بغداد، باريس - أ ف ب، رويترز - صعّدت بغداد إعلامياً مع الرئيس جورج بوش، وحملت بعنف على "سياسته المتعجرفة"، فيما حذر وزير الدفاع الفرنسي ألان ريشار من "رد فعل عكسي واسع" لدى حلفاء واشنطن، إذا حاولت اطاحة الرئيس صدام حسين بالقوة. وقال الوزير في مقابلة نشرتها أمس صحيفة "هيرالد تريبيون": "أياً تكن النتيجة سيكون على الولاياتالمتحدة تقويم التغييرات المحتملة في تحالفاتها مع العديد من الدول"، مؤكداً ان كثيرين من الحلفاء قد لا يؤيدون شن هجمات على العراق، في اطار توسيع "الحرب على الارهاب". يذكر أن بوش تحدث في خطابه قبل يومين على "محور للشر"، اعتبر انه يضم العراق وايران وكوريا الشمالية. وشدد خصوصاً على "سعي العراق الى امتلاك أسلحة دمار شامل" بما فيها أسلحة نووية، وأعلن ان "العراق يواصل اثبات عدائه لأميركا ويدعم الارهاب، ونظامه يتآمر منذ أكثر من عشر سنين لتطوير الانتراكس والغازات السامة والأسلحة النووية". وشنت الصحف العراقية أمس حملة عنيفة على الرئيس الاميركي، واصفة إياه بأنه "سطحي ومتهور ومتعجرف". وكتبت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم في العراق: "بعد سنة من بداية حكم بوش صار الجميع يتفق على سطحيته وقلة خبرته وتهوره، وسياسته المتعجرفة"، مضيفة ان "الجميع يتصرف بحذر قبل التورط معه بأي موقف، لأنه بات يدرك ان التورط معه باهظ الثمن". واعتبرت الصحيفة ان "المخاوف" التي يثيرها بوش "مفتعلة"، لافتة الى ان "الجميع سيكتشف ان هدفه هو تحقيق الأطماع الاميركية". وأشارت الى "قرب استفاقة الاميركي من صدمة الخوف، وسيكتشفون ان مشكلاتهم الاجتماعية الأخرى باقية من دون حل، وانهم في محصلة الامر كانوا ضحية خطاب عاطفي انتهازي مضلل، وان الثمن الذي دفعوه في مقابل وعد بالأمن كان باهظاً جداً وغير ضروري في جانب اساسي منه". واعتبرت صحيفة "العراق" في افتتاحيتها أمس ان "اميركا صارت خلال نصف قرن من الزمان شرير الارض الاوحد، ولا تجد الشعوب غضاضة في اعلان عدائها له او التباهي بذلك". ونبهت الى ان "العراق لم يكن يريد ان يكون عدواً لأميركا التي وضعته في هذا الموقف وفرضت عليه عداوتها".