واصلت الولاياتالمتحدة حملتها على العراق معتبرة ان الوضع الراهن فيه غير مقبول، رغم تأكيدها انها لا تخطط لهجوم عسكري وشيك على بغداد. في هذا الوقت نفت طهران معلومات عن وجود أيمن الظواهري لديها، لكنها نقلت الى دول اوروبية وعربية معلومات عن رعاياها المعتقلين لديها للاشتباه في انتمائهم الى تنظيم "القاعدة" في محاولة لتجنب تسليمهم الى الولاياتالمتحدة. وقالت مستشارة البيت الابيض لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس رداً على اسئلة شبكة "سي بي اس" التلفزيونية الاميركية من طوكيو التي بدأ الرئيس جورج بوش زيارة لها امس: "يمكنني ان اؤكد لكم ان الرئيس لم يتخذ اي قرار باللجوء الى القوة ضد العراق". لكنها اضافت ان بوش "اعلن بوضوح ان الرئيس العراقي صدام حسين كان يطرح مشكلة قبل 11 ايلول سبتمبر ولا يزال". وذكّرت رايس بأن صدام حسين "هاجم جيرانه مرتين وهاجم شعبه بالغازات السامة". وتابعت "انه نظام سيئ جداً وسيكون العالم افضل حالاً واكثر أماناً اذا لم يعد موجوداً". وفي طهران استدعت الخارجية الايرانية سفراء أوروبيين لابلاغهم بأسماء رعايا دولهم المعتقلين لديها والمرجح انتماؤهم الى تنظيم "القاعدة"، وهم من جنسيات مختلفة بينها الفرنسية والبريطانية والاسبانية والبلجيكية وغيرها، وذلك للالتفاف على ضغوط لتسليمهم الى الولاياتالمتحدة. وفي الوقت نفسه، أبلغت طهران سفارات عربية ينتمي إليها عدد كبير من المعتقلين بأسماء هؤلاء وارقام جوازات سفرهم، وهو ما أكدته ل"الحياة" مصادر إيرانية مطلعة، أوضحت أن هناك عدداً كبيراً من النساء والاطفال بين المعتقلين ويشكلون عوائل لأشخاص يشتبه في أنهم على علاقة ب"القاعدة". لكن السلطات الايرانية نفت إشاعات عن اعتقالها أيمن الظواهري. وفي غضون ذلك، دعا رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار الدول الاوروبية الى البحث مع الولاياتالمتحدة في الرؤية الجديدة لسياستها الخارجية، معتبراً أن على الاوروبيين والاميركيين الشماليين أن يقرروا مصير تحالفهم "في هذه اللحظة التاريخية". وحذّر من أنه ينبغي على دول الاتحاد الاوروبي أن تقرر الان ما إذا كانت تريد فعلاً الاضطلاع بمسؤولية أمنها وضمن أي حدود، مشيراً الى أنها إذا لم تتخذ هذا القرار، فإن "غيرنا سيتخذه نيابة عنا". وأضاف أن "أوروبا تفتقر الى القدرة على حل مشكلات عسكرية مهمة تحدث على أراضيها، ولا يمكن للاتحاد الاوروبي أن يطور سياسة خارجية محددة إلا في حال كان لديه مفهوم أمني مشترك". واستهل بوش فى اليابان أمس جولة آسيوية تقوده الى كوريا الجنوبية والصين. ويلتقي اليوم رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي ل "تنسيق المواقف" في مواجهة ما يصفه الرئيس الاميركي ب"محور الشر"، وسط تردّد في الموقف الياباني الذي لم يحسم بعد موقفه من هذا التصنيف. واستقبل بوش لدى وصوله بتظاهرات مناهضة لسياسته إزاء ما يصفه ب"محور الشر" شارك فيها أميركيون ديموقراطيون وبيئيون ويابانيون من منظمات سلمية وبيئية أبدوا معارضتهم لسياساته الحربية ودعوه للعودة الى بروتوكول كيوتو لحماية البيئة. وأبلغت ماسكو كاجي الناطقة باسم كويزومي "الحياة" أمس، أن الرئيس الاميركي ورئيس الوزراء الياباني لم يناقشا بعد قضية الحرب على الارهاب، مشيرة الى أن طوكيو "تفهم أن تصريحات بوش تؤكد تصميمه على ذلك". وأضافت: "لدينا مواقفنا الخاصة تجاه السياسة الخارجية ولليابان دورً معين تريده ليس في آسيا فحسب بل في العالم، وستكون القمة فرصة جيدة لتبادل وجهات النظر بينهما، وأؤكد أن بوش أبقى مجال الحوار مفتوحاً مع كوريا الشمالية".