دعت اليابان إسرائيل إلى وقف قصف منشآت السلطة الفلسطينية، لأنه يؤدي إلى تدهور الأوضاع الأمنية، وطالبتها اتخاذ خطوات بناءة، ومتابعة الاتصالات مع الفلسطينيين. وأصدر الناطق باسم الخارجية اليابانية بياناً أعرب فيه عن قلق بلاده "الشديد من تفاقم دوامة العنف بين الجانبين"، وحض أيضاً السلطة الفلسطينية "على قمع المتطرفين". وجمدت طوكيو دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون لزيارتها. ولوحظ أن البيان خلا من عبارة الإرهابيين التي تضمنتها بيانات سابقة لوصف الفلسطينيين الذين ينفذون عمليات انتحارية. مما يشير إلى تحول في الموقف الياباني تجاه تفهم معاناة الشعب الفلسطيني الناجمة عن القصف الإسرائيلي. وهذا ما أكده مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية في تصريح إلى "الحياة" حين قال إن طوكيو قدمت احتجاجات إلى إسرائيل على قصف المنشآت المدنية الفلسطينية مثل محطة التلفزيون التي بنيت بمساعدات يابانية. وحَذّرَ من احتمال وقف المساعدات "لأن العنف يعرقل تسليمها". وبلغت المساعدات التي قدمتها أو تعهدت بها اليابان للفلسطينيين خلال 1993-2000، 604 ملايين دولار. وتشمل 2.394 مليون دولار مساعدات من خلال المنظمات الدولية، و4.192 مليون دولار مساعدات مباشرة، و18 مليون دولار منحاً. أما في عام 2001 فبلغت المساعدات 4.16 مليون دولار. وكانت تقارير أشارت إلى إحتمال ضغط اسرائيلي على أميركا كي تطلب من اليابان تجميد هذه المساعدات. وأضاف المسؤول: "ما زلنا نريد مساعدة الفلسطينيين لكن المشكلة في قطاع المساعدات الثنائية المباشرة التي توقفت نتيجة العنف الذي يؤثر سلبياً في ما نقدمه من خلال المنظمات الدولية". وزاد: "نريد استئنافها بأسرع وقت ممكن وآمل أن يتحسن الوضع هناك. ونحن مستعدون لذلك فلدينا موازنة للفلسطينيين، وهناك دوائر يابانية مثل جايكا تنتظر الفرصة لإرسال المساعدات". وكشف المسؤول أن اليابان جَمَّدَت دعوةً لشارون لزيارتها قَدمتها إليه أحزاب التحالف الشهر الماضي. وأكد أن اليابان لا زالت تعترف برئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، وكانت وجهت إليه دعوة لزيارة طوكيو، لكن "من الواضح أنه غير قادر على المغادرة حالياً".