طوكيو، سيول - أ ف ب، رويترز، أ ب - وصل الرئيس الاميركي جورج بوش امس الى كوريا الجنوبية بعد مغادرته طوكيو في زيارة تتخذ اهمية خاصة بسبب تصريحاته عن "محور الشر" المؤلف بحسب قوله من كوريا الشمالية وايران والعراق. وأقلعت الطائرة الرئاسية "اير فورس وان" التي تقل الرئيس وزوجته لورا بوش من مطار طوكيو - هانيدا في ختام زيارة الى اليابان بدأها الاحد الماضي. وكان وزير الخارجية الكوري الجنوبي شوا سونغ هونغ في استقبال الرئيس بوش وزوجته لورا، بعد نشر أعداد كبيرة من قوات الامن حول القاعدة العسكرية في سيول. ومن المتوقع ان تركز هذه الزيارة التي تكتسي طابعاً مهماً، على مسألة العلاقات مع كوريا الشمالية. وسيجري الرئيس الاميركي محادثات حساسة جداً مع رئيس كوريا الجنوبية كيم داي جونغ الذي جعل من تطبيع العلاقات مع جارته الشمالية حجر الزاوية في سياسته. كذلك سيلقي بوش خطاباً يطلب فيه من النظام الستاليني في بيونغ يانغ القيام ببادرة من اجل السلام. وقال مسؤولون في كوريا الجنوبية انهم يأملون ان تمهد الزيارة الطريق امام إجراء محادثات بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية لإزالة الشكوك حول برامج بيونغ يانغ النووية والصاروخية . وقالت بارك سون سوك الناطقة باسم الرئاسة: "اعتقد ان الشعب الكوري سيرحب بالرئيس بوش بحرارة وأتمنى ان تمنح هذه الزيارة شعبنا فرصة الشعور بالقرب من الرئيس بوش وفهمه بصورة افضل". الا ان بعض الكوريين الذين اجريت معهم مقابلات لا يوافقون على ذلك. فأتت الزيارة في اجواء توتر بعد تظاهرات في الايام الاخيرة لدعاة السلام المعارضين لتشديد لهجة الولاياتالمتحدة تجاه كوريا الشمالية، وهي تظاهرات معادية للسياسة الاميركية في العاصمة الكورية الجنوبية، ما دفع السلطات الى نشر 17 الف شرطي من جهاز مكافحة الشغب تحسباً لأية حوادث. وتتابعت التظاهرات الصاخبة في سيول ومناطق أخرى احتجاجاً على زيارة بوش، وأحرقت الأعلام الاميركية ووقعت اشتباكات مع القوى الامنية التي اعتقلت نحو 14 شخصاً. وقال باي سونغ هون 28 عاماً الذي يعمل في شركة شحن: "انه فقط يحاول بيعنا المزيد من الاسلحة الاميركية بأن يجعل من الشمال عدواً لنا". وقدمت الجماعات اليسارية التي احتشدت في سيول امس قائمة من الشكاوى لبوش تتضمن وجود القوات الاميركية وخطة الدفاع الصاروخي وفظائع اميركية مزعومة خلال الحرب الكورية ومعاهدة استثمار اميركية كورية يجري التفاوض في شأنها. ولكن بوش لم ير شيئاً من هذه التظاهرات، واكتفى بمصافحة عائلات الجنود الاميركيين الذين تهافتوا لإلقاء التحية عليه والحصول على توقيعه. ويتوجه الرئيسان اليوم الى مركز المراقبة في جبل دورا في المنطقة المنزوعة السلاح التي تقسم شبه الجزيرة الكورية منذ حرب 1953. وفي وقت سابق، وصف بوش المنطقة المنزوعة السلاح بأنها من "المناطق الأكثر خطراً في العالم"، وذلك قبل ثلاثة اسابيع في اثناء خطابه حول حال الاتحاد الذي اتهم فيه كوريا الشمالية وايران والعراق بأنها تشكل "محور الشر" الداعم للارهاب وصنع اسلحة الدمار الشامل. وتضاعفت ايضاً المراقبة في المنطقة المنزوعة السلاح، خصوصاً بواسطة طائرات تجسس اميركية ولكن لم يسجل حتى الآن اي تحرك مشبوه من الجانب الكوري الشمالي. طوكيو وفي طوكيو، عرض بوش رؤيته حول الاهمية الاستراتيجية لمنطقة المحيط الهادئ في السياسة الخارجية الاميركية، في خطاب ألقاه صباح امس امام مجلس النواب، قبل مغادرته اليابان. ثم التقى وزوجته لورا الامبراطور اكيهيتو والامبراطورة ميشيكو، وتناول الجميع الفطور في احد صالونات القصر الامبراطوري. وتركزت محادثاته في طوكيو على المشكلات الاقتصادية الكبيرة التي تمر بها اليابان، خصوصاً ديون المصارف الهائلة، لكن بوش جدد في خطابه امام البرلمان تشجيعه ودعمه لرئيس الوزراء جونيشيرو كويزومي. وقال ان "اليابان لديها بعض المؤسسات الاكثر قدرة على المنافسة والعاملين الاكثر علماً واندفاعاً في العالم. ان اليابان هي على طريق الاصلاحات بفضل صديقي كويزومي.انه زعيم يجسد دينامية بلاده وعزمها". وشكر الرئيس الاميركي ايضاً اليابان لدعمها منذ اعتداءات 11 ايلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة، وتبنيها تشريعاً جديداً يجيز ارسال سفن حربية يابانية الى المحيط الهندي كدعم لوجستي للعمليات في افغانستان. وقال بوش في هذا السياق: "ان ردكم على التهديد الارهابي اظهر قوة تحالفنا ودور اليابان الاساس، دور عالمي يبدأ في آسيا". ثم وسع بوش بعد ذلك خطابه ورؤيته ليلفت الى ان طوكيووواشنطن متفقتان على اعتبار ان منطقة آسيا - المحيط الهادئ يجب ان تكون "شراكة بين امم حرة". وأعلن بوش ايضاً ان واشنطن "ستستمر في اظهار القوة الاميركية وتصميمها في دعم الفيليبين واستراليا وتايلاند"، و"سنوقف الاعتداء على جمهورية كوريا الجنوبية وستفي اميركا بوعودها تجاه شعب تايوان". وبعد كوريا الجنوبية سيزور بوش الخميس والجمعة الصين حيث سيجري محادثات مع الرئيس جيانغ زيمين تتناول التنمية الاقتصادية وحقوق الانسان وربما الخليفة المعين هو جينتاو.