بعد مرور أكثر من 31 عاماً على رحيل الرئيس المصري جمال عبدالناصر وبمبادرة من القطاع الخاص سيتم خلال الاسابيع المقبلة الافتتاح الرسمي لأول متحف يحمل اسمه وذلك في "القرية الفرعونية" على ضفاف نيل الجيزة، ويجسد حياته الشخصية ومواقفه وآثاره الصغيرة وصوته. ويحمل المتحف الجديد شعار "عبدالناصر زعيم العروبة" ويأتي استمراراً لمسيرة التطوير التي تنفذها القرية الفرعونية استكمالاً لسلسلة المتاحف التاريخية الجديدة التي افتتحت أخيراً والتي تحكي قصة الحضارات المختلفة الفرعونية، البطلمية، الاسلامية، القبطية وصولاً الى تاريخ مصر الحديث عبر متاحف نابليون وأخيراً جمال عبدالناصر. وتحتفل مصر عادة في الخامس عشر من كانون الثاني يناير بميلاد الزعيم جمال عبدالناصر الذي ولد في مدينة الاسكندرية وكان والده ناظراً في مكتب بريد وبعد ان انتهى من دراسته الثانوية في القاهرة التحق في الكلية الحربية وتخرج فيها العام 1938 ثم عمل في الجيش، وإزاء فساد الحكم والاحتلال البريطاني لمصر كون مع زملائه تنظيم الضباط الاحرار وكان يهدف الى انهاء الاحتلال البريطاني لمصر. وجاءت حرب 1948 لتعجل في تحقيق هذا الحلم الذي قام به نحو ألف عسكري، في ما عرف بثورة 23 تموز يوليو العام 1952. ويحتوي متحف عبدالناصر على كم هائل من الصور والمعلومات القيمة عن حياته، اضافة الى نموذج للسد العالي، ويضم تسجيلات بصوت الرئيس في عدد من المناسبات التي كان لها الأثر الكبير في نفوس شعوب الوطن العربي وشعوب العالم الثالث. ويقول مدير القرية الفرعونية حسن رجب: "إن المتحف يقدم الكثير لزواره عن حياة الزعيم الذي كان له تأثير قوي ومباشر على الشعوب العربية كما يتناول حياته من الطفولة مروراً بحياته الدراسية والاجتماعية والعسكرية ومواقفه وجنازته بالصور". وما ان تطأ قدماك عتبة المتحف الذي تبلغ مساحته 200 متر مربع حتى يصل الى سمعك صوت جمال عبدالناصر في الخطاب التاريخي الذي ألقاه في مناسبة تأميم قناة السويس. اضافة الى عدد كبير من الصور النادرة والتي تصل الى 190 صورة تعبر عن كل مراحل حياته. ويعرض المتحف بعض المقتنيات الشخصية لعبدالناصر مثل بدلته العسكرية وأخرى مدنية ورباط عنقه ونظارتيه، والراديو الخاص به، ومنظره الذي كان يستخدمه لرؤية الاشياء البعيدة، ويتضمن ايضاً ملابس الإحرام وصورة في المسجد الحرام العام 1954. ويقدم في المتحف شريط فيديو مدته ساعة يتناول المواقف الصعبة في حياة عبدالناصر على الصعيدين الداخلي والخارجي، اضافة الى بعض المقتنيات الشخصية ومنها تمثال صغير من الجبس ذو لون نحاسي، وعلم مصر الذي "سافر" على متن مركبة الفضاء الاميركية "ابوللو" ويوجد على قمته بعض أحجار صغيرة من سطح القمر. ويذكر أن الرئيس الاميركي نيكسون قام بارسال العلم هدية لمصر تكريماً للرئيس عبدالناصر اضافة الى بعض الهدايا من الزعماء العرب من مصاحف وسواها.