سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صحيفة بريطانية تؤكد بدء الاستعدادات الاميركية لضرب العراق . باول يرفض الانتقادات ولا يستبعد عملاً عسكرياً ضد بغداد وريشار يعتبر العقوبات والحل العسكري "غير مناسبين"
رفض وزير الخارجية الاميركي كولن باول الانتقادات الاوروبية لسياسة الولاياتالمتحدة ازاء العراقوايران ولم يستبعد اتخاذ بلاده اي اجراء "تقتضيه الضرورة" ولو منفردة، على رغم تكرار تأكيده عدم وجود اي خطط وشيكة لمهاجمة بغداد. ونشرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية ان وزارة الدفاع الاميركية ووكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي بدأتا الاعداد لشن هجوم خلال الاشهر المقبلة على العراق لقلب نظام الرئيس صدام حسين. في هذه الاثناء اعتبر وزير الدفاع الفرنسي الان ريشار ان نظام العقوبات المفروض على العراق لم يعد ملائماً وان هجوماً عسكرياً على هذا البلد "لا يشكل الحل المناسب" للمشكلة القائمة معه حول تسلحه. وفي مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" أكد باول انه على وشك نيل تأييد روسيا صفقة جديدة في الاممالمتحدة حول "العقوبات الذكية". وقال الصحافيان اللذان اجريا اللقاء ان الوزير الاميركي قرّب بين ابهامه وسبابته قائلاً "نحن قريبون الى هذا الحد". واوضح انه لا يرى اي "تضارب" بين مساعيه في الاممالمتحدة وتصميم بوش على مواجهة صدام في قضية المفتشين الدوليين. وشدد على ان الولاياتالمتحدة "ستتخذ اذا اقتضى الامر إجراءات من جانب واحد ضد العراق"، وقال "نعتقد ان وضع العراق سيكون أفضل في ظل قيادة مختلفة ونظام مختلف. كنا نعتمد سياسة لتغيير النظام لكن الرئيس كلينتون جمدها في 1998 خلال عملية ثعلب الصحراء". وتابع "هذا لا يعني ان هناك هجوماً وشيكاً. فالعقوبات وضغط العقوبات جزء من استراتيجية لتغيير النظام وفي الوقت نفسه دعم المعارضة وبحث خيارات اخرى قد تتاح لنا سواء بشكل فردي او جماعي". وكرر التأكيد ان ليس لدى واشنطن في الوقت الراهن اي خطة لعمليات عسكرية ضد العراق، وقال "سنراقبهم.. واذا وجدنا ان هناك ضرورة لعمل آخر فسنفعل ذلك. لكن يجب ان لا نعتقد بأن هناك خطة جاهزة على مكتب الرئيس تنتظر توقيعه". ورفض باول الانتقادات التي وجهها مسؤولون أوروبيون بينهم وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ومسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي كريس باتن لسياسة الرئيس جورج بوش ازاء العراقوايران وقال انهما يمثلان مع كوريا الشمالية "محور الشر"، واضاف ان الاوروبيين يجب ان يكونوا ادركوا ان بوش تحدث "بإصرار وحكمة وحلم". واوضح ان الرئيس الاميركي لم يكن يتحدث بشكل "مطلق لم يغال في التبسيط، بل اعتقد بأنه كان يتحدث بشكل مباشر وواقعي للغاية". واضاف "يجب ان يقدر اصدقاؤنا الاوروبيون بعدما مر عام على تولي بوش السلطة ان الرئيس يقصد ذلك. انه يقول الحقيقة كما يراها". وبالنسبة الى ايران، قلل باول من شأن المخاوف الاوروبية من ان يكون خطاب بوش العنيف يقوي التيار المتشدد في ايران بقيادة مرشد الجمهورية علي خامنئي، وأوضح ان خطاب بوش محاولة لتغيير الرأي العام الايراني تجاه قادته. وقال "الرئيس قال الحقيقة. ربما تلقفها خامنئي وغيره، وحتى اولئك الذين قد يكونون اكثر اعتدالا وجدوا انفسهم مضطرين الى المشاركة في التظاهرة ضد هذا الموقف. لا اريد المبالغة، لكن الامر نفسه حصل بالنسبة الى خطاب ريغان في الثمانينات: لقد صدمنا، كيف يمكنه قول ذلك؟ لكن هل تعرفون من سمعه؟ الشعب الروسي سمعه". واضاف "عندما تنظر حولك وترى ان حياتك يمكن ان تكون افضل وان بامكانك الانضمام الى عالم القرن الحادي والعشرين الذي يواصل تقدمه... عندها يبدأ الناس في التساؤل: لماذا ليس نحن؟ ما الذي يؤخرنا؟ هل نحن اشرار؟ ولماذا يسموننا اشراراً؟". واعتبر ان الانتقادات الاوروبية للموقف الاميركي من ايران غير منطقية. وقال ان الحكومات الاوروبية حريصة على الدفع باتجاه الحل الذي تقترحه للنزاع الاسرائيلي - الفلسطيني، لكنها تتلكأ في تحدي ايران بشأن شحنة السلاح الى السلطة الفلسطينية. ومضى يقول "كيف يمكننا تجاهل واقع انها ايران متورطة في شحن اسلحة ذات نوعية تصعيدية الى الشرق الاوسط؟ كنت اظن ان الجميع قلقون بشأن الشرق الاوسط. وان الجميع يأتون دوماً بأفكار جديدة للشرق الاوسط، وعندما نجد شحنة ايرانية من خمسين طناً من الاسلحة ونتحدث بصراحة ومباشرة عن طبيعة هذا النظام يغضب الجميع". في هذه الاثناء، اعلن وزير الدفاع الفرنسي الان ريشار ان شن هجوم عسكري على العراق ليس الحل المناسب، وقال في تصريح صحافي ان "العراق خاضع لتدابير أقرتها الاممالمتحدة يفترض ان تسمح بمراقبة مستوى تسلحه. لم يحترمها، ويتحتم بالتالي ممارسة ضغط متواصل على هذا البلد. لكننا نعتقد ان الحظر الذي يعاني منه السكان لم يعد يمثل الحل المناسب". واضاف ان "الهجوم العسكري ايضاً لا يشكل حلاً". واكد ريشار مجدداً معارضة فرنسا و"جميع الاوروبيين" للمفهوم الاميركي ل"محور الشر" ورأى ان هذا المفهوم "لا يعبر عن واقع مصادر عدم الاستقرار والخطر في العالم"، لكنه أقر في الوقت نفسه بوجود "مشاريع تسلح تستوجب الادانة والمراقبة" في كوريا الشماليةوالعراق. واكدت "ذي غارديان" امس ان وزارة الدفاع الاميركية ووكالة الاستخبارات المركزية س. آي ايه بدأتا الاعداد لشن هجوم خلال الاشهر المقبلة على العراق لقلب نظام الرئيس صدام حسين. واوضحت ان حوالى 200 الف عسكري سيشاركون في هذه الحملة التي ستنطلق من محاور عدة. وكتبت الصحيفة نقلاً عن مصادر اميركية وديبلوماسية لم تسمها ان حكومة الحرب الاميركية برئاسة جورج بوش اعتبرت في نهاية كانون الثاني يناير ان سياسة الاحتواء فشلت وينبغي تنفيذ عمليات ملموسة لقلب النظام العراقي. لكنها نقلت عن مصدر مقرب من وكالة الاستخبارات الاميركية ان خططاً لشن حرب خفية وعلنية عرضت خلال الايام الماضية على الرئيس جورج بوش. واشارت الصحيفة الى ان مسودة خطة الهجوم التي وضعتها هيئة الاركان المشتركة تنص على مشاركة ما يصل الى 200 الف جندي من القوات الاميركية، لكن يرجح ان تقضي الصيغة النهائية باستخدام قوة اقل واكثر حركية وان تعتمد اكثر على العمليات السرية والقوات الخاصة في ضوء التجربة الافغانية. وافادت ان القوات الخاصة ستشن عمليات تخريب وتضليل اعلامي خلال الاشهر المقبلة، مضيفة ان الذريعة لبدء العمليات قد تكون مناقشة تمديد نظام العقوبات على العراق في مجلس الامن الدولي في ايار مايو المقبل والخلاف الذي يتوقع ان ينشب مع العراق في شأنها. واكدت ان الجنرالات الاميركيين ما زالوا منقسمين حول حجم الخطر الذي تمثله اسلحة العراق الكيماوية والجرثومية على القوات الاميركية او على اسرائيل، خصوصاً ان تحييد خطر المنصات الصاروخية بالكامل ليس اكيداً. وتابعت ان الولاياتالمتحدة واسرائيل وتركيا ستجري مناورات مشتركة تحت اسم "نسر الاناضول" هذا العام، لكن الدول الثلاث، وفي اطار تسريع استعداداتها، قد تجري ثلاث مناورات مماثلة خلال الاشهر القليلة المقبلة في قاعدة "قونية" الجوية التي ستستخدم مع قاعدة "انجيرليك" منطلق للضربات الجوية ضد العراق. وتعليقاً على ما نشرته "ذي غارديان" قال وزير الدفاع البريطاني جيف هون انه لا علم له بوجود خطط لعملية كبيرة ضد العراق، وصرح لهيئة الاذاعة البريطانية "سيدهشني كثيراً ان تكون هناك عملية كبيرة من دون تشاور مسبق مع المملكة المتحدة... لا علم لي بأي خطط لعملية كبيرة ضد العراق". لكنه أكمل: "ليس مستغرباً في نهاية الامر ان يتم وضع خطط لمواجهة التهديد الذي يمثله العراق والذي يتحتم علينا التصدي له باستمرار". واضاف هون: "بريطانيا قالت دوماً ان العراق سيكون مكاناً افضل بكثير من دون صدام حسين وان المنطقة ستكون اكثر اماناً ايضاً اذا لم يعد في السلطة".