شدد نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان على موقف بلاده المعلن الذي يرفض عودة المفتشين الدوليين، وقال إن "عودتهم أمر مستحيل". وكان يتحدث في حوار مفتوح مع "الحقوقيين العراقيين" عن أوضاع المنطقة والعالم، بعد إحدى عشرة سنة على "حرب الخليج الثانية". ورد في شكل غير مباشر على "الأفكار الروسية" التي تدعو العراق إلى القبول بعودة المفتشين، وقال: "بعض الاخوان قالوا لنا انزعوا الفتيل فتيل العمل العسكري الأميركي بسماحكم بعودة المفتشين، لأن السيد بوش يهدد بأنه سيفعل ما يفعله إذا لم تسمحوا بإعادتهم... ونحن نقول: لا لعودة الجواسيس". واعتبر رمضان أن سحب المفتشين الدوليين في كانون الأول ديسمبر 1998، كان "قراراً أميركياً منفرداً من دون استشارة مجلس الأمن"، وأضاف: "كان الأميركيون يهيئون للعدوان علينا، وحدث العدوان بعد ساعات على انسحاب الجواسيس". القرار 687 واستطرد ان "الأميركيين قادرون على اعطاء مبرر جديد كل يوم للعدوان على العراق، ولو سمحنا للمفتشين بالعودة، فإن أياً منهم يستطيع أن يجيء إلى دائرة من دوائر الدولة بعد ساعات العمل الرسمي ليطلب الدخول، وعندما يقال له إن الموظفين غير موجودين، ستعتبر واشنطن ذلك غطاء لتبرير عدوانها علينا". ودعا رمضان إلى الضغط من أجل تطبيق الفقرة 14 من القرار 687 التي تنص على خلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، وقال: "هذه الفقرة يجب أن تطبق أيضاً على الكيان الصهيوني الذي لا يمتلك أسلحة محظورة فحسب، وإنما يستخدمها ضد الفلسطينيين". واعتبر إسرائيل "قاعدة متقدمة للهيمنة الأميركية في المنطقة التي تسعى واشنطن إلى ابقاء سيطرتها عليها لأهميتها الاستراتيجية وثرواتها، وإذا كان هناك بين العرب من يعتقد بإمكان الفصل بين أميركا والكيان الصهيوني، فالأحداث الأخيرة في فلسطين أكدت خطأ هذه النظرة، لأن هناك تحالفاً استراتيجياً قائماً بين الولاياتالمتحدة والصهيونية، وتطابقاً في المواقف والسياسات اليومية". وتحدث عن "تمادي إسرائيل" في الاعتداء على الفلسطينيين والعرب، ومحاولة توسيع ما تسميه "حزامها الأمني"، وكذلك "تمادي أميركا في فرض هيمنتها". وعبر نائب الرئيس العراقي عن ارتياحه إلى التطور الحاصل في العلاقات العربية - العربية، بخاصة علاقات بلاده مع "الأشقاء"، ومواقفهم المعارضة للتهديدات الأميركية ضد العراق، إذ "ليس هناك قطر عربي يقول إن العراق يعمل أو يسعى إلى الحصول على أسلحة محظورة كما تزعم أميركا".