تستضيف القاهرة في 4 شباط فبراير الجاري المؤتمر الاقليمي ال22 لتنمية افريقيا الذي تنظمه منظمة الاغذية والزراعة فاو التابعة للامم المتحدة، بالتعاون مع المكتب الاقليمي للمنظمة في افريقيا ويستمر خمسة أيام. وقالت مصادر المنظمة في القاهرة ل "الحياة" ان المؤتمر سيبحث في المواضيع التي تهم التنمية الزراعية في القارة، خصوصاً موارد الأراضي والمياه. وأشارت الى ان المياه في افريقيا أصبحت "مورداً نادراً" نتيجة التغييرات السلبية في الظروف البيئية عموماً، وأكدت أهمية مناقشة السياسات المرتبطة بتنمية موارد المياه واستخدامها وإدارتها للمساهمة في الجهود المشتركة لتعزيز الأمن الغذائي وتخفيف وطأة الفقر. وأضافت انه من اجل تحقيق هذا الهدف، فانه يتعين درس القضايا الفنية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية والمؤسسية التي تؤثر على تنمية الاراضي والمياه واستخدامها وادارتها، بغية توفير البيانات ذات الصلة التي تساعد صانعي السياسات على وضع "استراتيجية سليمة" في مجال الاراضي والمياه. وأشارت المصادر الى أن من بين المواضيع التي سيناقشها المؤتمر مشكلة انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة "الايدز" ومدى تأثيرها على الانتاج الزراعي في افريقيا، بالاضافة الى البحث في مسائل الزراعة والامن الغذائي في القارة والبلدان الافريقية الجزرية الصغيرة. وقالت ان فيروس "الايدز" الذي كان يعتقد أنه مشكلة حضرية في الاساس، بات الآن خطراً يهدد حياة ومعيشة الملايين من أهل الريف في العالم النامي، حيث ان معدلات انتشاره تبدو في ارتفاع سريع بين سكان الارياف. ويؤثر الوباء بصورة رئيسية على فئات البالغين والقطاعات الاقتصادية مثل الزراعة والنقل والتعدين. وقد ألحق خسائر فادحة في الايدي العاملة الزراعية تمثلت في موت سبعة ملايين من العمال الزراعيين في افريقيا جنوب الصحراء الكبرى. كما يتوقع ان يقضي على 20 مليون آخرين على الاقل قبل سنة 2020. ولفتت الى أن مرض الايدز بالاضافة الى أثره على الايدي العاملة الزراعية، يضر بالانتاجية الزراعية بسبب اضطرار الأسر الى بيع أصولها الانتاجية من اجل رعاية المرضى، مما يهدد إمكانات التنمية طويلة الامد، اذ اصبح الايدز تبعاً لذلك خطراً يهدد الأمن الغذائي والتنمية الريفية معاً. وقالت ان الايدز أبعد عن أن يكون مجرد قضية صحية فقط بل مشكلة تنمية "ينبغي أن تعنى بها الاطراف الفاعلة بصورة نشطة"، قبل ان تتصدى لها وزارات الزراعة والتنمية الريفية. ومن بين المواضيع الاخرى المطروحة، كيفية تنمية مصايد الاسماك في الألفية الثالثة والتحديات التي تواجهها، خصوصاً وان المؤتمر الاقليمي ال21 لافريقيا أقر بالأهمية الاجتماعية والاقتصادية لمصايد الاسماك وتربية الاحياء المائية ومساهمتها في الأمن الغذائي. غير أن تنميتها تواجه عقبات ضآلة الاستثمارات من القطاعين العام والخاص وعدم كفاءة الأبحاث والسياسات غير الفعالة. وكان المؤتمر أقر عام 1996 ضرورة وضع سياسات لمعالجة الاهتمامات الحيوية المتمثلة في الارشاد والأبحاث وصيانة البيئة التحتية، بما في ذلك تصفية المرافق الخدمات الزائدة عن الحاجة وتشجيع الاستثمارات الخاصة في الوقت نفسه. وطالب بضرورة ان تقدم منظمة الاغذية والزراعة المساعدة للحكومات في صوغ سياسات فعالة وتبسيط دعم القطاع العام وتعزيز زيادة الانتاج. وفي ما يتعلق بالتحدي الذي يواجه البلدان الافريقية في الالفية الثالثة، أوضحت المصادر أنه يتمثل في كيفية وضع السياسات الضرورية وتوجيه التغييرات المؤسسية لاحياء القطاع الخاص، مع تهيئة المناخ لكي يعمل بفاعلية في ظل تناقص الدعم الحكومي والأولويات الاقتصادية الكلية الناشئة. ومن المواضيع التي ستتم مناقشتها ايضاً، وضع خطة عمل المنظمة في شأن المساواة بين الجنسين. وأوضحت المصادر أنه بما ان هذه الخطة متوسطة الاجل وجامعة للمنظمة ككل، فإن المؤتمر الاقليمي 2002 هو الأنسب لاستطلاع مساهمة البلدان الاعضاء في تنفيذ الخطة على المستوى الاقليمي، خصوصاً في ما يتعلق بالنشاطات الرئيسية، مثل البرنامج الخاص للأمن الغذائي والتعدادات الاحصائية الزراعية وغيرها. وقالت ان المسائل الاخرى المطروحة على المؤتمر مسألة التنمية الريفية المستدامة والامن الغذائي وسبل تنمية المناطق الجبلية في افريقيا. واختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2002 العام الدولي للجبال، بغرض زيادة الوعي الدولي بالأهمية العالمية للنظم الايكولوجية الجبلية، الامر الذي يمثل للبلدان الافريقية "تحدياً كبيراً وفرصة عظيمة" في آن لكي تضع مسألة تنمية الجبال في صدارة برامج عملها القطرية واتخاذ اجراءات عملية لضمان التزام سياسي ومؤسسي ومالي وافٍ بالتنمية المستدامة في هذه المناطق. ووصفت المصادر اختيار منظمة "فاو" كوكالة رائدة ضمن إطار منظومة الأممالمتحدة خلال 2002 وعقد المؤتمر الاقليمي في السنة نفسها بأنه "علامة فارقة" في تنمية القارة، موضحةً أن افريقيا اختيرت للمرة الاولى لاستضافة مؤتمر قمة الارض 2002 الذي سيجري فيه تقويم تأثيرات جدول اعمال القرن ال21، حيث ان التنمية المستدامة للجبال تشكل الفصل الثالث عشر منه. وأوضحت المصادر أن المؤتمر الاقليمي ال22 يمثل لافريقيا منتدى مثالياً ستتمكن من خلاله درس مجموعة واسعة من القضايا المرتبطة بتنمية الجبال بغرض تعزيز التنمية العامة وأوضاع الأمن الغذائي للملايين من قاطني الجبال والمرتفعات في القارة.