عندما نقتنص لحظات للاحتفال بالحب، ندرك - بالتباين - الخواء العاطفي الذي نعيشه كل يوم، نجلس ونخط بطاقاتنا الطفولية الصغيرة ونلف هدايانا الوردية المزركشة. نتعطش الى البهجة والدفء والحنان، الى الحب، الى الإعلان عن المحبة. وحتى عندما يكون الحبيب غائباً، أو لم يوجد بعد، نتوهمه، او نجهز هدايانا في انتظاره، فيصبح الرابع عشر من شباط فبراير علامة فارقة في مسار حياتنا. أعود الى تلك الحيلة القديمة، الى المحبة المرسلة على الورق، الى رسائل المحبين، ورسائل النساء السرية لعشاقهن، أريد أن أثبّت اللحظة، ان أبتدع لها قدسية رومانتيكية لم يعد لها وجود في حياتنا العصرية. لعل الآخر يستكمل معي تلك الحالة، فنخلق عالماً وردياً من المحبة الموازية لشراسة العالم، وألعابه اليومية، الحربية والسياسية المعقدة. هذه إذاً رسالة مفتوحة، وعلنية لأن الحبيب المتواطئ، ذلك التواطؤ الكامل من أجل خلق ذلك العالم المأمول، الذي ما زال غير موجود" ولأن معنى الحب قد يشع ليشمل كل أولئك الذين مازالوا يؤمنون بالحلم، والتعاطف والحرية، مَن لا يسعون الى امتلاك الآخر، أو السيطرة عليه، أو استغلاله عاطفياً، إن وجدوا. الآن، لا بد أن يبدو الرابع عشر من شباط فبراير احتفالاً بكل قيم الحب والعشق، والحنان والتسامح والتوحد مع الآخر، واستيعابه، في مواجهة العنف المتزايد وأنساق القيم الاستهلاكية والتسلطية. لا بد الآن - كذلك - أن يتغير دور الحبيب، حيث الحب قيمة تستدعي النضال والإصرار والمثابرة في هذا السياق، ولا بد ألا نبحث عن الثبات والاستقرار، عن الحب كعلاقة ثنائية وحسب، بل علينا السعي نحو علاقة تنفتح على العالم، وتنعكس بمحبتها على الآخرين... تصبح رسائل حبنا دساتير حياتنا على مدار السنة حيث تنقشع الوحدة ويحل الحلم. كاتبة مصرية