سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بيونغيانغ ترى المواجهة "حتمية" وخطة أميركية لعزلها وتهديدها بانهيار اقتصادي . واشنطن لا تنوي مهاجمة كوريا الشمالية وتؤكد ان "الوضع الخطير" لا يشكل "أزمة"
سيول، واشنطن - أ ف ب، رويترز - حذرت كوريا الشمالية أمس الولاياتالمتحدة من مواجهة "حتمية" مع تصاعد حدة التوتر بعدما امرت بيونغيانغ برحيل المفتشين الدوليين المكلفين مراقبة موقعها النووي في يونغبيون. وفيما اعتبرت واشنطن ان المسألة النووية الكورية "خطرة" لكنها لا تشكل أزمة، نقلت تقارير صحافية ان الادارة الأميركية أعدت خطة تدرجية لعزل بيونغيانغ وتخييرها بين وقف برنامجها النووي أو مواجهة الانهيار الاقتصادي. وذكرت صحيفة الحزب الشيوعي الحاكم "رودونغ سينموم" ان "المواجهة مع الامبرياليين صارت حتمية طالما لم يتخلوا عن طبيعتهم العدائية والاستغلالية". وأضافت ان "الرجعيين الامبرياليين يخطئون جداً اذا ظنوا ان في استطاعتهم اخضاع الشعب الكوري المتمسك باستقلاله بقدر تمسكه بحياته وروحه". واتهمت "لجنة اعادة توحيد الامة سلمياً" الحكومية في بيونغيانغ واشنطن بعرقلة التقارب بين الكوريتين، و"السعي بكل الوسائل لمنع الامة الكورية من التوصل الى تحقيق الوفاق والتعاون" عبر "الابتزاز النووي الخائب". ويأتي هذا التصعيد في اللهجة الكورية الشمالية في وقت شارك نحو عشرة آلاف شخص في تجمع مناهض للولايات المتحدة في بيونغيانغ. وفي المقابل، أكد وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان التوتر الحاصل نتيجة المسألة النووية الكورية الشمالية "مشكلة خطرة"، الا انه لا يشكل "ازمة". وأوضح: "انها مشكلة خطيرة وناًخذها على محمل الجد. الا اننا لا نعتقد ان هناك تطوراً لمناخ ازمة". وقال باول في مقابلة مع شبكة "ان بي سي" التلفزيونية ان بلاده لا تنوي مهاجمة كوريا الشمالية وأنها مستعدة لانتظار شهور لمعرفة ما اذا كانت الديبلوماسية قادرة على اقناع بيونغيانغ بالتخلي عن برامجها النووية. وأضاف: "لا نعد لهجوم وقائي. الولاياتالمتحدة امامها مجموعة من الخيارات السياسية والاقتصادية والديبلوماسية وكذلك العسكرية. ولكننا لا نحاول خلق اجواء ازمة بتهديد كوريا الشمالية". وتابع: "نترك كل الخيارات مفتوحة ونحاول التعامل مع هذا الموقف بترو ... نتابع الامر بحرص... وأمامنا شهور لنر ما ستسفر عنه الاحداث". لكن صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مسؤولين حكوميين كبار ان البيت الابيض اعد برنامجاً واسعاً لزيادة الضغط المالي والسياسي على كوريا الشمالية اذا لم يتخل نظام بيونغيانغ عن جهوده الرامية الى امتلاك اسلحة نووية. وبموجب هذه السياسة الجديدة يمكن ان يهدد مجلس الامن الدولي كوريا الشمالية بفرض عقوبات وأن تسعى القوات الاميركية لاعتراض شحنات الصواريخ الكورية الشمالية لحرمان بيونغيانغ من الواردات الناجمة عن بيع الاسلحة. وأكدت الصحيفة ان مسؤولين اميركيين اعتبروا ان التهديد المتصاعد بالعزل هو افضل وسيلة لإجبار كوريا الشمالية على العدول عن طموحاتها النووية. ويمكن ايضاً تشجيع جيران كوريا الشمالية على الحد من المبادلات الاقتصادية معها على رغم ان واشنطن لم تقم بعد بأي ضغط في هذا الاتجاه. وأضافت ان هذه المقاربة للمسألة اطلق عليها اسم "العزل على المقاس" من السلطات الاميركية التي لا تستبعد اللجوء الى مفاوضات مع كوريا الشمالية ولكن فقط بعد ان تفكك برنامجها النووي العسكري. ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول اميركي كبير تأكيده ان اسم "العزل على المقاس" الذي اطلق على هذه العملية جاء "لأن الامر يتعلق بوضعية مختلفة كلياً عن العراق او ايران". وأضاف ان "الامر يتعلق هنا بممارسة ضغط سياسي واقتصادي كبير وهذا يتطلب ايضاً تعاوناً بين دول عدة". ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الادارة الاميركية ان "واشنطن لا تسعى الى قلب النظام في كوريا الشمالية ولكن اذا لم يغير هذا الاخير توجهاته فإنه يتعين عليه ان يواجه امكان انهيار اقتصادي".