استأنفت الطائرات الحربية الاسرائيلية امس غاراتها التي بدأتها على أهداف فلسطينية ليل الأحد - الاثنين ردا على قصف مستوطنة زراعية داخل الخط الاخضر بصاروخ "قسام 2" فلسطيني الصنع والعملية الفدائية التي نفذها فلسطينيان تمكنا الاحد من قتل مجندتين اسرائيليتين في بئر السبع. وقصفت الطائرات الاسرائيلية بالصواريخ امس مقر قيادة القوات الامنية والعسكرية في مدينة غزة المعروف باسم "السرايا" ما اسفر عن اصابة 37 فلسطينياً بجروح ونشوب حريق في المبنى. ورافقت الغارات تهديدات اسرائيلية للسلطة الفلسطينية وتحريض من اقطاب اليمين الاسرائيلي الذين طالبوا ب"سحقها" وب"طرد" الرئيس عرفات من الأراضي الفلسطينية راجع ص4 و5. وفي ظل تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية على المقار الامنية الفلسطينية حاول مئات من الفلسطينيين الغاضبين اقتحام سجن غزة لاطلاق المعتقلين السياسيين خوفاً على أرواحهم من القصف الاسرائيلي لكن قوات الشرطة صدتهم. وعلمت "الحياة" من مصادر في الاستخبارات العسكرية الفلسطينية ان المعتقلين السياسيين نقلوا، بناء على أوامر عليا، الى اماكن اخرى اكثر أماناً اول من امس في اعقاب وقوع العملية الفدائية في بئر السبع. واضافت المصادر ان "العملاء والمتعاونين" المحتجزين في "السرايا" لم ينقلوا من هناك. واقتحم حوالى 300 متظاهر فلسطيني مساء امس سجن الخليل في جنوبالضفة الغربية وأطلقوا معتقلين اسلاميين، كما افادت الشرطة وشهود عيان. وعرف من بين الذين اطلقوا محمد ايوب سد القائد المحلي ل"حركة الجهاد لإسلامي". وهدد وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر امس بأن الاجراءات العسكرية التي ستتخذها اسرائيل في حال قصف بلداتها مجدداً بصواريخ "قسام 2" قد تطال المدنيين الفلسطينيين "لأننا اذا ما اضطررنا لتطويق نابلس فسنطوقها تماماً واذا ما اضطررنا لاغلاق طولكرم فسنحكم اغلاقها". واضاف ان احد هذه الاجراءات قد يكون قصف مصانع الصواريخ في قلب المدن الفلسطينية. وتطرق بن اليعيزر الى الاوضاع على الحدود مع لبنان وهدد بأن اسرائيل لن يكون بوسعها الامتناع لفترة طويلة عن الرد على "استفزازات حزب الله على رغم أنها لا تحبذ الانجرار وراءها". وفيما واصلت اسرائيل تصعيدها العسكري وتهديدها للفلسطينيين بمزيد من الهجمات، بدا ان السلطة الفلسطينية اخذت تسعى الى تخفيف الضغوط الاميركية عليها باتخاذ خطوات تطالبها واشنطن باتخاذها. وفي هذا السياق عقدت المحكمة العليا الفلسطينية جلسة في رام الله امس للنظر في قضية سفينة الاسلحة "كارين اي" وطالب أحد محامي الدفاع عن فؤاد الشوبكي احد المشتبه في ضلوعهم في القضية بإطلاق موكله بعدمان قدم مستندات للمحكمة قال انها تثبت عدم تورطه في القضية. ولم يحضر الشوبكي نفسه الى قاعة المحكمة التي اعلن رئيسها ارجاء النظر في القضية الى الاربعاء لاتاحة الفرصة للقضاة للنظر في المستندات التي قدمها محامي الدفاع. وفي الاطار نفسه، اعلنت كتائب "شهداء الاقصى" المقربة من حركة "فتح"، أمس، في بيان قبولها قرار حلها الذي اتخذته سراً الاسبوع الماضي قيادة حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني. وقالت كتائب شهداء الاقصى في بيانها: "اننا نعلن قبولنا لقرار المجلس الثوري لحركة فتح الذي اجتمع برئاسة الاخ ابو عمار عرفات وقرر حل كتائب شهداء الاقصى وكتائب العودة". الى ذلك، ندد الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في بيان امس ب"ازدياد عمق حلقة العنف بين اسرائيل والفلسطينيين"، واعرب عن استيائه من قيام اسرائيل بقصف منشآت للسلطة الفلسطينية في غزة اول من امس "بقنابل ثقيلة سببت اضراراً جسيمة لمكاتب الاممالمتحدة وأدت الى جرح اثنين من موظفيها". وكان ممثل الاممالمتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط تيري رود لارسن عبر أيضاً عن ادانته الشديدة لاستخدام اسرائيل القنابل الثقيلة في مناطق ذات كثافة سكانية عالية وبالقرب من مكاتب الاممالمتحدة.