه امير الشباب الراحل فيصل بن فهد وهو ان البطولات العربية وجدت لتبقى ولتتطور، والدمج هو جزء من التطوير خصوصاً ان الاندية العربية تعاني من ايجاد مساحات زمنية للمشاركة في اكثر من بطولة عربية وقارية. وعن كأس العرب المقررة في نيسان ابريل المقبل في الكويت، اكد السعد ان الاستعدادات لها قد اكتملت "لكن الباب لا يزال مفتوحاً لمن يرغب في الاشتراك حتى من سبق وان اعتذر مثل مصر". من جانبه، اكد مدير البطولة محمد بنور انه اتخذت كافة الاجراءات من اجل تأمين نجاح البطولة. وان اللجنة الطبية اتخذت جميع التدابير الضرورية لتأمين تغطية طبية متميزة والحفاظ على سلامة اللاعبين. واوضح عضو اللجنة الاعلامية في الاتحاد العربي لكرة القدم عمر غويلة ان هناك مركزين اعلاميين تتوافر فيهما كل المتطلبات الضرورية "واحد في الملعب والثاني في فندق الاعلاميين".