هل يكون الكونغرس الاميركي اول المتحركين ضد شركة "كلونيد"، التي اعلنت انها استنسخت الطفلة "حواء"، او "ايف"؟ وهل يمتد تحركه، اذا حصل، ليشمل طائفة "الرائيليين" التي تقف بأشخاصها وآرائها وراء اول استنساخ لبشر في تاريخ الانسانية؟ وظهر موقف قوي من السيناتور بيل فيرست، الذي يقود الغالبية الجمهورية في الكونغرس، إذ وصف فعلة "كلونيد" بأنها "مثيرة للقلق...لأنها تمثل اهانة للحياة الانسانية نفسها". وتطرق بشكل غير مباشرة الى "الرائيليين"، في سياق التعبير عن سخطه، لأن "البعض" لا يزال يسعى حثيثاً الى استنساخ البشر، على رغم المخاطر التي يحملها هذا الامر على البشر كلهم. وكان السيناتور فيرست بذل جهداً، في ايار مايو من العام 2001، ليقرّ مجلس الشيوخ مشروع قانون يحرِّم كل اشكال الاستنساخ. وكان الديموقراطيون قدموا مشروعاً آخر ينص على تحريم الاستنساخ لأجل التكاثر، مع السماح به لغايات البحث العلمي. فاز مشروع فيرست في مجلس الشيوخ، لكنه لم يقر بعد في مجلس النواب، ليصبح ملزماً وسارياً. ولأنه يقود الغالبية الجمهورية، بعد الانتخابات التشريعية الاخيرة، يتوقع البعض ان يدعو فيرست مجلس النواب الى إقرار قانون تحريم الاستنساخ، خصوصاً بعدما شجب الرئيس جورج بوش الابن استنساخ الطفلة. وفي سياق مشابه، تحدث مشرعون في بريطانيا عن ضرورة سن أحكام مناسبة تمنع استنساخ البشر، ولم تبادر حكومة توني بلير الى اي خطوة محددة في هذا الاتجاه. اطياف "الفرع الداودي" ويرى متابعو الشأن الاميركي، ان الادارة الجمهورية الحالية ربما اغتنمت فرصة الادانة الواسعة لاستنساخ "حواء"، لتتحرك ضد طائفة الرائيليين، التي تعتبر شركة "كلونيد" ذراعاً علمية لها. ويرجع ذلك الى "حساسية" خاصة لدى الجمهوريين ضد المجموعات ذات المعتقدات شبة الدينية. وفي عهد جورج بوش الاب، برزت قضية "الفرع الداودي"، وهي طائفة قادها المدعو ديفيد كوروش، ونادت بضرورة تحول اميركا الى دولة دينية كلياً. وحاصرت قوات الامن الفيديرالي تلك الطائفة في "مجمع الكرمل" في تكساس. وانتهى الامر بحريق ضخم اتى على المحاصرين. ومنذ ذلك الوقت، يصر بعض اوساط المتطرفين على تحميل بوش الاب مسؤولية القضاء على كوروش. فهل يتحرك بوش الابن استباقياً، لئلا يصل الامر مع "الرائيليين" الى التأزم؟ ويذكر ان طائفة الرائيليين لها اتباع يقدرون بنحو 55 ألف شخص، يتوزعون في الولاياتالمتحدة وكندا وفرنسا. وفي المنحى العلمي، تصاعدت اصوات مراجع علمية عدة في العالم شجباً لاستنساخ البشر. وأعلنت مؤسسة "روزالين" الاسكوتلندية، التي استنسخت النعجة "دوللي"1997، عن ادانتها تطبيق اساليب الاستنساخ على البشر. والمعلوم ان شركة "كلونيد" اعلنت انها استخدمت اسلوب "نقل النواة" Nuclese Transfer في استيلاد "ايف"، وهو الاسلوب الذي ابتكره مستنسخو "دوللي". وصرح د. هاري غريفيث، الذي شارك البروفسور ايان ويلموث في ولادة النعجة، انه ضد استنساخ البشر. واشار الى ان هذا الاسلوب لا يزال تجريبياً ومحفوفاً بالمخاطر: "في السنوات الماضية، استنسخت فئران وماشية... لقد مات عدد كبير قبل نجاح اي استنساخ... وحتى التي عاشت تعاني امراضاً عدة، ولم تصل سني البلوغ... واصيبت بضعف في المناعة وبدت شديدة الهشاشة". وحضّ باتريك ديكسون، وهو بريطاني متخصص في اخلاقيات العلوم الطبية، على منع استنساخ البشر. وحذر من مخاطرها على هوية الانسان: "هل لنا ان نتخيل ماذا يحصل عندما تنادي الابنة امها "يا أختي التوأم"؟... انها لحظة خطرة للعلم والانسانية".