اعلن رئيس الوزراء التركي عبدالله غول ان بلاده ترفض اي اقتراح للاتحاد الاوروبي لبدء مفاوضات الانضمام عام 2005. وجاء ذلك عشية القمة التي يعقدها القادة الاوروبيون في كوبنهاغن الخميس والجمعة، لاطلاق عملية توسيع تاريخية للاتحاد الاوروبي من 15 دولة حالياً الى 25، ومحاولة تسوية المعضلة التركية مع مطالبة انقرة بضمها في اسرع وقت ممكن. أنقرة، بروكسيل - أ ف ب، رويترز - اعلن الزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكطاش انه لن يكون قادرا على توقيع اتفاق سلام من اجل اعادة توحيد جزيرة قبرص خلال قمة كوبنهاغن الاوروبية، وذلك في مقابلة اجرتها معه شبكة "ان تي في" التلفزيونية التركية. وتوجه دنكطاش الى بروكسيل امس، لحضور القمة الاوروبية. وفي الوقت نفسه، قال رئيس الوزراء التركي عبدالله غول في مقابلة نشرتها صحيفة "ميلييت" امس، ان تركيا سترفض اي اقتراح للاتحاد الاوروبي لبدء مفاوضات انضمامها اليه في عام 2005. وقال غول معلقاً على الاقتراح الفرنسي - الالماني القاضي ببدء مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد بشروط عام 2005: "اذا اتخذت الدول ال15 مثل هذا القرار سنرفضه. واضاف: "لا اريد اهانة دول اخرى لكننا لا نقبل ان نبقى في قاعة الانتظار". واكد غول الذي غادر انقرة مساء متوجهاً الى كوبنهاغن للمشاركة في قمة الاتحاد الاوروبي، ان بلاده ستطالب بتحديد موعد لبدء المفاوضات عام 2003. واضاف ان الانتظار حتى عام 2005 يعني السماح ل25 دولة، بدلاً من الدول الاعضاء ال15 حالياً، باملاء شروط على تركيا للانضمام. وقال: "ستقدم كل دولة مطالبها" وبالتالي لن تحصل عملية الانضمام. ونقلت الصحيفة عن مصدر ديبلوماسي تركي لم تكشف هويته ان الحكومة التركية ستهدد باستبعاد الشركات الفرنسية والالمانية عن استدراج العروض في تركيا، خصوصاً في مجال التسلح في حال لم تحصل على ما تريده خلال قمة كوبنهاغن. وبعد سنوات من المماطلة، اصبح الاتحاد الاوروبي في الزاوية وعليه البت لمعرفة ما اذا كان مناسباً بدء مفاوضات مع انقرة لانضمامها الى الاتحاد. وكان الاتحاد الاوروبي منح تركيا وضع الدولة المرشحة عام 1999. ويبدو ان اقتراحاً مشتركاً صادراً عن الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني غيرهارد شرودر، يفرض نفسه كتسوية ممكنة بين الدول ال15 الاعضاء. وينص الاقتراح على بدء المفاوضات في تموز يوليو 2005 شرط حصول تقويم ايجابي نهاية عام 2004 للتقدم السياسي والاقتصادي الذي حققته تركيا. لكن هذا السيناريو يبقى دون طموحات تركيا التي تصر على الحصول على موعد ثابت اعتباراً من عام 2003. وتلقى تركيا دعماً ناشطاً من الولاياتالمتحدة التي تسعى الى ضم حليف استراتيجي لها الى الاتحاد الاوروبي. وتتحكم انقرة ايضاً بمفتاح تشكيل دفاع اوروبي مستقل الذي هو رهن باتفاق مع حلف شمال الاطلسي وانقرة عضو فيه، وباعادة توحيد جزيرة قبرص المقسمة بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الاتراك. والجدل حول انعكاسات دخول تركيا الى الاتحاد الاوروبي عاد الى الواجهة الشهر الماضي، عندما اعتبر رئيس الاتفاقية حول مستقبل اوروبا فاليري جيسكار ديستان ان انضمام انقرة سيشكل "نهاية الاتحاد" ويطرح السؤال حول حدود اوروبا. مشاكل أوروبية أخرى وفي غضون ذلك، تواجه القمة الاوروبية التي تعقد في مركز مؤتمرات بعيد من كوبنهاغن وسط اجراءات امنية مشددة، مشاكل أخرى تتعلق بالبت بمطالب الدول الاعضاء والدول المرشحة حول كلفة التوسيع النهائية. ومعلوم ان الدول التي ستقرر القمة ضمها الى الاتحاد في الاول من ايار مايو 2004 هي: بولندا وتشيخيا وسلوفاكيا وهنغاريا وسلوفينيا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا وقبرص ومالطا. وتأمل بلغاريا ورومانيا اللحاق بها بعد ثلاث سنوات. واتفقت الدول ال15 الاعضاء حالياً في الاتحاد خلال قمة في بروكسيل نهاية تشرين الاول اكتوبر الماضي على تخصيص 40 بليون يورو تقريباً لتمويل عملية التوسيع بين العامين 2004 و2006. وكلفت الدنمارك التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، اقناع الدول المرشحة القبول بهذا العرض. وعملياً تتمحور المعركة في كوبنهاغن على زيادة قدرها .61 بليون يورو اقترحته الرئاسة من دون موافقة الدول ال15 مسبقاً، بهدف انجاز المفاوضات. ووافقت غالبية الدول المرشحة على هذا التحسين لكن بعضها وفي مقدمتها بولندا لا تزال تعتبر ان المبلغ غير كاف. ورفضت دول اخرى مرشحة التنازل عن بعض مطالبها مثل مالطا التي تشترط عدم فرض ضريبة على القيمة المضافة، على الادوية.