دعا المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) جاك ضيوف، إلى «الالتفات سريعاً إلى متطلّبات الأمن الغذائي في أفريقيا»، لافتاً في افتتاح الجلسة الوزارية للدورة 26 لمؤتمر المنظمة الإقليمي لأفريقيا في العاصمة الأنغولية لواندا، إلى «ما يزيد على 265 مليون نسمة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مصابون بسوء التغذية و30 في المئة من سكانها يعانون من الجوع». ولاحظ ضيوف أن الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة، على رغم آثارها السلبية، وَضَعت الأمن الغذائي والزراعة في صُلب السياسات الإنمائيّة والبرامج الوطنية والمحلية، ما يسمح لنا بالتطلّع إلى العقد المقبل بتفاؤلٍ أكبر». ورأى أن «هذا الترتيب الجديد للأولويّات «يتيح الفرصة لدعم المُنتجين الصغار وتدعيم أركان الزراعة الأُسَريّة». وأوضح بيان ل «فاو»، أن قطاع الزراعة في أفريقيا «يواجه معوقات تتمثل في نقص إمكانات الحصول على الموارد المائية والمدخلات الحديثة، ورداءة البُنية التحتية الريفية». وأكد ضرورة «تحقيق مستويات نمو مرتفعة جداً في العقود الأربعة المقبلة، لضمان استدامة الإنتاج وبلوغ الأمن الغذائي، عِلماً أن القارة نجحت في تحقيق قصص نجاح رئيسة تُحتذى في السنوات الأخيرة». وأعلن ضيوف أن أفريقيا «تملك موارد غنية من الأراضي الصالحة للزراعة والمياه والقوة العاملة، لذا يُمكنها من خلال انتهاج سياساتٍ ملائمة لحاجاتها، أن تزيد إنتاجها الزراعي وتُعزِّز مستويات الأمن الغذائي والدخل لدى بُلدانها». وأشار إلى أن القارة «أنتجت 152.3 مليون طنّ من الحبوب عام 2008 ، بزيادة 12 في المئة عن 2007 ، فيما ترجح توقّعات عام 2009 وهي قيد الإعداد إمكان وصول الإنتاج الأفريقي من الحبوب إلى 160 مليون طن»ّ. وعزا ضيوف السبب الرئيس للجوع وسوء التغذية في القارة، إلى «نقص الاستثمار في الزراعة»، ولفت إلى أن «أقلّ من تسعة بلدان أفريقيّة اقتطع 10 في المئة حداً أدنى من الموازنات الوطنية للزراعة، تجاوباً مع التعهّدات التي قطعها رؤساء الدول والحكومات خلال قمّة مابوتو التي عقدها الاتّحاد الإفريقي عام 2003». وأعلن أن حِصّة المساعدة الإنمائية الرسمية المخصَّصة للزراعة التي تقدمها الدول الغنية إلى البُلدان النامية «تراجعت من 19 في المئة عام 1980 إلى خمسة». لكن ضيوف، مقتنع بأن «الإرادة السياسية والحَوكَمة الجيّدة تتيح لإفريقيا القُدرة على تنمية قطاعها الزراعي بما يكفي لتلبية حاجات سكّانها».