عاد التوازن الى اسعار خام القياس "برنت" في بورصة النفط الدولية في لندن وانخفضت الى حدود 18.75 دولار من 19.45 دولار للبرميل بعدما حذر وزير الطاقة القطري عبدالله العطية، في مؤتمر للطاقة يعقد في الجزائر، "انه اذا اغرق اي مصدر كبير للنفط الاسواق بالخام او منتجاته ستوقف اوبك العمل بخفوضات الانتاج في آذار مارس المقبل". وكان توقف انتاج النفط من حقل الروضتين في الكويت، ليل الخميس - الجمعة، اثر حريق اودى بحياة 4 عمال واصابة اكثر من عشرين بجروح خطيرة أدى الى رفع اسعار الخام في الاسواق الدولية بنحو 75 سنتاً للبرميل والى رفع اسعار اسهم شركات النفط في بورصة لندن نتيجة توقع غياب ما يصل الى نحو 250 الف برميل من الانتاج الكويتي البالغ 1.741 مليون برميل يومياً وفق حصص الانتاج في "اوبك". لندن، الجزائر، الكويت - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - قال وزير النفط الكويتي عادل الصبيح امس الجمعة: "ان الانفجار، الذي وقع في مركز تجميع النفط شمال البلاد سيؤثر في حجم الانتاج في مراكز التجميع الاخرى لكن الكويت قادرة على تعويض الفارق في غضون ايام". واشار الى ان بلاده "تحتاج الى ايام لتعويض الاسواق الدولية بنفط بديل لتأثر الانتاج بالانفجار الذي وقع مساء الخميس في المنطقة الشمالية القريبة من حدود العراق التي تنتج 450 الف برميل يومياً. واعترف الوزير "ان الانفجار الحق اضراراً بمنشآت نفطية كبرى وسيؤثر في انتاج مراكز التجميع الاخرى لانها ترتبط ببعضها بعضاً". واعلنت السلطات الامنية المختصة بدء تحقيقات في الانفجار الذي نجم على ما يبدو عن تسرب كميات من النفط والغاز من انبوب في مركز تجميع النفط الخام التابع لشركة نفط الكويت حكومية في منطقة الروضتين التي تبعد نحو 50 كلم عن الحدود مع العراق. واستبعد الوزير الصبيح اي عمل تخريبي مؤكداً ان بلاده ستؤمن بسرعة كمية بديلة من النفط لسد النقص الناجم عن توقف انتاج ابار الروضتين الذي يشكل 16 في المئة من مجمل الانتاج النفطي الكويتي. وقال: "لا توجد حتى الان أدلة على عمل تخريبي"، وأعلن لاحقاً للتلفزيون الكويتي "ان النقص في الانتاج سيُعوض عبر زيادة انتاج حقول نفطية اخرى وان الحقل سيُوقف انشطته لفترة ما الى ان تتم معرفة اسباب الحادث وتنتهي عمليات التصليح". واوضح ان قدرة مركز التجميع في حقل الروضتين تبلغ 280 الف برميل يومياً لكن قدرات الانتاج في المنطقة الشمالية تصل الى نحو 450 الف برميل يومياً اي نحو 26 في المئة من الانتاج الكويتي. واعترف الوزير بعد زيارة موقع الحادث ان الحريق تسبب بخسائر جسيمة وقال: "من المبكر جداً تقدير حجم هذه الخسائر". وروى جريح هندي للصحافيين من سريره في المستشفى كيف نجا من الحريق وقال "كنت في مركز المراقبة وكسرنا الزجاج لكي نتمكن من الهرب". وذكر خبراء نفطيون انه تم رصد تسرب كمية كبيرة من النفط قبل ساعة من الانفجار الذي تسبب بالدمار في محيط مساحته البالغة 800 متر مربع. واشاروا الى انه تم اجلاء جميع العاملين في "شركة نفط الكويت" في المنطقة اثر الانفجار. وفي حزيران يونيو عام 2000، قُتل سبعة اشخاص واصيب 50 آخرون بجروح في انفجار في مصفاة الاحمدي، المصفاة الرئيسية في الكويت التي تبعد 40 كلم جنوب العاصمة، ونجم الانفجار عن تسرب كمية من الغاز. وادى الحادث الى اغلاق المصفاة التي تبلغ طاقتها 450 الف برميل يومياً اي نصف طاقات التكرير في الكويت لاسابيع عدة. والكويت ثامن أكبر مصدر للنفط في العالم وتضخ الآن اقل بكثير من طاقتها الانتاجية بعد قرارات "اوبك" خفض انتاج النفط لدعم الاسعار. وتقدر طاقتها الانتاجية بنحو 2.6 مليون برميل يومياً. ويأتي الجانب الاكبر من انتاجها من الحقول الجنوبية. العطية في الجزائر قال الوزير القطري عبدالله العطية انه اذا اغرق اي مصدر كبير للنفط الاسواق الدولية بالنفط الخام او منتجاته فان "اوبك" ستوقف العمل بخفوضات الانتاج في آذار المقبل. ونفذت اوبك خفضها الرابع على التوالي للانتاج الشهر الماضي في اطار اتفاق هش مع منتجين منافسين منهم روسيا والمكسيك والنروج. وقال العطية للصحافيين في منتدى للدول المصدرة للغاز في الجزائر: "اذا حدث ذلك ستنهار السوق وستكون كارثة على الجميع". وعما اذا كانت "اوبك" ستعلق الخفض في آذار اذا حدث ذلك قال: "نعم". وقالت روسيا، ثاني اكبر مصدر للنفط بعد السعودية، انها تعتزم زيادة صادراتها من منتجات النفط لتخفف وفرة في المعروض في سوقها المحلية على رغم اتفاقها مع "اوبك". وخفضت روسيا الاسبوع الجاري الى النصف رسوم تصدير المازوت كما خفضت الى النصف التعريفات على تصدير منتجات اخرى في وقت سابق هذا الشهر. وقال العطية: "يتعين على المنتجين احترام الاتفاق بخفض الانتاج مضيفاً انه على ثقة ان جميع المشاركين سيفعلون ذلك". واضاف: "اذا لم يُحترم الاتفاق لن يصبح قائماً". واشار الى ان "اوبك" ستبحث في اجتماعها في آذار مدى التزام الخفوضات وانه ينصح الجميع باحترام الاتفاق. ومن المقرر ان يجتمع وزراء نفط الدول الاعضاء في "اوبك" في 15 آذار. وقال العطية ان قطر تعتبر سعر برميل بين 20 و22 دولاراً للبرميل مستوى مستهدفاً ملائماً لسلة خامات "اوبك" على رغم ان الهدف الرئيسي في الوقت الراهن هو استقرار السوق بعد انخفاضاته الحادة نهاية العام الماضي.