اوتاوا كندا - أ ف ب - اختارت الدول الصناعية السبع الاغنى في العالم ان تنظر الى النصف الملآن من كأس الاقتصاد العالمي، بدلاً من النظر الى نصفه الفارغ. ورأت ان أداء هذا الاقتصاد يعاود الانطلاق مرة اخرى وان مكافحة تمويل الارهاب تخطو خطوات الى الامام، في حين وعدت اليابان انها ستنكب على تطبيق الاصلاحات. في الوقت الذي تسير الارجنتين في الاتجاه الصحيح. وقد هبت رياح التفاؤل التي لم يشهدها العالم منذ اعتداءات الحادي عشر من ايلول سبتمبر من خلف ابواب الاجتماع الذي ضم في اوتاوا يومي الجمعة والسبت وزراء مال وحكام المصارف المركزية في كل من الولاياتالمتحدةوكندا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا والمانيا واليابان. وأراد وزراء مال دول مجموعة السبع الذين نجوا من مضايقات الناشطين المناهضين للعولمة حيث لم يتظاهر ضد الاجتماع أكثر من 60 شخصاً ان يظهروا "معنويات من فولاذ" غير آبهين بالبرد القطبي القارس الذي يضرب مياه البحيرة المجمدة التي عقدوا اجتماعهم على ضفافها قرب العاصمة الكندية. واكدوا في بيانهم الختامي ان آفاق انتعاش اقتصادي عالمي "تحسنت عموماً" على رغم "ان اخطاراً لا تزال قائمة". ووعد وزراء مال دول المجموعة الاسواق المالية القلقة بأنهم سيبقون "متيقظين". وقالوا: "سيواصل كل منا اتخاذ الاجراءات التي تفرض نفسها لتشجيع انتعاش ثابت ودائم". واعلن وزير الخزانة الاميركي بول اونيل ان الاقتصاد العالمي "وضُع مجدداً على طريق النهوض". اما الموضوع الدقيق المتعلق بالمانيا التي يقلق نموها المترنح منطقة اليورو، فقد تم إرجاؤه. وسيتعين على وزراء مال الاتحاد الاوروبي تحذير او عدم تحذير برلين من المشاكل التي تواجه موازناتها. واليابان، التلميذة الفاشلة في مجموعة السبع والتي يعاني اقتصادها من الانكماش، نجت من خطر الاشارة اليها في البيان الختامي. لكن ديون مصارفها المشكوك في تحصيلها وعجز الموازنة الكبير لديها تقلق اقتصادات الدول الكبرى التي تخشى من انتقال العدوى اليها. والى ذلك حاول وزير مالها ماساجورو شيوكاوا طمأنة شركائه، ووعدهم بالعودة الى تسجيل النمو في السنة المقبلة. وقال اونيل ان اليابانيين "اكدوا لنا انهم يتخذون اجراءات لتحسين وضعهم الاقتصادي البنيوي"، معتبراً ان الوضع هو "بين أيدي اليابانيين وحدهم". والشك نفسه يراود مسؤول فرنسي رفيع المستوى عندما قال: "منذ أربعة او خمسة اعوام، يقال ان اليابان في حال انكماش وأن الاصلاحات لا بد منها وستطبق سريعاً، لكن الامور لا تتغير". وبحث في الاجتماع ايضا مصير الارجنتين التي تقف على شفير الافلاس ولو ان وزراء مال مجموعة السبع لم يروا ان من المفيد دعوة من يمثلها لحضور الاجتماع. وقال البيان الختامي ان بوينس ايرس حققت "خطوات في الاتجاه الصحيح"، لكن عليها "مواصلة العمل بشكل وثيق مع صندوق النقد الدولي" والمجتمع الدولي، كما رأى وزراء مال مجموعة السبع الذين أعربوا عن الأمل في "تطبيق برنامج اصلاح اقتصادي قابل للحياة على المستويين المالي والاجتماعي". ولم ترد فكرة توفير دعم مالي للارجنتين. لكن وزير الاقتصاد الفرنسي لوران فابيوس تحدث وحده عن وجوب "مساعدة الارجنتين للخروج من الأزمة، وإلا فإن الخطر سيهدد الديموقراطية نفسها". ورأت الدول السبع أيضاً ان حصيلة الأشهر الخمسة من حملة مكافحة تمويل الارهاب "ايجابية". وانطلاقا من "ادراكها للصعوبات" التي تواجه الدول الفقيرة، توافقت الدول السبع "على ان المساعدات الخاصة بالتنمية يجب ان تتم بصورة اكثر فعالية". لكن لم يصدر اي شيء ملموس "عن هذه المحادثات المثمرة". كما فتح وزراء المال أخيراً ورشة جديدة لهم تتمثل في دعم عملية انضمام روسيا الى منظمة التجارة الدولية.