دعا رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس امس الى احراز تقدم في خارطة الطريق - خطة السلام الدولية لتسوية النزاع بين الاسرائيليين والفلسطينيين -وذلك غداة تعهد اليابان بتقديم مساعدة بقيمة مئة مليون دولار لمرحلة ما بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة. وقال عباس الذي وصل الى الصين في ختام زيارته الى اليابان «المهم هو ان نطبق الوعود التي قطعت بموجب خارطة الطريق بما يشمل الانسحاب من قطاع غزة وبنود اخرى». واضاف «حين نتوصل الى السلام في الشرق الاوسط ستكون اسرائيل قادرة على تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الدول العربية». وكان رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي اعلن الاثنين ان اليابان ستقدم مئة مليون دولار لدعم الفلسطينيين بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة. وابلغ وزير الخارجية الياباني نوبوتاكا ماشيمورا امس عباس بان المساعدة ستتوفر خلال السنة المالية الحالية التي تنتهي في اذار (مارس) المقبل كما افاد المتحدث باسم الخارجية اليابانية هاتسوهيسا تاكاشيما. واضاف تاكاشيما ان «الطرفين اتفقا على عقد اجتماع بين وزيري الخارجية خلال الصيف او الخريف لجدولة المساعدة». ومن المتوقع ان تنسحب اسرائيل في منتصف اب (اغسطس) من قطاع غزة، في قرار اعتبره رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الاصعب في حياته. لكن بعض اعضاء حكومة شارون قالوا انهم قد يعيدون النظر في الانسحاب اذا حققت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) تقدما في انتخابات تموز (يوليو) التشريعية. وقال عباس «لقد اجرينا محادثات مع (حماس) وقوى اخرى، ووضعنا نظاما يمكن فيه لهذه المنظمات المشاركة في العملية السياسية». واضاف «سنحقق هذه المبادىء الديموقراطية مع مواصلتنا الاصلاحات الادارية». لكنه قال ان الامر سيستغرق بعض الوقت قبل فرض سيطرة امنية فلسطينية كاملة في الاراضي الفلسطينية. وتابع «سيتطلب الامر مساعدة دولية اضافية ووقتا». وقال انه سيطلب من واشنطن تقديم مساعدة اقتصادية وسياسية مباشرة اكثر بدلا من المساعدة عبر منظمات غير حكومية وذلك حين يزور الولاياتالمتحدة قريبا. يشار الى ان الولاياتالمتحدة هي احد اطراف اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط مع الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا، التي اطلقت خارطة الطريق عام 2003 بهدف انهاء نحو خمس سنوات من العنف وتنص على اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. وقال عباس ان «خارطة الطريق تنص على اقامة دولة فلسطينية قادرة على اجراء محادثات مع اسرائيل» على اساس متساو مضيفا «اريد ان اطلب المساعدة الاميركية بما يشمل الاجراءات الامنية». يشار الى ان اليابان كانت ابرز الجهات المانحة لعملية السلام في الشرق الاوسط وقد خصصت 860 مليون دولار في مساعدات التنمية للفلسطينيين منذ اتفاقات اوسلو حول الحكم الذاتي عام 1993. وقال مسؤول في وزارة الخارجية اليابانية ان عباس عرض خلال لقائه امس الثلاثاء وزير الخارجية تقديم الدعم لمساعي اليابان في الحصول على مقعد دائم في مجلس الامن الدولي. واضاف عباس انه ابلغ كويزومي بان الفلسطينيين يريدون ان تلعب اليابان دورا سياسيا اكبر في الشؤون الدولية. يشار الى ان اليابان تحاول الحفاظ على علاقات جيدة في الشرق الاوسط وتعتمد الى حد كبير على نفط المنطقة في اقتصادها، الذي يعتبر الثاني في العالم.