تكثر العوائق التي تمنع الدول العربية من الافادة الشاملة من التقنيات الرقمية، ويتوقع ان تعاني هذه الدول مخاطر "الانزواء" الرقمي، في حال استمرت في الاهتمام المركز بأنشطة الانتاج السلعي والخدمات. فسكان الدول العربية الذين يتجاوز عددهم 280 مليون نسمة، ينتجون حالياً ما قيمته نحو 600 مليار دولار من السلع والخدمات، في مقابل اغفال قطاع تقنية المعلومات والاتصالات. وبحسب الاحصاءات لن يتجاوز انتشار الانترنت في هذه الدول معدل الأربعة في المئة حتى نهاية عام 2005، في مقابل 72 في المئة للدول المتقدمة اقتصادياً. مع العلم ان قيمة نشاط الأعمال الالكترونية المتوقعة لهذا العام تصل الى 7 تريليون دولار. تتمثل أعراض الفجوة الرقمية في العالم العربي في عدم وجود البنية التحتية اللازمة للاتصال والمعلومات، في شكل أساس. فما زالت الكثافة الهاتفية في حدود السبعة خطوط لكل مئة من السكان، علماً ان هذا القطاع يستقطب استثمارات بنحو 2 مليار دولار سنوياً. وتشكل اللغة أيضاً عائقاً اضافياً أمام استخدام الانترنت في هذه الدول. ولا تشكل المواقع العربية أكثر من 6 في الألف من مواقع الانترنت في العالم. غير ان الاستناد الى اللغة كحجة لتبرير التأخر يفقد جدواه أمام الجهود التي تقدمها اللغات الأخرى لإثبات وجودها. فعلى رغم التسليم بسيطرة اللغة الانكليزية على الانترنت من حيث المحتوى نحو 47.5 في المئة، تحصّل اللغات الأخرى حصتها من المشاركة، إذ تبلغ حصة اللغة الكورية 4.4 في المئة والايطالية 3.1 في المئة والبرتغالية 2.5 في المئة. وهذه لغات يقل عدد متحدثيها عن متحدثي اللغة العربية الذين يتجاوز عددهم 280 مليوناً، اضافة الى عشرات الملايين في أنحاء العالم الإسلامي. أما عدد مستخدمي الانترنت في العالم العربي فيقدر بنحو 3.5 مليون شخص. وذلك طبقاً لاحصاءات موقع "عجيب"، التابع لشركة "صخر" الرائدة في مجال المعلوماتية في الوطن العربي. ولكن من المتوقع ان يصبح عدد المستخدمين نحو 12 مليوناً مع نهاية هذا العام، أي بنسبة انتشار تبلغ نحو 4.3 في المئة. من جهة أخرى، يعتبر انتشار أجهزة الكومبيوتر الشخصية قاصراً أيضاً في المنطقة العربية 15 في المئة، مقارنة بالدول المتقدمة تقنياً مثل غرب أوروبا 50 في المئة والولايات المتحدة الأميركية 70 في المئة. ويتطلب تخطي معظم هذه العوائق توحيد الجهود العربية في مجال تشجيع الاستثمار في تقنية المعلومات في البلاد العربية وتفعيله.